فرعون وهامان وجنودهما فى قفص اتهام واحد ..يا لنا من فراعنة محترمين لا ننسى حقنا فيمن أساء إلينا فبمثول الرئيس 'المخلوع' في قفص الاتهام أمام القضاء للرد على اتهامات بالقتل والفساد، ونهب المال العام، تقف مصر والأمة العربية بأسرها أمام سابقة تاريخية، قد تكون الأهم منذ عقود، بل ربما منذ قرون، فقد جرت العادة، وما زالت، أن يقتل الحكام العرب، وينهبون ويتجبرون دون أي حساب أو مساءلة. إنها أرادة الشعب.. إنها الشجاعة في كسر كل حواجز الخوف والرعب من الطغاة.. من أجهزتهم القمعية، من الموت نفسه دفاعا عن الكرامة.. أو بالأحرى من اجل استعادتها.. أو انتزاعها من براثن أناس ولجوا في إهانة شعوبهم وسحق كرامتهم وتحطيم عزة أنفسهم. أن يدخل الرئيس 'المخلوع'، إلى قاعة المحكمة، على كرسي متحرك أو على سرير الموت، سيان، المهم أن يمثل أمام القضاء، كشخص مجرم مدان، وسط بطانته السيئة، وأدوات القتل والتدمير، مع ابنيه اللذين عاثا في الأرض فسادا، وراكما المليارات من عرق الفقراء والمطحونين. لا تعاطف مع الطغاة.. ولا شفقة مع من تعامل مع شعبه كما لو انه قطيع من الأغنام، ومع بلاده كما لو أنها مزرعة له ولنسله غير المقدس، يورثها لهم من بعده، ويجد الكثير من وعاظ السلاطين الجاهزين لإصدار الفتاوى التي تبرر، بل تحتم هذا التوريث.لقد صدعونا عبر عشرات السنين بمشاريع وهمية بطلها ابن المخلوع ومنها تنمية ألف قرية بالصعيد ،ويخرج كلاب السلطان فينبحون لمباركة عمل ابن المخلوع ،بل وصل بأحدهم قبل قيام الثورة بأيام ..صحفى قفز فجأة ليعتلى سدة الحكم فى مؤسسة عريقة وهى مؤسسة الأهرام ؛المهم وصل به الأمر أنه حاول إعداد برنامج تليفزيونى عن العلاقات النسائية للزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر..لتشويه صورة الزعيم ،ولكن ربك يمهل ولا يهمل وفضحه الله على الملأ هو وابن المخلوع ..فبدخول المخلوع ووزير داخليته ورجاله وولداه قفص الاتهام ؛لم يعد أحدا بمنأى عن دخول هذا القفص ما دام يتآمر على شعبه ويحط من كرامته ..آثرت أن أكتب تلك المقدمة لأن ما سأكتبه لاحقا أعتبره بلاغا للمجلس العسكرى وللنائب العام يحققان فيه ،فلن نسمح كشعب متحضر من رجوع عهد الرئيس المخلوع مرة ثانية ،ولكن البعض ممن يعتلون بعض المناصب يريدون رجوعه ويضحون بضباط صغار فى الرتبة ولكن عالى المقام عند الشعب ،وقلدهم الشعب نياشين لجهدهم الخارق فى الوصول بمصر إلى بر الأمان ..هنا فى نفس المكان كتبت مقالا فى العدد رقم "2781 "بتاريخ 25 ابريل 2011 ..أى منذ ثلاثة أشهر تقريبا ،وكان تحت عنوان "الفرعون" قدمت التحية فيه لقواتنا المسلحة ، وذكرت ضابطا برتبة نقيب فى الشرطة العسكرية و هو النقيب أحمد عبد الله نائب الحاكم العسكرى لشئون الأمن بمحافظة الدقهلية ،ونال قسطا وفيرا من التحية ،وليس هذا رأيى فقط ،ولكنه رأى كل مواطن على أرض الدقهلية ، اليوم ..وصلتنى معلومات أكيدة لتعرضه لمؤامرة يتبناه البعض"وهنا أضع علامة استفهام كبيرة ..فالبعض تشمل أناس كثيرون يعرفون أنفسهم جيدا ،وما آثار هذا الموضوع قضية المخدرات الأخيرة التابعة لقسم أول المنصورة والمتهم فيها رجل أعمال شهير وسجله حافلا بقضايا المخدرات ،وتم تغيير المحضر .. وتهديد النقيب أحمد عبد الله بالابتعاد عن هذا الموضوع ،بالرغم من أنه هو من قام بالقبض على هذا التاجر "يريدون الإطاحة به وإعادته إلى ثكناته ،وقل ما شئت تحت بند "الإطاحة"؛ أحمد عبد الله يا سادة ..