تحقيق: عصمت سعد : الأسر المصرية على موعد جديد مع مائدة رمضان العامرة بكل الاصناف والاطباق وأيضا على موعد مع ارتفاع جديد فى أسعار السلع والياميش مما يسبب حالة معتادة كل عام فى هذا التوقيت مع دخول شهر رمضان والحيرة فى إدارة ميزانية الأسرة، ومحاولة الالتفاف للسيطرة على ارتفاع الاسعار. وقد شهدت أسعار المنتجات والسلع الغذائية والياميش والدواجن واللحوم ارتفاعا كبيرا الفترة الماضية ويزداد الارتفاع مع اقتراب شهر رمضان،وقد ارتفعت أسعار ياميش رمضان بشكل كبير هذا العام حيث وصل سعر البلح من 25 إلى 30 جنيها، البندق من 115 إلى 125 جنيها، القراصيا من 40 إلى 50 جنيها. ووصل سعر لفة قمر الدين من 25 الى 40 جنيها، واللوز من 100 إلى 120 جنيها، الكركدية من 25 إلى 32 جنيها، عين الجمل من 135 إلى 140 جنيها، الكاجو من 120 إلى 125 جنيها، قمر الدين السورى من 25 إلى 35 جنيها، الخروب من 18 إلى 25 جنيها، العرقسوس من 22 إلى 28 جنيه، المشمشية المستورد من 44 إلى 56 جنيها،والتين من 12 إلى 20 جنيها ووصل سعر السوبيا من 7 إلى 22 جنيها، الفستق 125 جنيها. وقد دشن عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك"، حملة لمقاطعة ياميش رمضان هذا العام، وهي بعنوان "مقاطع الياميش عشان الجنيه يعيش". وقال أحد النشطاء: "التفكير في مقاطعة كل ما هو تركي هو شيء رائع، ويجب أن يبدأ المستوردون بالمقاطعة قبل المستهلكين"..مضيفا"ياريت مش بس الياميش ،كل منتج مستورد مالوش لأزمة، وكل منتج مستورد له بديل مصري ولو أقل منه في الجودة شوية". كما ارتفعت أسعار السلع والمنتجات الغذائية أيضا حيث بلغ سعر لتر الزيت من 11 إلى 14 جنيها،وكيلو الفول "تدميس" من 9 إلى 12 جنيها، كيلو السكر بين 5- 6 جنيهات،وكيلو السمن بدءا من 13 جنيها، كيلو الأرز بين 6.50- 8 جنيه، كرتونة البيض ب 20 جنيها، كيلو الشاى يتراوح من 44 إلى 48 جنيها. وقفزت أسعار البقوليات بالأسواق لتسجل الفاصوليا واللوبيا 12 جنيها مقابل 10 جنيهات و العدس زاد ل 14 جنيها مقابل 12بينما سجل الكيلو الفول البلدي12 جنيها والمستورد 10 جنيهات. وبالنسبة لأسعار اللحوم فقد وصل سعر كيلو الكندوز الى 80 جنيها".وارتفعت أيضا أسعار اللحوم البيضاء "الدواجن" فوصلت من 20 إلى 25 جنيها للكيلو"،وبالنسبة لأسعار الأسماك" وصل البورى الى 35- 40 جنيها للكيلو،والبلطى ب 16جنيها للكيلو. وأعرب معظم المواطنين عن استيائهم الشديد من ارتفاع الأسعار المستمر، مؤكدين أن التجار يستغلون قدوم شهر رمضان لزيادة الأسعار ، معلنون أنهم يلجأون للشراء من المجمعات الاستهلاكية وسيارات الجيش ووزارة الزراعة لانخفاض أسعارها وتوافر منتجات كثيرة ومتعددة بها. المواطنون : نلجأ لسيارات الجيش وقالت السيدة "ميرفت مبارك – مدرسة" لموقع أخبار مصر :" الأسعار نار، الأرز بعد ما كان ب3 جنيه بقى ب10، ومفيش حاجة بتزيد وترجع تقل تانى". وأضافت "بصراحة بقينا بنشترى من سيارات الجيش ووزارة الزراعة لأن أسعارها أقل ومنتجاتها مضمونة وسليمة، لكن مازالت أسعار اللحوم فى ارتفاع وفى حالة عدم وجود سيارات الجيش بنشترى من التجار الجشعين وكذلك الخضروات لا تتوافر بالسيارات والتجار متحكمين فى أسعارها بشكل كبير". وقال حسين حمدى -موظف- "الأسعار بالفعل ارتفعت جدا وخاصة اللحوم والياميش، والمصريين يشترون الياميش مرة واحدة فى السنة، ولكننا فوجئنا أن أسعار الياميش ارتفعت وتجاوزت الحدود هذا العام، ولا