الصحفيين تعلن تأجيل تشكيل هيئة المكتب واللجان ل 26 مايو    مشاجرة مسلحة بعين شمس بسبب خلاف بين أطفال    السيدة انتصار السيسى: سعدت اليوم بلقاء أبنائى من ذوى الهمم باحتفالية "أسرتى قوتى"    العروض غير الرسمية والتأشيرات.. تحذير بشأن الحج 2025    أحمد موسى يكشف عدد الشركات المشاركة في مشروع "مستقبل مصر"    بريطانيا تدعو للتحقيق في الهجوم الإسرائيلي على الدبلوماسيين بجنين    سفير أوكرانيا في القاهرة: اتفاق "المعادن النادرة" مع واشنطن إيجابي رغم اعتراض موسكو    بموافقة الشرع.. تفاصيل إعادة مقتنيات جاسوس إسرائيلي إلى تل أبيب    أحمد سالم يكشف آخر مستجدات الحالة الصحية لحسين لبيب.. وملف تجديد السعيد ومستحقات جوميز    الحماية المدنية بالشرقية تسيطر على حريق ضخم قرب برج ضغط عالي    الجمال المصري.. ياسمين صبري تخطف الأنظار بإطلالة جديدة في مهرجان كان    الجمعة.. قصور الثقافة تعرض "حيضان الدم" على مسرح طهطا    كيف كان مسجد أهل الكهف وهل المساجد موجودة قبل الإسلام؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    هل به شبهة ربا؟.. أمين الفتوى يحسم حكم البيع بالتقسيط وزيادة السعر (فيديو)    طريقة عمل كفتة اللحم بمكونات بسيطة ومذاق لا يقاوم    كواليس خروج مسمار 7 سم من رأس طفل بمعجزة جراحية بالفيوم -صور    الكويت ترحب بقرار الاتحاد الأوروبي القاضي برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا    تذكرة ذهاب بلا عودة.. خطة إسرائيلية لإفراغ شمال غزة عبر مراكز توزيع المساعدات    الآن.. رابط نتيجة الصف الثاني الابتدائي 2025 في الجيزة (فور إعلانها)    «لا تلبي متطلبات العصر ».. «السجيني»: القوانين الاستثنائية القديمة تعيق حل الأزمة بين المالك والمستأجر    "فسيولوجيا فيه مشكلة".. نجل شقيقه يكشف أسباب عدم زواج عبد الحليم حافظ    المدن المتاحة في إعلان سكن لكل المصريين 7    مصرع طفل غرقا في ترعة الصافيه بكفر الشيخ    أول تعليق من ريال مدريد على إدانة خمسة أشخاص بجرائم عنصرية ضد فينيسيوس    هيئة الدواء: تلقينا 12 ألف استفسار منذ تفعيل منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة    افتتاح وحدة تكافؤ الفرص بالجامعة التكنولوجية فى بني سويف -صور    الزمالك يعلن في بيان رسمي توقيع اتفاقية لتسهيل تجديد العضويات    الشباب والتعليم تبحثان استراتيجية المدارس الرياضية الدولية    البورصة توافق على القيد المؤقت ل " فاليو "    مصر تدين إطلاق النار من قبل الجانب الإسرائيلي خلال زيارة لوفد دبلوماسي دولي إلى جنين    سعر الريال القطرى اليوم الأربعاء 21-5-2025.. آخر تحديث    ضبط راكبين بأوتوبيس نقل جماعى تحت تاثير المخدرات.. فيديو    مصرع طفل غرقًا في مياه نهر النيل بكفر الشيخ    بعثة "الداخلية" تتوج خدماتها لحجاج القرعة بزيارة الروضة الشريفة.. فيديو    «غيّر اسمه 3 مرات».. حقيقة حساب أحمد السقا غير الموثق على «فيسبوك»    فيتسلار الألماني يعلن تعاقده مع نجم اليد أحمد هشام سيسا    طولان: إلغاء الهبوط لم يكن بسبب الإسماعيلي.. بل لمصلحة ناد آخر    وزارة الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة بعنوان "فتتراحموا"    استعداداً ل«الأضحى».. محافظ الفيوم يوجه برفع درجة الاستعداد