بعد استقالة الحكومة.. مصدر: وزير الأوقاف يمارس مهام عمله بشكل طبيعي    وزير العمل يستعرض جهود مصر في قضايا «الحريات النقابية» من جنيف    24 صورة.. تحصيل 500 جنيه لاستخراج شهادة بيانات التصالح في مخالفات البناء    وزير الري: تنفيذ تجارب بمناطق ريادية للتحول للري الحديث وقياس التأثير على ترشيد المياه الإنتاجية    إعلامي يكشف مفاجآة الأهلي ل عبد القادر ومروان عطية    إدارة الغردقة التعليمية تعلن عن فتح باب التظلمات لمراحل النقل    مصرع طالب وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم سيارتين بنجع حمادي    مسلسلات رمضان .. كلاكيت تانى مرة    غدًا.. «صيد الذئاب» في نقابة الصحفيين    ارتفاع جماعى لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات اليوم    زعيم المعارضة الإسرائيلية يهاجم بن غفير بعد تركه حرائق الشمال لحضور حفلة    «وول ستريت»: مقترح بايدن لوقف النار في غزة يعطي إسرائيل الحق باستئناف القتال    إجلاء نحو 800 شخص في الفلبين بسبب ثوران بركان جبل "كانلاون"    بسبب الحرب الأوكرانية.. واشنطن تفرض عقوبات على شخص و4 كيانات إيرانية    الأمم المتحدة تعلن خروج مستشفيات رفح من الخدمة    نائب المستشار الألماني يدافع عن تغيير المسار في السياسة بشأن أوكرانيا    سفير مصر ببوروندي يشارك في افتتاح مكتبة ألسن بني سويف    أول رد من أفشة على أنباء منعه من التدريبات بعد تصريحاته المثيرة    الطلبة العراقي يبحث عن تحسين ترتيبه بالدوري العراقي من بوابة كربلاء    سيف جعفر: أتمنى تعاقد الزمالك مع الشيبي.. وشيكابالا من أفضل 3 أساطير في تاريخ النادي    هانز فليك يضحي من أجل حسم صفقة الماتادور لصالح برشلونة    أخبار الأهلي: كولر يفاجئ نجم الأهلي ويرفض عودته    أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 4-6-2024.. عيار 21 ب3110 جنيهات    تحديث جديد في أسعار الفراخ البيضاء اليوم.. «البانيه يسجل 200 جنيه»    «الأرصاد»: طقس ساخن على صعيد مصر و16 محافظة تكسر حاجز ال40 درجة    سمية الألفي ل«الوطن»: الحمد لله أنا بخير وصحتي جيدة.. لكن شقتي احترقت بالكامل    إصابة 4 أشخاص في حادث انقلاب سيارة بمنطقة العياط    انطلاق قمة مصر للأفضل بحضور وزيري المالية والتضامن الاجتماعي ورئيس المتحدة للخدمات الإعلامية    هل تنخفض أسعار الحديد الفترة المقبلة؟.. خبير اقتصادي يجيب    حظك اليوم برج الجدي الثلاثاء 4-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هل أضر «الكيف» محمود عبدالعزيز؟.. شهادة يوسف إدريس في أشهر أدوار «الساحر»    قصواء الخلالي: لا للوزراء المتعالين على الإعلام والصحافة في الحكومة الجديدة    بعد انتشار إعلانات تروِّج ذبح الأضاحي بإفريقيا.. الإفتاء: أداء الشعيرة مرتبط بالقدرة والاستطاعة    بالفيديو.. عضو "الفتوى الإلكترونية" توضح افضل أنواع الحج    وصفة مبتكرة لوجبة الغداء.. طريقة عمل دجاج بصوص العنب بخطوات بسيطة    حياة كريمة.. قافلة طبية مجانية بمركز شباب الهيش بالإسماعيلية    بخلاف الماء.. 