نورهان متولي مخرجة شابة تخرجت في كلية الآداب وعشقت السينما. واستطاعت خلال فترة قصيرة أن تقوم بإخراج مجموعة من الأفلام التسجيلية القصيرة منها "عادي" و"جنة الشيطان" أما فيلمها الذي لا تزيد مدته علي 13 دقيقة ويحمل اسم "السقوط لأعلي".. فله حكاية خاصة حيث تعرضت فيه نورهان بكل جراءة إلي قضية غاية في الخطورة وهي زنا المحارم.. تدور قصته حول شاب يدفعه إدمانه للمخدرات ومشاهدته للأفلام الإباحية إلي معاشرة أخته جنسياً بعد قيامه بتخديرها. وذلك في ظل انشغال الأب الدائم في البحث عن لقمة العيش وغياب الأم خارج المنزل. المخرجة الشابة لم تخش من التعرض لمثل هذا النوع من الأفكار الصادمة إيماناً منها بدور الفن في كشف عيوب المجتمع.. لكن الغريب أنها أكدت أن ميزانية هذا العمل لم تتجاوز 150 جنيها فقط.. في الوقت الذي قام أفراد عائلتها بأدوار البطولة فيها. * وما الذي دفعك لخوض مثل تلك المغامرة؟ ** أنا أري أن الفن لابد أن يعبر عما هو موجود فعلاً في الواقع.. لا أخشي التعبير عن الواقع مثل الكثيرين والفكرة تراودني منذ فترة. * وماهي الصعوبات التي واجهتك في هذا العمل؟ ** التكلفة المادية التي كان مقرراً لها أن تصل إلي 100 ألف جنيه. * وكيف تغلبت علي هذه العقبة؟ ** قررت أن يخرج الفيلم للنور بأقل تكلفة ممكنة حيث استعنت بأفراد أسرتي ليقوموا بالتمثيل في الفيلم.. وشاركتهم البطولة بالإضافة إلي أنني كاتبة السيناريو والحوار أيضاً. * والقصة؟ ** يتناول الفيلم قضية زنا المحارم من خلال عرض حياة أسرة تعيش في منطقة عشوائية ينشغل فيها الأب عن أبنائه بالعمل والبحث عن مصدر رزق ووسط غياب الأب سيطر الابن الأكبر علي أفراد العائلة باعتباره رب البيت. إلا أنه انحرف مع أصدقائه بتعاطي المخدرات ومشاهدة الأفلام الإباحية وتتصاعد أحداث الفيلم عندما تلعب المخدرات برأس هذا الابن أثناء مشاهدته لفيلم من هذه النوعية وذلك في غياب الأم ووجود شقيقته بالمنزل بمفردها. فوسوس له الشيطان بوضع المخدر في الشاي لشقيقته ومعاشرتها جنسياً. وبمضي الوقت وتشعر الأخت بثمرة الخطيئة تتحرك في أحشائها وينزل الخبر علي الأم كالصاعقة فتسارع إلي إخبار شقيقها باعتباره كبير العائلة وهي لا تعلم أنه الجاني الحقيقي. وبالفعل تقوم الأم وابنها بضرب الفتاة التي تهرب من وطأة الضرب إلي الشارع فتصدمها سيارة لتنتهي الأحداث بمأساة عندما تموت الشقيقة عند محاولة إجهاض نفسها بعد أن تنجو من حادث السيارة وبعدها بقليل يموت الابن بجرعة مخدرات زائدة. * وكيف تم توزيع الأدوار علي العائلة؟ ** لعبت أنا دور الفتاة بطلة الفيلم التي تتعرض للاغتصاب من شقيقها وقام صديق شقيقي بدور الابن الأكبر وجسدت أمي الحقيقية دور الأم في الوقت الذي قدم فيه خالي دور سائق السيارة الذي كاد يصدمني بسيارته عند الهروب من المنزل. * ألم تقلقي من رد الفعل تجاه هذا الفيلم الجريء؟ ** اطلاقاً بل علي العكس لاقي الفيلم رد فعل جيد واستحسان كل من شاهده. كما تم عرضه في العديد من المهرجانات السينمائية في مصر والعالم. * وكم بلغت تكلفته في النهاية؟ ** لم يكلفني سوي 150 جنيهاً فقط لا غير. حيث إن الأبطال كما قلت هم أفراد أسرتي الذين لم يتقاضوا أي أجر مقابل أدوارهم وقمت أنا بالتأليف والإخراج وحتي وحدات الإضاءة المستخدمة في تصوير الفيلم قمت بتصميمها بنفسي. * وما هي أهم الأعمال التي قمت بإخراجها خلال مشوارك الفني القصير كمخرجة أفلام تسجيلية؟ ** قمت بإخراج فيلم اسمه "عادي" وهو عمل قصير ساخر يتناول سلبيات المجتمع. و"جنة الشيطان" وهو مأخوذ عن رواية امرأة غلبت الشيطان لتوفيق الحكيم. وقد فاز بالمركز الثالث بمهرجان راهب الفكر توفيق الحكيم بساقية الصاوي. بالإضافة إلي فيلم "ألبوم صور".. الذي يتناول حياة خالد الذي يعاني من مرض التوحد مع أخته داليا التي تعتني به. * وهل فكرت في إخراج أفلام طويلة؟ ** بالفعل قريباً سأبدأ في عمل روائي طويل. ولكن سوف أستعين بشركة إنتاج حيث تتجاوز ميزانيته أكثر من عشرين مليون جنيه ومرشح لبطولته عدد من نجوم السينما.