القصوى    ماركو بونيتا: أسعى لتحسين تصنيف فراعنة الطائرة ولا أسمح بالتدخل فى اختيارات القائمة الدولية    وزير الخارجية يلتقى مع نظيره الزامبى على هامش الاجتماع الأفريقى الأوروبى    صحة الدقهلية: ختام الدورة التدريبية النصف سنوية للعاملين بالمبادرات الرئاسية    محافظ أسوان يشارك فى إحتفالية فرع الهيئة العامة للإعتماد والرقابة الصحية    قد يكون صيف عكس التوقعات.. جوارديولا يلمح بالرحيل عن مانشستر سيتي بسبب الصفقات    الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 فلسطينيا على الأقل من الضّفة الغربية    فيديو يكشف طريقة سرقة 300 مليون جنيه و15 كيلو ذهب من فيلا نوال الدجوي    الرئيس السيسى ل الحكومة: ليه ميتعملش مصنع لإنتاج لبن الأطفال في مصر؟    مصادر طبية في غزة: 8 قتلى وأكثر من 60 إصابة نتيجة قصف إسرائيلي على جباليا وسط مدينة غزة    ضبط 7 أطنان دقيق مدعم قبل بيعه في السوق السوداء بالشرقية    لمواليد برج الحمل.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من مايو 2025    «التضامن الاجتماعي» تشارك في احتفالية «جهود الدولة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة» بالنيابة الإدارية    «بنسبة 100%».. شوبير يكشف مفاوضات الأهلي مع مدافع سوبر    رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: أيام الحج فرصة عظيمة لتجديد أرواح المسلمين.. فيديو    وزير الثقافة يستقبل ولي عهد الفجيرة لبحث آليات التعاون الثقافي وصون التراث ويصطحبه في جولة بدار الكتب بباب الخلق    قبل أيام من حلوله.. تعرف على أبرز استعدادات السكة الحديد ل عيد الأضحى 2025    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    تحت ال50 .. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الأربعاء 21 مايو 2025    تفسير حلم أكل اللحم مع شخص أعرفه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حافظ الشاعر يكتب عن : يا عالى المقام ..الغلابة يتحسرون وما زالوا متمسكون بورقة التوت الأخيرة..فهلا تترعرع فى ربيعها..؟!!
نشر في الزمان المصري يوم 23 - 02 - 2016

أوجه كتابى هذا إلى المشير عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ؛ وقصدت فى المانشيت كتابة (عالى المقام )،وهى جملة تقال لحاكم مصر أيام الفراعنة عندما وطأ عليها سيدنا يوسف عليه السلام ودعا إلى رسالة التوحيد وآمن به وقتها "عزيز مصر "كوتفار" كبير قادة الجيوش ،وحاكمها أمنحتب "اخناتون" وزوجته "نفرتيتى" ؛ وكان كهنة معبد (آمون) ضده منذ كان طفلا فى بيت "كوتفار وزوجته زليخة" ؛وعندما اشتد ساعده وخرج بعد 10 سنوات فى سجن زاويرا ؛بعدما ألقت به فى غياهب السجن (زليخة) وساعدها زوجها عزيز مصر كوتفار؛ خشية الفضيحة ؛حيث كانت تذوب عشقاً فى يوسف عليه السلام ؛وقبيل سجنه دعته إلى مخدعها وراودته عن نفسه ؛ولكنه أبى أن يغضب ربه ولم يضعف وهرب منها ؛وقدت قميصه عند الباب السابع من دبر ،ففتحه فكان فى وجهه زوجها ؛ وكاد أن يفتك بيوسف ،ولكن الله أرسل له "طفل" صغير فى المهد من أهلها ابن أختها ؛فاستشهد به يوسف عليه السلام ونطق الطفل وكان الحكم "وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين".وذاع صيت "يوسف " فى أرجاء مصر فى الطهر والعفة .
