ضاعت القيم والمباديء فى هذا الزمن الرديء بفعل التقدم التكنولوجى الهائل فى جميع المجالات .. يساعده فشل ذريع لحكومتنا المصونة فى احتواء شبابنا .. فما شاهدته بقرية سلامون القماش مركز المنصورة يندى له الجبين ، ويضع علامات استفهام كبيرة أمام مشاكلنا فالموضوع بإختصار ..شجار نشب بين عائلتين ولا يعنينى السبب ، بقدر مايعنينى قتل الفتنة فى مهدها ، ويتم التصالح (ويا دار مادخلك شر ) ولكن أن تاخذ كل عائلة العزة بالإثم وتتمسك برأيها فهذا ما أرفضه .. تدخل رجال الشرطة فى حل الموضوع ، وتدخل المشايخ ،والكل أصم لا يفتح قلبه لسماع صوت العقل والحكمة ،فما كان إلا معركة نارية بالذخيرة الحية .. روعت الآمنيين وجعلت قلعة الصناعة ثكنة عسكرية ، بفضل وجود شباب عاطل لا يجد شيئاً يشغله ؛ فوجد ضالته فى ترويع الآمنيين.. فسلامون القماش ياسادة ليست كأى قرية .. إنها اليابان الصغرى .. بلد صناعى كتبت عنها كثيراً ، وحذرت من خطورة الأوضاع فيها .. وأكرر تحذيرى وأطالب سيادة اللواء محمد طلبة مدير أمن الدقهلية ؛ بأن يأمر بتشكيل فرقة لزيارة القرية والقبض على بائعى المخدرات الذين يتخذون المكان الفضاء أمام الوحدة المحلية ليلاً مركزاً للتعاطى والبيع ،ويكونوا مسلحين بالأسلحة الحية ، لابد من استئصال شأفة هؤلاء النفر الذين يعيثوا فى الأرض فساداً ويدمروا شباب القرية .. نحن نخاف على بناتنا منهم .. لأنه لو حدث مكروه لهن .. فلن ينفع شيىء بعد ذلك !! ، أطالب اللواء سمير سلام .. ويعلم سيادته جيداً أن قرية سلامون القماش منتجة وصناعية وزارها سيادته وشاهد بنفسه إنتاجها ، فيومياً يدخلها من العمال ما لايقل عن 20 ألف عامل من القرى المجاورة ، هذه الطاقة الإنتاجية نخشى عليها من قلة (صايعه ) وسوس لهم الشيطان سوء أعمالهم فضلهم عن الطريق ، ولابد من التدخل بين العائلتين لإنهاء المشكلة بأى شكل وبأى طريقة حتى لا تتحول إلى صعيد بحرى . لا تقولوا لى .. عندكم أجهزة تنفيذية وشعبية .. هؤلاء دمى سيادة المحافظ وسيادة مدير الأمن ، وعلى سبيل المثال .. القرية لا يوجد بها سوى فرن عيش واحد .. يستيقظ الأهالى فجراً ليعبروا طريق المنصورة محلة دمنة لإحضار لقمة عيش لأبنائهم ، وتوجد أعمدة كهربائية كثيرة ولكنها مظلمة ، ومنذ عشرة أيام خرجت أم صلاح سيدة فى ربيعها السابع تتوكأ على عصاها لإحضار لقمة العيش لبنيها .. فصدمتها سيارة أثناء عبورها الطريق ،ولقيت مصرعها على الفور ، وعندما ذهب بعض الأهالى إلى مسئولى الوحدة والمجلس الشعبى لم يعيروهم أى إهتمام بالرغم من صرف كشافات للقرية منذ شهرين ولكن بعض أعضاء المجلس المحلى أخذوها أمام بيوتهم ، وعندما هاتفت المهندسة نجاح جبر المسئولة عن قطاع الريف بالكهرباء ، ولحسن طالعى أنها من قرية محلة دمنة فسمعت عن الحادث .. لم تتوان لحظة ، وهاتفت السكرتير العام المحترم للمحافظة فهاتفهم فأناروا الطريق . سيادة المحافظ .. أستحلفك بالله أن تزور سلامون ووحدتها المحلية ومجلسها الشعبى المحلى وتوقع أقصى العقوبة على المخطىء وتثيب الذى يرى عمله .. وتأمر بعمل نقطة شرطة بها للقبض على المشبوهين وترحمنا وترحم أبنائنا منهم . ليست سلامون فقط سيادة المحافظ ، ولكن العدوى إنتشرت إلى القرى المجاورة مثل (شها ) فالبلطجة عينى عينك والسنج والأسلحة البيضاء يستخدمها هؤلاء الفوضاويون ، وأرض المغازى أصبحت مرتعاً لتعاطى المخدرات، وما قتل أحد أبناء شها ببعيد (منذ شهر تقريباً)،طُعِن شاب 18 سنة أمام مرأى ومسمع المارة ،لأنه حاول نصح شاب آخر .. فما كان منه إلا أن أحضر مطواه وطعنه ثلاث طعنات لقى على أثرها حتفه .. فأنقذوا قرى البحر الصغير !!