هذا الأسد الجسور منذ نزول الجيش إلى الشارع ومساندته للثوار..كنا فى ميدان المحافظة شاهدنا شابا "قمحى اللون"عيناه ثاقبتان يتجول وسطنا "نحن الثوار"ويتناقش معنا ..عرفه كل شباب الدقهلية الذين ظلوا طوال الثمانية عشر يوما ،وما تلاها من وقفات بأحمد قلب الأسد ، كنت أزور المحافظة ليلا ؛فأجد مئات المواطنين يسألون عن الفتى "النقيب أحمد عبد الله"،فبعد خلع المخلوع انتشرت الفوضى وعاث البلطجية ..فى بر مصر المحروسة عامة والمنصورة خاصة ..فسادا؛أرهبوا المواطنين الآمنين ،وكان لنا نحن أبناء قرية "سلامون القماش"مركز المنصورة نصيب الأسد من تلك الفوضى وسيطرة البلطجية وتجار المخدرات على مقدرات الأمور فى تلك القرية البالغ تعدادها 40 ألف نسمة ،فكنا نخشى على بناتنا من الخروج ليلا ،فكانت "المخدرات"تباع علنا على "كوبرى القرية" ،وهى القرية الصناعية التى تحوى 40 ألف عامل وعاملة وبها 4000 ماكينة تريكو ؛ فعزف التجار عن النزول إليها ، وشكلنا "لجنة لحماية الثورة"،وكنت متصلا بالعقيد حاتم والنقيب أحمد عبد الله ؛وبدأنا عملنا لتطهير القرية من هذا الوباء ،ويشهد الله أننى كنت أتصل به منتصف الليل وقبل الفجر وفى الثلث الأخير منه ، وما رفض طلبا لنا ،فكنا نقبض على هؤلاء المجرمين ثم نهاتفه فيأتى مسرعا ملبيا طلبنا ، وعندما استشاط المجرمون غيظا منا طعنوا زميلنا عبد الحى عرفات بسكين استأصل على أثره طحاله ،وأصيب زميلنا محمد يسن بطلق نارى ،هنا ذهبنا فرادى وجماعات إلى الحاكم العسكرى ،وقابلت النقيب أحمد عبد الله فكان رده الفورى "أنا جاهز"لهؤلاء ،ولكن أريد أمرا من العقيد حاتم ،ودخلت للعقيد حاتم ورفض نزول النقيب أحمد عبد الله معنا ، وحاولت الإستفسار فقال لى "كلم مدير الأمن"،ولم يكن بالمحافظة مديرا للأمن وقتها ،فهاتفت القائم بعمله العميد سعيد عمارة ..فطلب منى تهدئة الناس..لأنه فى مأمورية بالمنزلة ، وسمع العقيد حاتم المكالمة ..فنظرت إليه ؛فعرف معنى العتاب الشديد فى عينى له ..فبادرنى بالقول ..عايزين أمر من فوق يا حافظ..وعندما استفسرت علمت أن النيابة العسكرية "واخدة موقف مما يحدث بسلامون!!"فكان يوميا يتم القبض على ثلاثة وأربعة من هؤلاء البلطجية ..فكان الرد هو يعنى مفيش غير سلامون . وتم اتخاذ موقف من النقيب أحمد عبد الله ،ومما زاد الطين بلة ،ما حدث فى شارع الجلاء بالمنصورة عندما ذهب النقيب أحمد لفض إحدى المشاجرات العنيفة ،فعندما تحدث بادره صاحب مكتبة بإهانات له وللجيش فقدم بلاغا ضده لأنه يهين القوات المسلحة ولكن النيابة العسكرية لم تفعل له شيئا ،ومنذ ذلك الحين زادت الفجوة بين النقيب والنيابة،المهم بعدما حدث فى سلامون ظلت اللجنة طوال عشرة أيام فى عمل متواصل ،ونسقنا مع الداخلية بناء على رغبة العقيد حاتم ،وكان كاتب هذه السطور رمانة الميزان فى الموضوع ،وكل هذا للقبض على أشقى مجرم فى الدقهلية وقاوم السلطات عدة مرات ولم يفلحوا فى القبض عليه ، وكل ضابط مباحث لمركز المنصورة كان يبغى رضاه إلا من رحم ربى ،وكون عيونا له داخل المركز وكان يدفع لهم شهرية ، وما زالوا موجودين بالرغم من شكوانا لمدير المباحث الجنائية بأن "المخبر والأمينين بالمركز"عيون لهذا المجرم "رزوقة"وغيره من تجار المخدرات ؛ولا حياة لمن تنادى حتى الآن ، ما علينا..