ودعا زملائه بالسجن إلى عبادة الواحد الأحد ؛فآمن به الكثير منهم ؛وحان موعد خروجه ؛وكانت هناك حادثة مشهورة ؛فكهنة معبد "آمون" أرادوا التخلص من أخناتون الكبير والد أمنحتب حاكم مصر بعد ذلك ؛بالإتفاق مع ساقى "الملك وطباخه" ؛وانكشف أمرهما ؛ وعندما ألقى بهما فى سجن "زاويرا" حلم أحدهما حلما بأن الطير تأكل من رأس أحدهما والآخر يسقى ربه خمرا؛وكان "يوسف" مشهورا فى السجن بتفسير الرؤى والأحلام وفسر حلمه قائلا : "يا صاحبي السجن أما أحدكما) اي الساقي فيخرج بعد ثلاث (فيسقي ربه) سيده (خمراً) على عادته (وأما الآخر) فيخرج بعد ثلاث (فيصلب فتأكل الطير من رأسه) هذا تأويل رؤياكما.. فقالا ما رأينا شيئاً فقال (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) سألتما عنه صدقتما أم كذبتما.
وبالفعل صدق تفسير يوسف عليه السلام ،وعندما أفرج عن "الساقى" عاد للسجن ليشكر "يوسف" ولكن يوسف قال له "وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ".
وعندما حكم أمنحتب "اخناتون" حلم حلما أيضا ففزع منه وأتى بكهنة معبد "آمون" ليفسروا حلمه وهو " وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ياأيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون."
فجاءوا إليه ومعهم كبيرهم (الخماهو) وقالوا له "قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين"..
ولكن "بنيسابو" ساقى الملك قال له "وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون"
عندى من يفسر رؤياكم أيها الملك "جناب يوزر سيف" اسم سيدنا يوسف بالفرعونى ..فكان الملك كان قد شاهده وهو طفل فى حضرة والده واهداه وقتها "سلسلة" وكان سيدنا "يوسف" مع كوتفار "سيده" فى حضرة ملك مصر.وجرى "الساقى" على سجن زاويرا وقابل "يوسف" وقال له : "يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون".
قال الساقى الرؤى رآها ملك مصر ويريدك لتفسيرها ؛ وجمع ملك مصر كهنة المعبد وأهل مصر ؛وخرج "يوسف" من السجن ؛ودخل قصر الملك ..وخطب الملك فيهم أريدكم تأويل رؤياى ولنبدأ بالكهنة ..فقالوا له أضغاث أحلام .
وجاء دور يوسف عليه السلام :"قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ( 47 ) ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون ( 48 ) ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ."
وولاه الملك حاكما على مصر ..وتوالت الأحداث حتى جاء بأبيه وأخوته وسجدوا له تفسيرا للرؤيا التى رآها وهو طفل ..ومرت قبلها على مصر سبع سنوات سمان ،وأعقبهم سبع عجاف ،واستعان يوسف وقتها ب"مالك" فقد اشتراه من أخوته بثمن بخس وباعه فى سوق النخاسة لكوتفار ؛ولما علم بأنه من سلالة يعقوب النبى ظل طوال 30 عاما يبحث عنه حتى وجده ،واستعان أيضا بسجناء سجن زويرا بعدما طلب من الملك الإفراج عنه وكانوا سنده وظهره واشتغلوا فى تخزين "الحنطة" القمح ..وشهدت مصر الرخاء بعد زيارة يعقوب وأبنائه لمصر وسجدوا لنبى الله "يوسف" عليه السلام.