6 مشروبات صحية ينصح بتناولها على الريق    بدء فرز الأصوات فى الانتخابات العامة الهندية    لطلاب الثانوية العامة 2024.. المراجعة النهائية لمادة اللغة العربية    أعمال لها ثواب الحج والعمرة.. «الأزهر للفتوى» يوضح    نشرة مرور "الفجر ".. انتظام حركة السيارات بالقاهرة والجيزة    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 4 يونيو 2024 والقنوات الناقلة    القاهرة الإخبارية: إصابة فلسطينى برصاص الاحتلال بمدينة قلقيلية    تفشي نوع جديد من إنفلونزا الطيور في أستراليا    حيل ذكية لخفض فاتورة الكهرباء الشهرية في الصيف.. تعرف عليها    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 4 يونيو 2024    زوجى ماله حرام وعاوزة اطلق.. ورد صادم من أمين الفتوى    متى ينتهي وقت ذبح الأضحية؟.. الأزهر للفتوى يوضح    "في حد باع أرقامنا".. عمرو أديب معلقاً على رسائل شراء العقارات عبر الهاتف    أمير هشام: جنش يرغب في العودة للزمالك والأبيض لا يفكر في الأمر    4 يوليو المقبل.. تامر عاشور يحيي حفلا غنائيُا في الإسكندرية    مجدى البدوي يشكر حكومة مدبولي: «قامت بواجبها الوطني»    وصلة ضحك بين تامر أمين وكريم حسن شحاتة على حلاقة محمد صلاح.. ما القصة؟ (فيديو)    بمرتبات مجزية.. توفير 211 فرصة عمل بالقطاع الخاص بالقليوبية    التشيك توفد 100 جندي للمشاركة في تدريبات الناتو الدولية    «كلمة السر للمرحلة القادمة رضا المواطن».. لميس الحديدي عن استقالة الحكومة    النائب العام يلتقي وفدًا رفيع المستوى من أعضاء هيئة الادعاء بسلطنة عمان الشقيقة    غدًا.. جلسة استئناف محامى قاتل نيرة أشرف أمام حنايات طنطا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العنف المدرسي... ظاهرة تؤرق المجتمع الجزائري
نشر في الزمان المصري يوم 28 - 05 - 2015

الجزائر من نور الحياة الكبير العنف المدرسي بات من الظواهر التي تؤرق المجتمع الجزائري. تتعد أشكاله وأنواعه وأولياء أمور التلاميذ يعبرون عن قلقهم. فما هي السبل المتاحة للقضاء على هذه الظاهرة الجديدة في المدارس الجزائرية؟
تجاوزت ظاهرة العنف المدرسي بالجزائر الخطوط الحمراء ولامست سقف الخطر الحقيقي بتحذيرات متواصلة لخبراء ومتخصصين في علم الاجتماع من تداعيات استمرار حروب المدارس التي بلغت فيها درجة استعمال الخناجر والسيوف والتسبب في جرائم قتل ما يثير قلق الأسر والمجتمع الجزائري ككل في كل مرة تسجل فيها كوارث مماثلة .
DW عربية حاورت عددا من أولياء أمور التلاميذ من ضحايا العنف المدرسي، الذي أخذ ينتشر ويعيث فسادا في أروقة المدارس الجزائرية، وجعل كثير من الجمعيات تدق ناقوس الخطر وتعبر عن مخاوفها الجدية من استمرار هذا الوضع السيئ على ما هو عليه.
عنف الشوارع يمتد إلى المدارس
"كريمة" هي أم لطفل يدعى "محمد"، يزاول دراسته في الصف الابتدائي الثاني بمدرسة المقراني بالعاصمة الجزائرية، وابنها من بين ضحايا العنف المدرسي، إذ تعرض للتعنيف على يد زملائه في الفصل. تقول والدته إنه بمجرد أن يلتحق بصفه حتى يباشر زميلان له في مضايقته و سرقة أدواته في مقابل تهديده بالضرب في حال احتجاجه أو إخبار معلمته بالتجاوزات.
وأضافت قائلة "كان ابني يتعرض للتعنيف بشكل يومي، إلا أني كنت أجهل ذلك، كونه كان يطلب مني شراء أدوات جديدة بحجة تلف تلك التي كانت عنده. إلى أن اكتشفت الأمر بعد أن اخبرني أحد زملائه في المدرسة، وعندما أبلغت المعلمة توقفوا عن مضايقته".