نسقنا مع مباحث المديرية ووضعت زميلين تحت أمرهم "فكانوا يستدعونهما يوميا "وطلبوا تصوير منزله ومشاهدة المنزل على الطبيعة ..لم نبخل عنهم فى شىء ،كان ناقص نقولهم مواعيد الجماع بينه وبين زوجته !!،وذهبت إليهم ووضعنا خطة للهجوم وتناقشت مع العميد سعيد عمارة فيها ،وكان كل خوفه من إصابة أحد مواطني العزبة التى يقطنها "رزوقة"بسوء؛المهم قبل أن نخرج كانت الخطة كاملة عند هذا البلطجى ، وعلى الفور اتخذنا قرارا بتحرك المجموعة الثانية ..بعد عشرة أيام من المداولات مع الداخلية ..وتحركت المجموعة الثانية ووضعوا الخطة للقبض على "رزوقة"وكان قائد العملية النقيب الجسور "أحمد عبد الله" نائب الحاكم العسكرى لشئون الأمن ،وفى العاشرة والنصف صباحا على مقهى بالقرية كان "أحمد عبد الله"قابضا على "رزوقة" بدون أن يطلق رصاصة واحدة ،وتمت العملية بسلام ،وحكم على رزوقة ب15 عاما ، ومنذ ذلك الحين والقرية تعيش فى أمان والأطفال يرددون الأغاني والأهازيج للجيش والنقيب أحمد عبد الله ،وانتشر الخبر بسرعة الصاروخ فى كل أنحاء المحافظة ،وبعدها مباشرة استطاع أحمد عبد الله القبض على ديناصور بلقاس ثم المنزلة والمطرية والسنبلاوين وميت غمر وشربين ،وتدخل فى مشاكل عديدة واستطاع حلها وديا ، ولكن هذا الجهد الخارق الذى تسبب فى ذيع صيته أثار الضغينة عند البعض ، ويحاولوا إبعاده بشتى الطرق عن محافظة الدقهلية التى أصبح رمزا لمكافحة المجرمين بها. هناك أشياء تتم فى الخفاء يتزعمها أذناب النظام المستفيدين من إثارة القلاقل فى هذا البلد ، ووضعوا النقيب أحمد عبد الله هدفا لهم ، إننى لم أسرد نضال هذا الشاب المغوار إلا لفداحة المؤامرة التى يتعرض لها ، أتمنى من المجلس العسكرى التحقيق فى المؤامرة التى يتعرض لها النقيب أحمد عبد الله ؛فبفتح هذا الملف ستكتشفون رجوع العهد البائد فى مخيلة البعض ،ولتضربوا بأيد من حديد على من يريد الخراب لمصرنا الحبيبة ،فالقفص لم يعد بمنأى عن أحد ؛فجريمة الرئيس المخلوع الكبرى ليست في نهب المال وقتل خمسمائة متظاهر كانوا يطالبون بإسقاط حكمه فقط، وإنما في قتله لمصر ومكانتها وهيبتها وكرامتها، وتشويهه لهويتها، وتحويلها من دولة عزيزة، كريمة، إلى دولة ذليلة، متسولة، تتعيش على الفتات. مصر التي كان ينتظر السعوديون محملها السنوي قبيل موسم الحج وكسوة كعبتها، والليبيون مساعداتها المالية والغذائية، والخليجيون أطباءها ومدرسيها، والمغاربة ثوارها وأسلحتها، والعرب جميعا فنونها وآدابها وإبداعاتها، مصر تحولت، وبفضل الرئيس مبارك وأمثاله إلى أضحوكة، 'حيطة مايلة'، يتزاحم الكثيرون على إهانتها والتطاول عليها.أكثر من ثلاثين عاما من النهب والسرقات وتكديس المليارات في البنوك الغربية،هي عناوين حكم الرئيس المخلوع .. وأحمد عبد الله من خلال انخراطنا معه فى بعض أعماله يريد مصر عزيزة كريمة ؛والبعض يحاربونه ويريدون الإطاحة به لأنه حر مثل ملح الأرض..فلمصلحة من التآمر على النقيب أحمد عبد الله ؟ولمصلحة من تغيير عملية الضبط فى محضر تاجر المخدرات ؟ نرجو التحقيق فى هذا الموضوع ؛فلن يعلو صوت البلطجية وتجار المخدرات ،ولكن سيعلو صوت الحق وتعيش مصر حرة مستقلة