كان لزاما خلال كتابة مقالى الإستشهاد بقصة سيدنا "يوسف " عليه السلام ؛أولا لأنها تخص مصر ..ثانيا لأن "يوسف" لاقى كل صنوف العذاب سواء من أخوته أو من زليخة أو من الكهنة ؛أو من السنون العجاف ؛وبالرغم من كل هذه العوامل نجح وتمكن من تنمية مصر فى النهاية .
نأتى لحكم مصر الآن المشير عبد الفتاح السيسى ..عندما توليت حكم مصر اختارك أهلها طواعة بدون برنامج وخرجوا فرادى وجماعات إلى صناديق الإقتراع وأعطوا أصواتهم لك ..وهم المغلبون على أمرهم فقد ذاقوا المر خلال 30 عاما هم حكم المخلوع "مبارك" ورغم هذا لم يثوروا عليه ؛بل إنه وزبانيته مارسوا عليه القهر وارتضوه لأنفسهم طواعية أيضا ؛ووصل بهم الحال إلى أن يكون قهر مبارك لهم اجباريا وارتضوه أيضا ؛ولم يخرج واحد من الغلابة فى مظاهرة تطالبه بأى شىء ..ونبهوا على أبنائهم بالنص كل بيت كانت هذه الجملة تقال لأولادهم (امشى يا ابنى جنب الحيط احنا مش أد أمن الدولة)،ولو ولد مفتح شوية ويخرج مظاهرات كانت كلمات أباه (أنتم شوية عيال هتغيروا مين.. اللى زيكم هيضيع البلد).
وبالرغم من ذلك خرجوا عليه فى 25 يناير 2011 وأسقطوه ؛ وأول من خرج شباب فى عمر الزهور لم يتقاضى مليما من منظمات مشبوهة -كما يقال الآن- خرجوا لأن الإستبداد والفساد والظلم بلغ مداه ؛فكان أمين الشرطة -الذى تثورون عليه الآن – وقتها ملكا متوجا فى مراكز وأقسام الشرطة ويا حبذا لو كان أمين شرطة فى أمن الدولة ..حدث ولا حرج – كان لهم الصولجان وكل أجهزة الدولة تعلم ذلك فليس هذا بجديد !!
هؤلاء الشباب منهم من قضى نحبه بالإستشهاد ومن من ارتضى بجملة سيدنا على رضى الله عنه "إذا ضاقت بك الدنيا فلايسعك بيتك"..وقتها فى يناير 2015 لم نكن نعرفك ،ولم تظهر على الساحة وقتها ؛وأخبرك خلال كتابى هذا أنه بعد تنحى المخلوع ظهر بتوع السبوبة ومن يمولون من الخارج ؛ واعتقد أن المجلس العسكرى وقتها حاول غلق كل الجمعيات المفتوحة لحقوق الإنسان ،ومات الموضوع بعدها بفترة وجيزة ،ولو كنتم تريدون معرفة من هم الممولون من الخارج فاسألوا الدكتورة فايزة أبو النجا أو اقرااأوا كتاب الكاتب الصحفى "عبد القادر شهيب" وأنتم تعلمون من هم ..فليس كل شباب الثورة ممولون وانا منهم كبف أكون ممولا ..صرفنا دم قلبنا ومعنا كثيرون وتركنا بيوتنا ومصالحنا من أجل وطننا ومنا من فقد ساقه وعينه ولم يأخذ شيئا سوى الإصابة أو السب والقذف الآن.وغيرنا تبوأ مكانة عالية وركب الموجة وما زلنا محلك سر ..ونتذكر يناير فقط وأصبحت ذكرى نشيرها كل عام على صفحات التواصل الإجتماعى.
وعندما جاء الإخوان لسدة الحكم كان اختيار الشعب ،ولم يختاروا ممثل الثورة أو الميدان ؛والكارثة أن الإعادة كانت بين واحد من الفلول "أحمد شفيق" والآخر اخوان "محمد مرسى" ؛وخرج الشعب ليعطى صوته لمحمد مرسى وأتى بالإخوان حكاماً علينا ..وقلنا وقتها اختيار الشعب ؛وبما أنه "القائد والمعلم" لابد من الإنصياع لإختياره.
