تدشين صندوق استثمار دولى "أفريقيا 2050" لتمويل مشروعات البنية التحتية

أعلن البنك الأفريقى للتنمية عن تدشين صندوق (أفريقيا 2050 ) لتمويل مشروعات البنية التحتية على مستوى القارة.
وأشار البنك - فى بيان صادر عن مقره فى تونس - إلى أن الصندوق الجديد سيتم الاكتتاب فيه دوليا عبر مؤسسة (ناسداك) العالمية فى البورصات الأمريكية والأوروبية بموجب اتفاق تم إبرامه مع (ناسداك)، التى تتخذ من نيويورك مقرا لها، فى السادس والعشرين من الشهر الماضى فى إطار الاستعداد لإطلاق الصندوق الجديد ولتكتمل بذلك منظومة التمويل بين تمويلات الدول المانحة ومستثمرى القطاع الخاص من المستثمرين فى أسواق المالية العالمية الكبرى.
وأوضح أنه على هذا النحو سيصبح الصندوق الجديد آلية دفع جديدة لتمويل التنمية فى القارة الأفريقية، مشيرا إلى أن الصندوق يتم تدشينه بمبادرة مشتركة من بنك التنمية الأفريقى ومؤسسة (صنع فى أفريقيا) الإنمائية التى تتخذ من العاصمة الغانية أكرا مقرا لها وأن رأسماله التأسيسى هو 500 مليون دولار أمريكى فى حين تشير تقديرات خبراء (ناسداك) إلى قدرة الصندوق على حصد 4ر5 مليار دولار أمريكى عند طرحه فى بورصة نيويورك وهو ما يخطط لإجرائه فى النصف الأول من العام 2014.
وعلى صعيد مخططات التمويل، يقول خبراء الصندوق الجديد إن مشروعات الطاقة والكهرباء ستتمتع بأولوية قصوى عند تخصيص موارد الصندوق مع إيلاء اهتمام خاص بمشروعات إنتاج الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة وفق أحدث التقنيات العالمية.
ويأمل الخبراء أن يكون الصندوق الجديد قوة دافعة فى هذا الصدد لاسيما وأن تمويلات مشروعات الكهرباء فى أفريقيا قد تراجعت بنسبة 92 \% فيما بين عامى 2007 و2012 وهى المشروعات التى تشارك فيها 26 مؤسسة تمويل استثمارية ومصرفية عالمية وإقليمية ومحلية يتصدر البنك الأفريقى للتنمية الترتيب الحادى عشر فيما بينها، وبلغت استثماراته فى مشروعات الطاقة النظيفة عام 2011 ما إجماليه 769 مليون دولار أمريكى مقارنة مع 475ر1 مليار دولار أمريكى فى العام 2012.
وتشير تقارير البنك إلى أن إجمالى تمويلاته الاستثمارية فى مشروعات الكهرباء فى أفريقيا منذ العام 2007 وحتى نهاية العام 2012 بلغت 3ر4 مليار دولار أمريكى.
وكانت مؤسسة (صنع فى أفريقيا) الإنمائية قد نأسست قبل 5 أعوام بمبادرة من رجل الأعمال النيجيرى كولا الوكو الذى يعمل فى استثمارات مشروعات الطاقة ورجل الأعمال الدولى الغانى المولد اوزولد بوتينج الذى يعمل فى مجال إنتاج الملابس ويمتلك مشروعات ضخمة فى بريطانيا والهند وغانا ونيجيريا وليبيريا، كما يعد سام كوتيسا وهو رجال أعمال فى الأساس ويشغل حاليا منصب وزير الشئون الخارجية فى حكومة أوغندا أحد مؤسسى مبادرة (صنع فى أفريقيا) وهو الرجل الذى سيمثل بلاده مطلع العام القادم حال توليها منصب الرئاسة الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أن الأمين العام لمجلس إدارة البنك الأفريقى للتنمية انى كابجولا يعد أحد مؤسسى مبادرة (صنع فى أفريقيا).
ووفقا للأرقام الصادرة عن بنك التنمية الأفريقى يصل إجمالى استثمارات قطاع الكهرباء والطاقة فى أفريقيا منذ العام 2007 و حتى نهاية العام الماضى إلى 7ر14 مليار دولار أمريكى منها 9ر2 مليار دولار أمريكى تمثل جملة التمويلات المقدمة لمشروعات الكهرباء فى أفريقيا من البنك الدولى، لكن الخبراء يقولون إن إجمالى الاستثمارات التى تحتاجها القارة الأفريقية للقضاء على مشكلة الكهرباء لا تقل عن مائة مليار دولار أمريكى وهى القارة التى تتنامى معدلات إقامة المدن فيها بصورة كبيرة وسط ارتفاعات متسارعة فى أعداد السكان.
وهكذا.. تأتى جهود أفريقيا لإيصال إمدادات الكهرباء لأبناء القارة وجذب الاستثمارات الدولية فى هذا القطاع الحيوى فى وقت تشير فيه تقارير البنك الدولى إلى ارتفاع معدلات الاستثمارات على مستوى العالم فى مشروعات إنتاج الكهرباء من 8ر36 مليار دولار فى 2007 إلى 9ر108 مليار دولار أمريكى بنهاية العام 2012، يأمل الأفارقة أن يكون لقارتهم نصيب منها.