في تحول نوعي للمواجهات في شمال سيناء، قتل 27 جنديا مصريا على الاقل، واصيب 25 آخرون، بهجوم انتحاري أعقبه قصف على حاجز أمني قبل صلاة الجمعة امس. وقال مصدر عسكري مصري إن انتحاريا كان يقود سيارة مفخخة هاجم حاجزا للجيش في منطقة الخروبة، قرب مدينة العريش بشمال سيناء، وحدث إطلاق نار على الموقع، عقب الانفجار، مما ضاعف من وقوع الضحايا. وأضاف المصدر أن السيارة انفجرت في حاجز أمني كبير ثابت للجيش في منطقة الخروبة، شمال شرقي العريش، في الطريق بين العريش ومدينة رفح، على الحدود مع قطاع غزة، وأدى الهجوم لتحطم مدرعتين للجيش في أثناء نقلهم الجنود. وأكد المصدر أن المتحدث العسكري سيصدر بيانا بتفاصيل الحادث، لافتا إلى أن الأولوية الآن لنقل المصابين وإسعافهم، وتمشيط محيط موقع الحادث، لتعقب أثر الإرهابيين. من جهته دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي لعقد مجلس الدفاع الوطني مساء الجمعة لمتابعة التطورات في سيناء عقب الهجوم. ويضم مجلس الدفاع الوطني رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية وابرز قادة القوات المسلحة، ويختص بالنظر في «الشؤون الخاصة بوسائل ضمان أمن البلاد». واشارت تقارير الى احتمال زيادة عدد القتلى بسبب وجود عدد من المصابين في حالة خطيرة. وقالت مصادر ان 14 سيارة اسعاف قامت بنقل 52 مجندا إثر حادث تفجير كمين كرم القواديس في الشيخ زويد بشمال سيناء. وأوضحت ان هناك شكوكا حول جثة أحد القتلى التي تحولت الى اشلاء ان تكون لمنفذ الهجوم الانتحاري، مؤكدة وصول 27 جثة لمستشفى العريش العسكري و25 مصابا حتى الان، وان جروح معظم المصابين خطيرة. واضاف ان الجيش نشر قوات كبيرة على جميع الطرق واغلق جميع المعابر والطرق الرئيسية في سيناء. وبدأت طائرات الاباتشي في التحليق فوق سماء العريش ورفح والشيخ زويد. ونقلت تقارير عن مصادر أمنية بشمال سيناء، أن التحقيقات الأمنية الأولية اشارت الى تورط تنظيم أنصار بيت المقدس به، وأن مجموعة لا تقل عن 20 شخصا قامت بتنفيذ العملية بعد انطلاق أحدهم بسيارة مفخخة في اتجاه الكمين، والذي يقع على مفترق طرق تسير منه المواصلات العامة. وقال هيثم راضي أحد سكان العريش ان «المساجد في العريش تدعو المواطنين الى التبرع بالدم للمصابين». ويعد هذا الهجوم هو الاسوأ ضد قوات الامن منذ مقتل 25 شرطيا في سيناء في اب/اغسطس 2013 بعد نحو شهر من اطاحة الجيش بمرسي في تموز/يوليو 2013. كما قتل 22 جنديا في الجيش في هجوم ضد نقطة لحرس الحدود قرب الفرافرة في صحراء مصر الغربية، جنوب غرب القاهرة في 19 تموز/يوليو الماضي. وسبق واستخدمت سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في هجمات ضد الامن في مصر، أبرزها الهجوم الدامي ضد مديرية امن المنصورة في كانون الاول/ ديسمبر الماضي الذي اسفر عن سقوط 14 شرطيا. وقد ازدادت هجمات المتشددين ضد قوات الامن في سيناء مؤخرا بشكل ملحوظ. وهجوم اليوم هو الثالث في هذه المنطقة المضطربة خلال اسبوع. والاحد الماضي، قتل سبعة جنود وأصيب أربعة آخرون في هجوم بقنبلة استهدف مدرعة للجيش في مدينة العريش، كما قتل اثنان من الشرطة قبل ذلك بيومين. والشهر الماضي، قتل 17 شرطيا في هجومين كبيرين ضد الأمن في شمال سيناء ايضا.وقد تبنى تنظيم «انصار بيت المقدس» ابرز الجماعات الجهادية معظم هذه الهجمات. والاربعاء، تبنى تنظيم آخر يحمل اسم «أجناد مصر» مسؤوليته عن هجوم بقنبلة امام جامعة القاهرة جرح عشرة اشخاص هم ستة من رجال الشرطة واربعة مدنيين. وتقول هذه الجماعات ان الهجمات تشكل انتقاما للقمع الدامي الذي تقوم به السلطات المضرية ضد انصار مرسي. يذكر ان «انصار بيت المقدس» اعلنت مسؤوليتها عن اكثر الاعتداءات دموية ضد الجيش والشرطة وخصوصا تفجيري مديرية امن المنصورة (دلتا النيل) ومديرية امن القاهرة في كانون الاول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير الماضيين. كما تبنت هذه الجماعة مؤخرا قطع رؤوس عدة اشخاص في سيناء اتهمتهم بالتجسس لمصلحة اسرائيل والجيش المصري. كما اقدمت هذه الجماعات مرارا على تفجير انابيب الغاز التي تعبر سيناء. وفي 19 تموز/يوليو ، قتل 22 جنديا في الجيش المصري وأصيب 4 آخرون في هجوم مسلح ضد نقطة لحرس الحدود بالقرب من الفرافرة في صحراء مصر الغربية على بعد 627 كيلومترا جنوب غربي القاهرة. وفي 14 تشرين الاول/اكتوبر الجاري، قضت محكمة مصرية بإعدام سبعة اسلاميين ادانتهم بالتورط في قتل 25 شرطيا في هجوم في سيناء في صيف العام 2013 وبالتخابر مع تنظيم القاعدة في العراق.