تشهد مكتبة الإسكندرية يوم الخميس الموافق 11 نوفمبر الجاري العرض الأول لأفلام الدورة الثانية من مشروع "بلازا"، وهي مبادرة أطلقها مركز الفنون بالمكتبة لإنتاج أفلام روائية قصيرة لمخرجين شباب. وأكد المايسترو شريف محيي الدين، مدير مركز الفنون، إن المركز قام بهذه المبادرة إيمانًا منه بضرورة القيام بدور مباشر لمساندة حركة صناعة الأفلام الشابة في مصر بشكل عام وفي الإسكندرية بشكل خاص، مشيرًا إلي أن هذه هي الدورة الثانية التي يستغل فيها المركز الصرح المعماري الذي تنعم به المكتبة، ويطلق العنان لخيال الفنانين الشباب في فضاء الساحة الخارجية لمكتبة الإسكندرية "البلازا"، آملاً أن يجدوا فيه العناصر المثيرة فنيًّا لصناعة فيلم تكون إحدي مميزاته توثيق المكان بشكل أو بآخر. ولفت إلي أن المنحة الإنتاجية لكل فيلم تم زيادتها في هذه الدورة، كما زاد عدد الأفلام التي يتم إنتاجها في الدورة الواحدة، حيث يأمل المركز أن يستطيع الاستمرار في دعم هذه السينما الشابة بشكل متزايد كل عام، لإيمانه بأنها أحد أهم مساحات تنمية المواهب لدي شباب السينمائيين في مصر الآن. وتقدم بالشكر للمخرج الكبير الأستاذ داوود عبد السيد لإشرافه علي هذه الدورة واختياره للسيناريوهات الفائزة. وقال أحمد نبيل؛ المسئول عن البرامج السينمائية بالمكتبة، إن العرض الأول للدورة الثانية لأفلام مشروع "بلازا" يتضمن عرض الأفلام التي تم إنتاجها وهي: فيلم "دا مش بايب" ومدته 12 دقيقة، إخراج دينا عبد السلام، وفيلم " أسود ملون" إخراج أحمد السمرة، ومدته 11 دقيقة، وفيلم " إعمل ده" إخراج مارك لطفي، وانتاج الفنان خالد أبو النجا، ومدته 13 دقيقة، وفيلم "نسخة شعبية"، إخراج إسلام كمال، ومدته 19 دقيقة، وسوف يتبع العرض ندوة بحضور المخرجين. وأشار إلي أن مركز الفنون كان قد أعلن عن الدورة الثالثة من مشروع بلازا 2011، الذي يحتفل المركز من خلالها بمئوية ميلاد أديب مصر الكبير نجيب محفوظ، ويقوم المركز في هذه الدورة بالتعاون مع ستوديو "فيج ليف"، بإنتاج سبعة أفلام روائية قصيرة مأخوذة عن كتاب "أحلام فترة النقاهة"، آخر كتب محفوظ، ويشرف علي هذه الدورة المخرج الكبير محمد خان. وتدور قصة فيلم "دا مش بايب"، حول سلمي ونادية؛ فتاتان، إحداهما مصورة والأخري صحفية، حضرتا للإسكندرية في مهمة من قبل مركز ثقافي في القاهرة لتصوير مكتبة الإسكندرية وكتابة مقال عنها. المهمة تبدو سهلة ولكن الأمور تتعقد فسلمي تتردد كثيرًا في التصوير ولا تجد الاستقرار علي أي من الصور التي التقتطها أمرًا سهلاً، مما يدفع بنادية علي حثها علي إنهاء المهمة بسرعة ولكن ينتهي بهما الحال وقد غاصا في أغوار حياتهما الشخصية. تتواتر لوحة رينية ماجريت "هذا ليس غليونًا"، والتي تعكس الصراع بين الحقيقة والصورة والكلمة، بصريًا داخل الفيلم، لتعكس حيرة الفتاتين. الفيلم إخراج دينا عبد السلام، المدرس المساعد بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية، وهي حاصلة علي ورشة عمل في صناعة أفلام التحريك عام 2006، وقامت بالعمل كمساعدة في إنتاج أكثر من فيلم روائي قصير في الإسكندرية. أما فيلم "أسود ملون"، فهو إخراج أحمد السمرة، مواليد مارس 1979، درس التصوير بكلية الفنون الجميلة، جامعة الإسكندرية، ودرس صناعة الأفلام بورشة التكوين الإبداعي بمركز الجزويت الثقافي. عمل السمرة كمهندس ديكور وماكيير خِدع في أكثر من فيلم قصير في الإسكندرية، ولديه العديد من التجارب في مجال الأفلام التجريبية وفن الفيديو، كما قام بصناعة العديد من الأفلام التسجيلية. ويتحدث فيلم "إعمل ده"، عن نتيجة تلك المسافة الكبيرة الفاصلة بين المباح والمكنون، حيث نجد الإنسان في محاولة مستمرة لتطوير لغة تعبيره حتي يتمكن من التواصل بشكل أفضل أو من التعبير عما بداخله، وعلي مستوي الفن عامةً وفن السينما خاصةً، يكون الفنان في حالة إنشغال دائم بالبحث عن لغته الخاصة التي تمكنه من التعبير عن ذلك المكنون داخله؛ ذلك الأمر الذي قد يُكلّفه طويلاً لكي يصل إليه أو حتي لكي يتأكد من أن تلك اللغة التي توصل إليها هي لغته الخاصة التي ستمكنه من ترجمة ما ينفعل به. ويحاول الفيلم الاقتراب من تلك المسافة الفاصلة بين لغة التعبير المعلن عنها وتلك اللغة الأخري الموازية خلال حديث يدور بين رجل وفتاة ينتميان إلي مجتمع "النخبة". ويشار إلي أن مارك لطفي، مخرج الفيلم، من مواليد الإسكندرية عام 1981، وهو منتج ومؤلف ومونتير ومخرج، تخرج في كلية الهندسة، جامعة الإسكندرية، شعبة إتصالات، ودرس صناعة الأفلام بورشة التكوين الإبداعي بمركز الجزويت الثقافي، حيث أخرج فيلمه الروائي القصير "مينرفا" كمشروع تخرج عام 2007. وقام لطفي بإنتاج وإخراج العديد من الإعلانات الدعائية بالإضافة إلي الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية لصالح جهات عدة. ويتناول فيلم "نسخة شعبية"، قصة عادل وسعد، صديقان لم يزر أي منهما مكتبة الأسكندرية من قبل. جاءت الصدفة باختيار مروة صديقة عادل بلازا مكتبة الأسكندرية لتكون مكان لقائها هي وصديقتها سارة بعادل وسعد، اللذان استقبلا هذا الاختيار بتوتر وفضول أدي إلي حدوث مشادة بين عادل ومروة عند اكتشاف عادل سبب اختيار البلازا كمكان للقاء. يذكر أن إسلام كمال، مخرج الفيلم، من مواليد الإسكندرية عام 1978، درس التصوير بكلية الفنون الجميلة، جامعة الإسكندرية، ودرس صناعة الأفلام بورشة التكوين الإبداعي بمركز الجزويت الثقافي. عمل كمال كمدير تصوير بأكثر من فيلم روائي وتسجيلي بالإسكندريةوالقاهرة، ولديه العديد من التجارب في مجال الأفلام التجريبية، كما قام بصناعة خمسة أفلام تسجيلية، فاز آخرهم "شالي غالي"، بجائزة لجنة التحكيم بالمهرجان القومي للسينما المصرية.