يوجد الا خيارين، إما أن نستبعد الياميش من قائمة مشتريات رمضان ونقاطعه، أو أن نكتفى بشراء البلح لرخص ثمنه" مقارنة بالياميش عموما". وتوقع أن بعض التجار سيحاولون استغلال إقبال المواطنين على شراء المستلزمات الرمضانية بكميات كبيرة، وسيرفعون الأسعار أكثر خلال الفترة القادمة، مضيفا أن كثيرا من الأسر سوف تضطر إلى استبعاد الياميش من قائمة مشتريات رمضان، بسبب ارتفاع أسعاره. وتقول الحاجة "زينب" – ربة منزل "فوجئت بأسعار السلع الرمضانية كالبلح والياميش والمشروبات، وقررت فى رمضان هذا العام الاقلال من شراء السلع غير الضرورية كالبلح وجوز الهند والزبيب والمكسرات، وأكتفى بشراء السلع الاساسية وفقا للاحتياجات الضرورية فقط". وأضافت"أن الزيادات طالت كل السلع حتى المشروبات الرمضانية فارتفع سعر كيلو الكركدية تدريجيا من 45 جنيها للكيلو ليصل حاليا ل56 جنيها للكيلو والتجار بيقولوا هيعدى ال60 جنيها، هذا بالاضافة إلى ارتفاع اسعار الدواجن، فسعر كيلو الاوراك ارتفع من 19 جنيها للكيلو ليصل ل 25 جنيها للكيلو،وارتفع سعر كيلو البانيه من 40 ل50 جنيها حاليا ، أما الفراخ البلدى فالكيلو يصل حاليا ل25 جنيها مقابل 20 كيلو سعره منذ عدة أشهر". الياميش ..خارج السيطرة وقال الحاج سيد "تاجر ياميش" إن الياميش هذا العام متوفر بكميات مناسبة وأسعارها متفاوتة ومعقولة وهناك منتجات أقل من العام الماضى ، وإن سبب ارتفاع الأسعار يرجع إلى ارتفاع الجمارك على الياميش المستورد بالاضافة الى حالة الحرب التى تعيشها سوريا، ولذلك ضعف الإنتاج الذى كان يعتبر مصدرا أساسيا لواردات مصر من الياميش. وأضاف"أننا لجأنا هذا العام الى إعداد عبوات قليلة الوزن بداية من الربع كيلو وتغليفها وتجهيزها حيث يمكن للمشترى أن يأخذها ويشترى من كل الأصناف ولكن بكميات قليلة". وأعرب الحاج محمد – تاجر بقالة – عن استيائه من عدم وعى الناس في مسألة شراءالطعام وقال إن الكثيرين يشترون كميات كبيرة فى المواسم، قائلا: "ليه فى المواسم والأعياد بدل ما نشتري على قد يومنا بنشترى بالعشرة والعشرين كيلو.. كده بنعمل أزمة فى السلع الاستهلاكية وسعرها بيزيد وده سبب من أسباب ارتفاع الأسعار إللي بيحصل في المواسم والأعياد". وأضاف أن سعر الأزر يبدأ من 5 جنيهات إلى 8 جنيهات وربع، قائلا: "الرز عندى نوعين رز رفيع ورز عريض وكل نوع له سعره وزبونه". أما عن سعر الفول فقال عم محمد: "إن سعره كان ب13 جنيها وده من كام يوم كده ودلوقتى سعره ثابت ب12 جنيه، وده طبعا بالنسبة للفول المصري ولو زاد سعر الفول البلدى فى رمضان ممكن يزيد جنيه أو اتنين بالكتير". وأضاف : "اقترب موعد حصد الأرز الجديد وسوف تنخفض الأسعار وتعود مرة أخرى الأسعار إلى طبيعتها بالأسواق". تأثير الدولار وأكد الباشا إدريس عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية – لموقع أخبار مصر – أن تغير سعر الصرف داخل السوق المحلي أثر سلبًا على الأسعار الموجودة في السوق، مشيرا إلى أن زيادة الجمارك ورسوم الشحن يزيد من التكلفة الاستيرادية . وأضاف أن ارتفاع أسعار بعض السلع في الفترة الحالية لنقص المعروض مع زيادة الطلب من جانب المستهلكين خاصة مع اقتراب شهر رمضان في ظل قيام العديد من الجمعيات الخيرية بزيادة السحب عليه لإعداد "الشنط الرمضانية". وأضاف أن التجار يستوردون الياميش من الخارج،ويتحكموا بأسعاره بسبب سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري. وأكمل