لايخفى على أحد فى بر مصر المحروسة .. مايحدث من مهازل فى المحليات .. فأصبحت عزبة لموظفيها ، وتفشى بها الفساد حتى أصبح للركب ..وهذا ماقاله الدكتور زكريا عزمى سابقا تحت قبه البرلمان بأن " الفساد فى المحليات للركب " فأفعال بعضهم كالسوس ينخر فى عظام الغلابة .. مستغلين طيبة أهل القرى الذين يخافون من رؤية خيالهم بجوارهم ساعة الظهيرة .. فما بالك بغرامة تفرض عليهم .. أو أمين شرطة يستدعيهم لقسم الشرطة ، فالخوف الممزوج بالقهر الإجبارى تملك من غلابة مصر .. لذا نشاهد عدم الرضا على وجوههم ، وأحيانا تنفلت الأمور وتصل إلى حد المشاجرات بالأسلحة البيضاء .. وكلها تنفيس عما بداخلهم .. ففى إحدى القرى بمركز المنصورة والتى تبعد عن المدينة قرابة الخمس كيلو مترات ، المهازل فيها للركب والفساد لا رقيب عليه وتحديداً فى الوحدة المحلية .. فرئيسها بالفلاحى ( بيمشى أموره) مع موظفيه .. فدفتر الحضور والإنصراف هناك عشرات العاملين بالوحدة لا يذهبون إليها والطامة الكبرى أن منهم من هو خارج حدود الوطن .. ويحصل على راتبه شهريا مع إستقطاع مبلغ لمسئول الدفتر ورئيس الوحدة .. أضف إلى ذلك أنه يومياً يتم شحن موبايله بكارت فئة ال 100 جنيه ، والمدهش أن بعض الموظفين يتسوقون له يوميا ً .. ناهيك عن كسوة الصيف والشتاء التى يحصل عليها من محلات الموظفين .. وأسوق لكم خبراً مدهشاً .. عندما تم نقل إثنين من الموظفين إلى مجلس المدينة..فكتبا مذكرة فيه وتمت إدانته ، ونقل إلى مكان آخر ، ولكن خروجه من الجنة أعياه ... وإستطاع عضو مجلس شورى بالدائرة أن يٌعيده سالما ً آمناً إلى مكانه الطبيعى ، وعلى الفور أصدر قراراً داخليا لمجاملة العضو بتعيين أحد أقاربه رئيسا ً للوحدة الهندسية بالرغم من أن عليه أحكام قضائية مما يخالف القانون (بس قانون مين ياسادة) ده احنا فى عزبة . وهناك روايات أخرى يسردها بعض الموظفين بالوحدة أهمها : أن مسئول الماهيات صرف منه رواتب الموظفين فى أحد الشهور ، وحرر محضراً بذلك ، وعندما تم عرضه على النيابة قرر وكيل النيابة المحترم .. بأن تعود الرواتب للموظفين فوراً ، فسكب الدمع أمام رئيس الوحدة إياه .. ولم يجد صعوبة فى مطالبة كل موظف من الغلابة بدفع مبلغ للأخ مسئول الماهيات حتى لا يٌٌٌٌٌٌٌسجن .. وبالفعل جمعوا المبلغ له .. ناهيك عن هذا .. فحسب كلام أهالى قرى الوحدة الإتاوات تٌفرض عينى عينك عليهم حتى أن أحد الموظفين فى قسمى الإدارة الهندسية والبيئة يمتلك الآن أملاكاً من جباية الغلابة .. الأمر لم يتوقف عند الوحدة المحلية فقط وإنما المجلس الشعبى المحلى أيضا ً . والمفترض أنه برلمان مصغر لمراقبة التجاوزات من كل المصالح الحكومية .. لأنه منتخب من المواطنين بالقرى التابعة لهذه الوحدة المحلية .. وحيث أنه لا إنتخاب ولا غيره ، وعلى مدار سنوات يأتون بقوة العضو إياه ، والحقيقة أنه ليس له قوة بالمعنى الحقيقى ، ولكن سلطته ونفوذه كان يستمدها من الحزب الوطنى .. وحسنا فعل الحزب بعدم إختياره فى الإنتخابات المقبلة.. وأسالوا أهل قريته .. ماعينا ..المهم أن رئيس المجلس الشعبى المحلى منذ أن استقلت الوحدة ..وهو الرئيس ماعدا دورة أو إثنتين على ما أعتقد .. أما الأعضاء .. فيكفى أن أقول ابحثوا عن سيرتهم الذاتية واطلبوا الفيش والتشبيه الخاص بكل واحد منهم .. ستجدون عجب العجاب ، وإذا كنا نريد التنمية لمصر عموماً .. فلابد من إستقطاب الشباب المثقف الواعى ونقحمهم فى المشاركة السياسية حتى نغرس الإنتماء فيهم .. فعندما يشتد عود أى شاب ويجد هذه النماذج .. ماذا يفعل ؟! .. الحكاية مش ناقصة إحباط .. أوجه كلامى هذا إلى اللواء سمير سلام محافظ الدقهلية وأضع هذه المشكلة أمام سيادته .. وآثرت ألا أنشر المستندات التى تحت يدى .. لأننا لا نبغى سوى الإصلاح ولا نريد الضررلأحد فلابد من وضع نهاية للوحدة والمجلس .. ومتابعة المهمل والمٌفسد .. فما يحدث بالمحليات قَتل بسكين حاد . أنقذوا.. بناتنا دَخَلت مكتبى مهرولةً قائلةً : إلحقنى ياريس .. خير يا نرمين .. فيه مصيبة .. آه