تعيش الأحزاب السياسية المصرية حالة من الترقب، مع بدء الحملات الدعائية امس في المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية المقرر أن تبدأ في 17 أكتوبر الجاري. وفي ظل هذه الحالة أعلنت الكثير من التيارات السياسية في مصر، عن وجود عقبات عدة تعوق العملية الانتحابية، وتؤثر على مقاعد البرلمان. فقد ظهرت سلسلة من الخروقات وخاصة الرشاوى الانتخابية التي ازدهرت في محاولة لشراء الاصوات. وظهرت بعض الدعاية لحزب النور بتوزيع دواء «السوفالدي» الذي يعالج مرض الالتهاب الكبدي بفيروس سي، على الأهالي بالمجان. كما قام الحزب بتوزيع بعض السلع الغذائية عليها شعار الحزب. وقام «حزب المصريين الأحرار» بتوزيع بعض السلع بالمجان في بعض الدوائر الانتخابية قبل فترة من الدعاية الانتخابية، بالإضافة إلى الحملة الإعلانية التي نظمها الحزب بالشوارع والكباري الرئيسية في القاهرة. وحملت أوراق دعاية «النور» التي تم توزيعها صورتين لقياديين بالحزب هما الدكتور شادى خضر، عضو المكتب الفني باللجنة القانونية، والمهندس محمد حامد، على أن يتم صرف العقار بعد تقديم صورة البطاقة الشخصية وتقرير طبي وتحليل دم حديث. واعتبر خبراء وسياسيون ما يقوم به حزب النور فضيحة كبري يجب التصدي لها بكل حزم. فإذا كان الحزب يسعي لفعل الخير ابتغاء مرضاة الله حقاً كما يزعم لتبرع بآلاف العبوات من السوفالدي التي اشتراها لإحدي المستشفيات لتتولى علاج المرضى بشكل سليم وآدمي لا يشعر فيه المريض أنه وبعد ثورتين رفع فيهما شعار «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية» يضطر لبيع صوته وقراره مقابل صحته وحياته. وفي سياق متصل، يستغل حزب المصريين الأحرار كل المناسبات لتقديم رشاو انتخابية، تحت مسميات مختلفة، منها مساعدة أهالى الدائرة أو التخفيف عنهم كما يدعي مرشحو الحزب المحتملون. ومن أحدث أساليب دعاية الحزب عمل «سوق خيرية» بدائرة الساحل بالتعاون مع إحدى الجمعيات الخيرية، لتوزيع ملابس المدارس على أهالي الدائرة، بالإضافة إلى توزيع شنط مدارس وأدوات مكتبية على الطلاب. وفي تصريحات لقناة «سي بي سي» برر محمود العلايلي عضو المكتب السياسي لحزب «المصريين الأحرار» توزيعه اللحوم على الناخبين بأنه «يأتي في إطار الأنشطة والخدمات الاجتماعية التي يقدمها الحزب ويتفاعل بها مع المواطنين»، مؤكدا أن هذا التصرف «بعيد تماما عن الرشاوى الانتخابية التي يقدمها بعض المرشحون لأبناء دائرتهم لشراء أصواتهم». كما برر وضع شعار حزب المصريين الأحرار على اللحوم بأنه «مقصود حتى لا تستغل جهة أخرى اسم الحزب وتقوم بتوزيع أغذية فاسدة على المواطنين». كما تنافس معظم مرشحي الانتخابات البرلمانية على توزيع لحوم الأضاحي في العيد كنوع من الدعاية والرشاوى الانتخابية مستغلين عدم قدرة الفقراء على شراء اللحوم التي ارتفع ثمنها بشدة في الفترة الأخيرة. وشهد أول وثاني أيام العيد ذبح معظم المرشحين، خاصة الأثرياء منهم، للأضاحي وتوزيعها على أبناء دائرتهم الانتخابية، مصحوبة بملصقات عليها اسم المرشح وصورته ورمزه الانتخابي. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر أكياس لحوم تم توزيعها في محافظة المنوفية وعليها صورة رئيس «حزب السادات الديمقراطي» المرشح عفت السادات. كما قام المخرج السينمائي خالد يوسف بتوزيع اللحوم على أهالي دائرته في محافظة البحيرة، داعيا الناخبين إلى اختياره نائباً لهم في البرلمان المقبل. وفي محافظة قنا، جنوب البلاد، قام الصحافي مصطفى بكري، المرشح على قائمة «في حب مصر»، بتوزيع اللحوم على الفقراء في دائرته الانتخابية بنفسه. ومن جانبه، طالب «اتحاد القوى الصوفية» الرئيس عبدالفتاح السيسي بإصدار قانون عاجل لتجريم الرشاوى الانتخابية بالسجن 15عاما، وإلغاء ترشيح النائب، وفصله من البرلمان إذا تم انتخابه. وأوضح أمين عام الاتحاد، الدكتور عبد الله الناصر، في بيان له، أن إثبات جريمة الرشوة ليست بالصعبة، مشددا على أن منع الرشوة سيمنع سقوط الحكم فى يد الإخوان أو فلول الحزب الوطني أو كليهما كما حدث فى المكسيك منذ عامين برشوة الناخبين وسقط الحكم ثانيا في يد الحزب الذي استبد بحكم المكسيك منفردا لمدة 30 عاما. واعتمد على استطلاع رأي قامت به إحدى الجهات المستقلة في بعض مناطق مصر وجد حوالي 60٪ من المواطنين لا يجدون أى غضاضة في بيع أصواتهم بالزيت والسكر أو نقدا. وناشد الناخبين في كل أنحاء مصر الذهاب إلى صناديق الانتخاب عندما يحين الموعد خوفا من أن يبيع صوته سيقرر من ينوب عنه في دائرته وعن كل شعب مصر حيث أنه يعرض مصلحة الوطن كله للخطر الداهم. وطالب الإعلامي أحمد موسى المواطنين، خلال برنامجه المذاع على قناة «صدى البلد»، بعدم الرضوخ والاستجابة للرشاوى والتبرعات التي تقدمها بعض الأحزاب لشراء الأصوات الانتخابية، مؤكداً أن الإعلام سيكون رقيباً على كل مرشحي الأحزاب السياسية في مجلس النواب. وأكد أنه لا يوجد ضرر من حصول المواطنين على الزيت والسكر والأموال التي تقدمها بعض الأحزاب ولكن بشرط أن يختار المواطن بعد ذلك المرشح الذي يفضله، قائلاً: «خدوا فلوس وروحوا انتخبوا حد تاني وبلغوا عنهم». وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات توقيع عقوبات على أي مرشح يبدأ في الدعاية الانتخابية قبل الموعد الرسمي الذي حددته في شهر أكتوبر وكذلك أي مرشح يقدم رشاوى انتخابية بغرض شراء الأصوات. وقالت لجنة مراقبة الدعاية الانتخابية التابعة للجنة العليا للانتخابات إنها رصدت الكثير من المخالفات من أبرزها بدء الدعاية قبل موعدها واستغلال اللحوم في الدعاية الانتخابية، مؤكدة أنها ستحقق في الشكاوى التي تردها ضد أي مرشح يخالف قواعد الدعاية