أنه خلال شهر رمضان اسعار السلع الغذائية ترتفع بنسبة بين 25 إلى 30%، مقارنة بباقى شهور العام، وذلك على كل السلع الغذائية ومنها السلع الأساسية والألبان ومنتجاتها، والياميش . وأكدعلى ان أسعار السلع الغذائية برمضان هذا العام، شهدت ارتفاعات كبيرة مقارنة بالموسم الماضى، والسبب يعود لارتفاعات اسعار الدولار وتسبب ذلك فى نقص المعروض من السلع بنسب متباينة وارتفاع اسعارها. وتوقع أن يلجا المستهلك لاستبدال السلع التى تشهد ارتفاعات كبيرة بأخرى كاستبدال قمر الدين المستورد بعصائر وفواكه مصرية، واستبدال المسكرات المعتادة بغيرها اقل استخداما كالفسدق والبندق والكاجو بالسوادنى، خاصة فى ظل تزامن رمضان مع الامتحانات مما ينهك ميزانيات الاسر المصرية ويؤثر سلبا على ميزانية الأسرة. وأكد محمود عسقلاني رئيس مجلس ادارة جمعية مواطنون ضد الغلاء،لموقع أخبار مصر – أن ارتفاع اسعار السلع الغذائية هذه الأيام أربك حسابات جميع الأسر المصرية. وقال العسقلانى إننا نحتاج لتعديل قوانين الإستثمار وحماية المستهلك ومنع الإحتكار وحذر من استمرار ارتفاع أسعار السلع حتى بداية شهر رمضان مما سيزيد من الأعباء على كاهل المواطنين والأسر. معارض "أهلا رمضان" وأكد رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء أن بعض التجار يستغلون شهر رمضان لزيادة الأسعار،وأنه بدلا من الشراء من التجار والمعاناة من جشعهم طالب المواطنين بالشراء من المعارض والمجمعات الاستهلاكية في كل فروع الجمهورية التي تطرح السلع الغذائية بأسعار مخفضة . وأشاد بدور وزارة التموين لخفض الأسعار من خلال طرح كميات من السلع فى المجمعات الاستهلاكية ومعارض "أهلا رمضان". وقال العسقلانى إن ما تقوم به وزارة التموين والتجارة الداخلية من طرح للدواجن بأسعار تقل عن أسواق القطاع الخاص في فروع المجمعات الاستهلاكية والشركات التابعة للوزارة لايقوى على تلبية احتياجات جميع المواطنين بالمحافظات. كما طالب بضرورة سيطرة الحكومة على تثبيت الأسعار أمام المواطنين في هذا الشهر الكريم، وتفعيل الحملات التموينية والرقابة على الأسواق، لأن التجار يستغلون شهر رمضان الكريم في رفع الأسعار خاصة منتجات اللحوم والدواجن. حيل المواجهة وأكدت سعاد الديب، رئيس جمعية حماية المستهلك- لموقع أخبار مصر -أن الدولة تحاول توفير سلع غذائية بأسعار مخفضة بالمجمعات الاستهلاكية، مشيرة إلى ضرورة توفر هذه السلع بكميات مناسبة تكفى حاجة المواطنين، بالإضافة ضرورة جودة السلع الغذائية. وأوضحت أن الأسر المصرية تلجأ إلى الشراء بالجملة، سواء بشراء احتياجاتها مرة واحدة في أول شهر رمضان، أو الاتفاق مع عدد من الجيران والأصدقاء على شراء المستلزمات والاحتياجات بالجملة، وتوزيعها فيما بينهم بعد ذلك،.كما تستعد بعض الأسر المصرية لدخول رمضان، بعمل جمعية، وترتيب موعد قبضها بين شهري شعبان ورمضان، استعداداً لمتطلبات الشهر الكريم من الياميش والبلح واللحوم والألبان التي ترتفع أسعارها ويزيد الطلب عليها في رمضان. وتلجأ بعض المحال الكبرى إلى إعلان العروض التجارية والتخفيضات على بضاعتها لترويجها، وهو ما تستغله ربات البيوت بالحرص على تتبع العروض المعلن عنها، والشراء منها، استغلالاً للتخفيضات عليها، بالإضافة إلى الشراء من الأسواق التجارية الكبرى، التي تتميز بوجود وفرة من المنتجات، بأسعار أقل من نظيرتها في الخارج، مما يوفر في نهاية المطاف لميزانية الأسرة.