لم نكن نفيق من كابوس خالد سعيد حتى استيقظنا على كابوس آخر وضحية أخرى لتعذيب الشرطة ..فترددت أنباء تصل إلى حد التأكيد حول سقوط ضحية تعذيب جديد بقسم شرطة سيدي جابر بالإسكندرية، وأفاد أحد المصادر ل'الزمان المصرى' بأن صديق الشاب وهو الشاهد الوحيد على واقعة احتجازه تم خطفه وهو الآن محتجز بقسم سيدي جابر منذ عدة أيام، لمنعه من الحديث و'فضح' تفاصيل الحادثة حسب تعبير المصدر. وقالت مصادر مقربة من أسرة الشاب إن اسمه أحمد شعبان (19 عاما)، وشهير ب'كوتة' ويحمل مؤهلا متوسطا، واتهمت المصادر ضباطا ومخبرين بتعذيبه داخل القسم حتى فارق الحياة'، مضيفة أن جنازة احمد شهدت حضورا أمنيا مكثفا، بعد انتشار أنباء تعذيبه خشية أن تتكرر الأحداث التي رافقت الإعلان عن وفاة خالد سعيد. وتابعت المصادر.. وأغلبها من شباب حركة 6 ابريل .. 'في فترة غياب أحمد عن منزله، وصلت لأسرته أنباء عن كونه يتعرض للتعذيب ومحتجزا في القسم، لكن الضباط ردوا أن كوتة ليس في القسم أصلا، وبعد يومين تم الإعلان عن العثور على جثته ملقاة بجوار إحدى الترع (ترعة المحمودية)، وفوجئت أسرة الشاب بالخبر، وحين شاهدوا الجثة كانت بادية عليها آثار اعتداءات'. وأكد محمد عبد السلام، منسق حركة 'شباب من أجل العدالة والحرية' بالإسكندرية رواية المصادر، وأضاف 'أحمد كان عائدا إلى منزله بعد أن حضر فرح أخت أحد أصدقائه، وفي الطريق، قابلته لجنة تفتيش. وأخذوا منه البطاقة وذهبوا به إلى قسم سيدى جابر وطلبوا منه أن يوقع على محضر سرقة تليفون محمول، ومن المعروف أن أقسام الشرطة تقوم خلال الفترة الأخيرة بتلفيق القضايا للشباب فيما يعرف (تقفيل القضايا)'. وأضاف محمد إن 'الكثير من قضايا التعذيب تم توثيقها، ولكن النظام لن يقدم أي شرطي للمحاكمة لأنهم من يقومون بحماية هذا النظام'. ووجهت 'الجمعية الوطنية للتغير' نداء عاجلا للشعب المصري بعنوان 'تضامنوا من أجل إيقاف التعذيب في سلخانات وزارة الداخلية'، طالبت فيه ب'تقديم مجرمي التعذيب وجلادي مباحث أمن الدولة وخاصة مجرمي قسم سيدي جابر، مرتكبي جريمة (الشهيد خالد سعيد)، إلى المحاكمة الفورية'. يذكر أن عددا كبيرا من أعضاء 'غروب كلنا خالد سعيد' على موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك'، أكدوا وقوع ضحية تعذيب جديدة بقسم شرطة سيدي جابر بمحافظة الإسكندرية. من ناحية أخرى تقدمت أسرة أحمد شعبان (الضحية الجديدة) بطلب إلى المحامي العام لنيابات شرق الإسكندرية للحصول على صورة من تقرير الأدلة الجنائية التي قامت بمعاينة الجثة تمهيدا لتقديم بلاغ للنيابة بعد الشكوك التي أثيرت حول أسباب الوفاة.