"لجين"، هي الأخرى، تلميذة في الطور المتوسط في مدرسة الشهيد صابري محمد، بالعاصمة الجزائر. روت لنا والدة الطفلة، البالغة من العمر 11 سنة، أنها تتعرض منذ أسبوع للمضايقات من طرف الزملاء، الذين يكتبون على اللوحات حولها ألفاظا غير لائقة، يطلبون فيها منها الرحيل إلى بلدها، حيث أن والدها مصري الجنسية ووالدتها جزائرية، واستمر الوضع كذلك حتى تدخلت والدة الطفلة وتوجهت إلى مديرة المدرسة، التي حسمت هذا الموضوع.
ومن خلال تواصلنا مع الطفلة لجين حدثتنا عن أشكال العنف الموجودة داخل المدرسة قائلة: "في يوم من الأيام، دار شجار بين تلميذين من قسمي وثلاثة تلاميذ من القسم الثاني، فتحول رواق المدرسة كله إلى ساحة معركة، حتى إن التلاميذ استلوا أسلحة بيضاء متمثلة في سكين، بل وأسلحة على شكل سيوف صغيرة، ولم يرى المراقبون ولا المسؤولون الشجار، كون الطابق الذي جرت فيه عمليات العنف كان الأخير، ولا يصعد إليه التلاميذ".
عدد كبير من أولياء أمور التلاميذ عبروا لنا عن مخاوفهم من العنف الذي تعرفه المدارس الجزائرية ف"كريم" موظف وأب لأربعة أطفال، اثنان منهم في المدرسة الابتدائية، قال: "أخاف على أولادي من الأخبار التي تصلنا عن المدارس ، فأنا انقل أولادي شخصيا إلى المدرسة و لا أعود إلا وأنا ضامن لدخولهم صفهم وإن كانت المخاوف لا تفارقني ،وأبقى قلقا عليهم طوال فترة الدوام من تعرضهم للأذى".
ولمعرفة مدى انتشار الظاهرة وأسبابها وخطورتها على التلاميذ أنفسهم وعلى المجتمع، تحدثنا إلى خبيرة في علم الاجتماع، فضيلة قروج، التي أكدت انه لا بد من إيجاد حلول سريعة وإلا فسيكون الجميع مسؤولا عن تربية "مجرمي الغد".
غياب الرقابة زاد من انتشار الظاهرة في أوساط التلاميذ
كشفت لنا الخبيرة من خلال اتصال هاتفي معها، أن ممارسة العنف بين القصّر داخل المدارس هي ظاهرة جديدة على المدارس الجزائرية، ولا يستطيع أحد أن ينفيها، مضيفة أن حالات عنف كانت تحدث في وقت سابق من فترة إلى أخرى، إلا أنها أصبحت اليوم ظاهرة تشهدها تقريبا كل المدارس عبر البلاد.
وأضافت الخبيرة أن الممارسات العنيفة في الشارع تحولت إلى المدارس، من شجار، وتهديد، وضرب باستعمال سلاح ابيض.. وغيرها، وذلك ما أثبتته دارسات علمية.
وأرجعت الخبيرة في علم الاجتماع ، فضيلة قروج، أسباب انتشار هذه الظاهرة في الوسط التعليمي إلى ارتفاع عدد الأحياء في أغلب الولايات، الذي تصحبه – كما تقول الخبيرة- مشاكل الشباب والأطفال والعنف في ظل غياب الرعاية بهم على جميع الأصعدة.
وعن أهم أسباب انتشار الظاهرة في الجزائر وما يزيد من خطورتها، تقول المتحدثة: "منها ازدياد الضغط على الأولاد، حيث نجد اثنين أو ثلاثة يتآمرون على واحد، إلى جانب غياب الرقابة الأسرية على الانترنت، إذ أن الأطفال يلعبون ألعابا الكرتونية عنيفة في ظل غياب دور الوالدين، إلى جانب ما يشاهدونه من رسوم متحركة عنيفة تؤثر فيهم بشكل مباشر.
المسؤولية يتحملها الجميع
وعن مدى انتشار العنف في المدارس أيضا، تقول مديرة مدرسة حفصة بنت لحاج بالبليدة، سميرة معزة، إن العنف ليس وليد المدرسة فقط، بل يرجع حتى إلى تربية الأولاد والمشاكل الاجتماعية التي يعيشها التلاميذ بشكل يومي، ما يؤثر أيضا على التحصيل الدراسي ، و يؤدي إلى تزايد العنف.