ومرت الأيام واستبد الإخوان بالحكم ؛ومارسوا الإستبداد على الشعب وتعاملوا بأسلوب من ليس معنا فهو ضدنا ؛وبدأت مؤسسات الدولة تنفض من حول مرسى ومرشده ؛وقمنا بإنشاء التيار الشعبى المصرى وكان نواته من عندنا بالدقهلية ..وليعلم الجميع أن أعضائه بالدقهلية فقط كانوا ما يقرب من 300 ألف عضوا ..وفتح أبوابه للجميع ،وكان الخطأ فتح الباب على مصرعيه لكل من هب ودب ،وجاء الفلول إليه وانضموا له .
وهنا لم ينصفنا الشعب أيضا ..تجولنا فى القرى والنجوع وشعرنا بأن الخوف ما زال مسيطر على أهالينا ؛ففكرنا فى عمل حركة بعيدة عن الأحزاب والقوى السياسية وكانت حركة "تمرد" وكنا نواتها أيضا ،وجمعنا توقيعات عمل انتخابات رئاسية مبكرة وحل البرلمان الإخوانى ..كانت تلك مطالبنا ؛ولكن مرسى وجماعته ركبوا رأسهم ؛وكانت الداخلية ذراعهم الطولى ؛فحاصرت مقر التيار الشعبى بالدقهلية لمدة 10 أيام أسفرت عن مقتل الشاب "حسام" واقتحام مقر التيار الشعبى وقتها واصابات عديدة لأعضائه .
وما يذكر بالخير لعهد مرسى أنهم فى أقسام ومراكز الشرطة كانوا يتعاملون مع الناس باحترام ولم تكن هناك رشوة تدفع لأمين شرطة أو لخفير ؛كان مأمور المركز أو القسم يقابل المواطن ويجلسه فى مكتبه وينصت له ويحل مشكلته على الفور ..حتى مديريات الأمن كان مدير الأمن يفتح مكتبه للجميع ..عكس اليوم تماما ..هناك حالة انتقام من الناس عالى المقام!!
وفى يوم 28 يونيه كان يوم جمعة خرجنا واحتللنا الميادين خشية أن تحتلها ميلشيات الإخوان وخرج الشعب فرادى وجماعات ووضع صورتكم بجوار صورة خالد الذكر جمال عبد الناصر تيمنا بك ؛فحبهم الشديد للزعيم جعلهم يضعونك فى نفس منزلته ؛حتى خرجت ببيانك فى 4 يوليو وتخلصنا من حكم الإخوان المستبد .
للمرة الثانية لم تنتقل الثورة من "الميادين إلى الدواوين" ولكن الشعب اختاركم بإرادته وباكتساح ؛وكل مؤسسات الدولة تعمل معكم ؛فجاءتكم فرصة تاريخية للنهوض بمصر وتنميتها ،وطلبت جمع أموالا لصندوق "تحيا مصر" وأخرج الغلابة فى بر مصر المحروسة شقاهم من تحت البلاطة وتبرعوا وجمعتم ما يقرب من 60 مليار جنيها ؛ وطلبتم التبرع لفحر مجرى ملاحى آخر بقناة السويس وتبرع الشعب ،وطلبت قبلها تفويضا لمحاربة الإرهاب ،ونزل الشعب وفوضك ..واختاركم رئيسا بلا برنامج لأنهم توسموا فيكم خيراً .
واليوم ..لا جديد فحضرتك "رئيس كما قالها لى الدكتور عبد الحليم قنديل مؤخرا فى مكتبه وكنت برفقة الدكتور محمد عوض والزميل أحمد بلال قال بالنص : "السيسى عظيم الإنجاز عديم الإنحياز" .