كارثة .. إجلسى .. وبدأت تروى ما شاهدته كنت بعمل التحقيق اللى حضرتك مكلفنى به.. وقابلت سيدة فى أواخر العقد الثالث من عمرها متوسطة الجمال .. وعرضت على~ خدماتها المتمثلة فى ( المشى البطال ) وقعدت تعزف ربابة على المكسب والفلوس الكتير اللى هاخدها .. وإنته عارف بقه .. مكر تلاميذك الصحفيين .. إستدرجتها فى الكلام .. وقعدت تتكلم وراحت عرضه عليه الذهاب معها إلى الكافى شوب عند جامعة المنصورة .. طبعاً وافقت وركبنا التاكسى ودخلنا الكافى شوب ولقيت الكل هناك عارفها .. إتمسكنت عليه .. وأعطيت لها الأمان تماماً .. لدرجة أنى سألتها .. لماذا هذا العمل اللى نهايته بوليس الآداب ؟ ذرفتْ الدمع وقصت قصتها وهى : كنت عايشة مع أبويه ومراته وإنتى عارفه زوجة الأب بقه .. كانت بتذلنى وتضربنى وعندما أصبحت صبية .. وافقت على أول واحد يطرق الباب لزواجى .. وتزوجت وكان أسوأ من أبويه وزوجته .. شوفت المرار معاه وأنجبت منه ولد وبنت وكنت خادمة له ولأهله .. زهقت من الاوضاع دى .. فطلقنى وأخذ العيال ورمانى فى الشارع وحرمنى حتى من رؤية عيالى .. فتزوجت رجلا آخر أكبر منى سناً .. ماهو( ظل رجل ولا ظل حيطه) وأنجبت منه ثلاث عيال .. كان منهم طفل مريض بالقلب ويحتاج لحقنة ب 500 جنيه .. وكان معاشه على أده .. فطلب منى أن أنفق عليه وعلى ولاده وقالى بالحرف الواحد ( روحى شوفى حالك وإتصرفى ) . كان أمامى طريقين .. طريق صح وأحاول الإنفاق بشرف .. وطريق غلط وأخسر كثيراً .. اتجهت للطريق الصح واشتغلت عاملة بإحدى المستشفيات وبعد إنتهائى من عملى أذهب للعمل كخادمة لأستطيع الإنفاق على أولادى وأدفع إيجار الشقة وعلاج ابنى .. تعبت من العمل وأصيبت بمرض خبيث فى المخ .. ذهبت لوالدى ليساعدنى .. وطبعا طردتنى مراته .. ذهبت للمستشفى وأهل الخير صرفوا عليه حتى استئصال الورم ولسه تعبانه برضه .. خرجت من المستشفى ..لم أجد سوى الطريق الغلط .. إتقابلت مع البنات اللى ماشيين فى الطريق ده والرجال أيضا وبعت نفسى وسلمت جسدى لهم .. وعشان أنا مش حلوة .. قالوا لى .. عايزينك تجيبى لنا بنات ولك العمولة.. عشان كده أنا عايزاكى .. هتخدى فلوس كتير وهتاكلى وتشربى ببلاش .. وأهى حياة وخلاص . هذه قصة المرأة كما روتها تستقطب الفتيات مستغلة الأمور الحياتية الصعبة وعلى مرأى ومسمع من أصحاب الكافيهات .. فروايتها إن كنت متعاطفا معها سواء كاذبة أم صادقة ، ولكن هناك خطر يهدد بناتنا بالجامعة .. وهذا أعتبره بلاغا لمباحث الآداب بالدقهلية للقبض عليها .. فالمشرحة مش ناقصة قتلة !! . من حقنا من حقنا أن نعبر عن آرائنا بحرية كاملة ..ولا أشك لحظة فى أن المناخ تغير فى هذه الأيام..وأصبح الجميع يعبر عن رأيه بحرية..وهذه تٌحسب للرئيس مبارك..ولكن المفروض على كل مسئول أن يحل مشاكل إدارته بنفسه ولا ينتظر قراراً من رئيس الجمهورية ..فالرئيس يقف فى صف المواطن البسيط ..فمن حقنا أن نأخذ حقنا فى هذا البلد ..أقول هذا بمناسبة العرض المسرحى الذى شرٌفت بحضوره (من حقنا) شاهدت شبابا قمة فى الإبداع ترعاهم جمعية أهلية هى (مؤسسة فارس للرعاية الإجتماعية) واحتضنهم الأستاذ آمر بكر فارس والمخرج المبدع رضا رمزى ..عبروا عما نعانى منه من أزمات سواء بطالة أو هجرة غير شرعية أو أطفال الشوارع أو الإنتخابات وغيرها ..وتألق فيها من الممثلين محمد مجدى وأحمد عزت وعبد الرازق سراج ومحمد المعصراوى وسيد حسين واسلام شكرى وأحمد طارق ومحمد محيى والأطفال آمال الحسينى ومؤمن محمد وأحمد سمير وكريم سمير وغيرهم فالعرض تضمن حوالى 80فنانا لأول مرة يعتلون خشبة المسرح ..وعندما تشاهدهم تشعر بأنك أمام ممثلين محترفين ..المسرحية من تأليف واخراج الفنان رضا رمزى ..المدهش أنهم يريدون عرضها ولكن وكيل وزارة الثقافة بالدقهلية يتحجج بحجج واهية ..وقام الأستاذ آمر بكر فارس والفنان رضا رمزى بطرق كل الأبواب لعرضها ..وحتى الآن لم يحدث شيئا ..وأنا أتعشم خيرا فى اللواء سمير سلام فى الموافقة على عرض المسرحية بقصر ثقافة المنصورة ..فحرام وأد هذا الإبداع فى مهده.