وأكدت محدثتنا أن العنف أخذ ينتشر بشكل كبير، ففي كل مدرسة يقابلها 1 في المائة من العنف في أوساط التلاميذ الذين أغلبهم في سن المراهقة ومحاولتهم تقليد الشباب في الشارع، وبالتالي نقل الممارسات نفسها. وفيما يخص مسؤولية العنف ومن يتحملها، المجتمع أم الأولياء الأمور أم المدرسة، فقد أكدت محدثتنا أن المسؤولية يتقاسمها الجميع، من جهة المدرسة والمعلمون الذين لا يراقبون التلاميذ في تصرفاتهم، وكذلك عدم معاقبتهم على أفعال العنف، ومن جهة أخرى -تقول- أولياء الأمور الذين يرفضون تدخل المعلم في شؤون أطفالهم، وهناك من المعلمين من هُدد من قبل أهالي التلاميذ بعد صدور القانون الذي منع ضرب الأطفال في المدارس منذ 7 سنوات، وبالتالي لم يعد أحد يتدخل في سلوكيات التلميذ.
إلى جانب ذلك، ذكرت محدثتنا غياب دور مستشار التوجيه المدرسي في الجزائر، مضيفة أن كل هذه الأسباب تدفع بالطفل إلى العنف وتؤثر -بشكل خطير- على التحصيل العلمي للتلميذ.
أرقام مخفية لدى الجهات الأمنية
وبلغة الأرقام كشف لنا مدير الأمن العمومي عيسى نايلى ، عن الظاهرة أنه تم تسجيل 90 حالة عنف خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية بالمؤسسات التربوية المتواجدة عبر الوطن، أسفرت عن 230ضحية و99 متورط والتي اعتبرها المسؤول أنها ليست بالنسبة الكثيرة في حال تم مقارنتها بالعنف المتواجد في الشارع، مضيفا في السياق ذاته، فيما يخص حالات العنف التي تم تسجيلها أنها عادة ما تكون بين التلاميذ فيما بينهم ، أو بين المعلم و التلميذ وأشار إلى أن العنف الجسدي واللفظي هو الأكثر انتشارا في الأواسط المدرسية المتواجدة عبر الجزائر ، مضيفا فيما يخص أسباب انتشار الظاهرة هو عدم التبليغ عنها لدى السلطات الأمنية والتي لديها أكثر من 50 فرقة لحماية الطفولة و يقول"لو أن كل طفل يعنف يتم التبليغ عنه لدى الأمن لتم القضاء على الظاهرة بشكل كلي وهنا يغيب دور أولياء الأمور وإهمالهم لمدى خطورة هذه الظاهرة"
وأمام انتشار هذه الظاهرة، التي اتفقت جميع الأطراف على وصفها ب"الخطيرة"، والتي يزداد انتشارها من سنة إلى أخرى، فقد اقترح خبراء وشبكات اجتماعية حلولا وصفت ب "الناجعة" .
شبكة " ندى " للدفاع عن حقوق الطفل
وذكر رئيس شبكة ندى المعنية بالدفاع عن حقوق الأطفال،عبد الرحمان عرعار، أنه أضحى من الضروريإلزام المرافقة الاجتماعية والنفسية في المدارس للتلاميذ لمتابعة حالة الأطفال حالة بحالة.
كما دعا إلى القيام بحملات توعية عبر المدارس لتوعية التلاميذ وأولياء الأمور من مخاطر العنف، إلى جانب ذلك وضع دورات تكوينية لأولياء الأمور.
ومن بين الحلول أيضا التي اقترحتها الشبكة الاهتمام بالمرافقة النفسية لضحايا العنف وإعادة إدماجهم في الوسط التعليمي.
كما رفعت شبكة ندى تقريرا مفصلا إلى الحكومة حول انتشار الظاهرة في المدارس للبحث عن حلول واضحة للحد من انتشار الظاهرة. ويبقى العنف المدرسي هاجسا يطارد الأطفال بشكل يومي، إما في الشارع أو في المدرسة، وهو في ارتفاع إلى حين يتم إيجاد حلول حاسمة للقضاء على هذه الظاهرة.(دوتشيه فيليه)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.