وكنت وقتها فى حيرة لا أدرى "منين مودى على فين" الدنيا ضبابية أمامى وصديقيى ..فسافرنا إليه لنعرف "منين مودى على فين" من فرط حبنا لبلدنا "مصر" ،ودار حوار طويل بيننا وبين كاتبنا الكبير اتضحت فيه الرؤى إلى حد ما.
فالشعب انتخبك بإرادته وحتى كتابة هذه السطور يلتمس لك العذر ..ودائما يقول (الفساد كتير هيعمل ايه ..اللى حواليه هيغرقوه ….؟،………إلخ) بعدما كان فى القريب العاجل أى واحد يفتح فمه فى مواصلات أو غيره وينتقدكم ؛على الفور معظم الركاب يتهمونه بأنه اخوانجى..اللغة تغيرت الآن ..وخوفى على وطنى يجعلنى أكتب لكم ما أكتبه.
الغلابة يا عالى المقام ضاقوا ذرعا من الأوضاع والأحوال ..فبعد خروجكم وعتابكم لأعضاء مجلس النواب بأنك واخد على خاطرك علشان ما وفقوش على قانون الخدمة المدنية ؛وتصريحكم بأن البلد محتاجة مليون موظف فقط ..فالكل يفسر على هواه وأياً كان تصريحكم كان خطئا كبيرا ..ف 6 مليون موظف الباقيين كل موظف ورائه 20 فردا على الأقل ..ناهيك عن العمالة الغير منتظمة .هذا أوغر فى نفوس الموظفين هما كبيراً.
أضف إلى ذلك الزيادة الرهيبة فى فواتير المياه والكهرباء وأزمة الجنيه المصرى وسد النهضة وأزمة الأطباء والإنتهاكات بمراكز الشرطة وهذا كله لا يبشر بخير ..ويجعلنى وكثيرون نخشى على الوطن من هذه الأزمات.
يا عالى المقام ..لسنا ضدك وأى واحد فى مكانك لن نكون ضده فى هذا الوقت تحديدا ، ولكن اجعل الغلبان يعرف يعيش فى البلد دى .
وأقص عليك حكاية ..تعلمون أنكم تحدثتم عن المليون ونصف فدانا وقامت الدنيا للتهليل وفجأة قعدت الدنيا ..فالمفروض أن تلك الأرض للشباب وجاءنى كثيرون يريدون أخذ مساحة 5 أفدنة لزراعتها ،وعندما ذهبت للإستفسار وجدت روتينا رهيبا ،وكأن الموظفون مهمتهم تزهيق الشباب ،ولم يحجز فيها حتى كتابة هذه السطور أى شاب!!
ليس هذا فقط فمجلس الوزراء والأمن الوطنى يعطون موافقات لإنشاء جمعيات تحت مسمى "جبهات لمكافحة الفساد "وتغلغوا فى المصالح الحكومية ويبتزون خلق الله ويأخذون رسوم اشتراك 50 جنيها..وطبعا يقولون للناس أننا نعمل مرشدون للأمن الوطنى..ولابد من وقفة جادة واعتبار هذا بلاغ رسمى منى للتحقيق.
يا عالى المقام ..مصر تعود للخلف وبيد بعض أبنائها الذين أدمنوا الفساد فى عهد مبارك وراجع الأحياء بالمدن ؛فالمحافظون يصدرون قرارات لإنشاء أكشاك فى الأماكن الخاوية ؛وموظفو الأحياء يعطونها للبلطجية ليبيعوا فيها حبوب الهلوسة والترامادول تحت ستار عمل شاى ..فمصر كلها الآن أكشاك لعمل الشاى وليست أكشاكا منتجة.
فى النهاية بقى أن أقول : الخائفون لايصنعون الحرية والمترددون لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء. ان تحرير الأرض واجب مقدس لايمكن أن نتهاون فيه لحظة..فالغلابة هم ملح الأرض وهم بنيان الدولة وأركانها ..فكن معهم واجبر بخاطرهم فورقة التوت الأخيرة لو سقطت ..سيكون الجميع خاسرين!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.