أناس تراهم تبكى من أجلهم ، عيونهم تفيض دمعا وقلوبهم تفيض حزنا ، ليس لديهم من حطام الدنيا سوى عيون دامعة وقلوب باكية وهموم متراكمة ومتراكبة ، تركوا مشاعرهم وترفهم عند أعتاب الحياة ليواصلوا باقي أيامهم في هذه الحياة بعد أن ضاقت بهم الحياة ، صباح كل يوم يقولون الحمد لله داعيين الله أن يفرج كربهم . إبراهيم العوضى موسى البالغ من العمر 59 عام يعيش بمنطقة المنشية بالزرقا ، والذي لا يتمنى من الدنيا سوى العلاج ونفقات المعيشة ، فهو مواطن بسيط جدا إلى ابعد درجات البساطة تراه فتشعر بالأسى من حاله ، يعيش بمنزل يأويه ويأوي حيواناته التي يعيش على رزقها ، ففي المنزل تجد الحصان الذي يعمل علية ابنه البالغ من العمر 32 عام عربجى وتجد أيضا الطيور التي يأكلها وتجد زوجته وابنه وتجد زوجة ابنه ، عم إبراهيم يعانى من مجموعة من الأمراض ومنها الكبد والصفرا منذ ثماني سنوات ، يتكلف علاجه شهريا 620 جنية ، ولا يملك مهنة أو وظيفة أو حتى معاش يعينة على نفقات العلاج حتى الابن الوحيد عربجى ودخله قليل لا يكفى الإنفاق على الأسرة بالكامل ، ينقصهم الكثير من الأشياء ولكن المهم هو علاج عم إبراهيم ، حاول كثيرا أن يوفر نفقات العلاج على نفقة الدولة ففشل ، لأن مالوش ظهر يتسند عليه والحكومة ما بتعطيش إلا اللي ليهم ظهر ، ولكن استطاع أن يحصل على معاش شهري من الشئون الاجتماعية وللأسف المعاش 95 جنية فقط ، ولا يكفى ثمنا لزجاجة دواء ، ولكن دائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فحتى المبلغ الضئيل منع عنه بحجة أنه قادر على الحركة ، والمعاش لا يمنح إلا للعاجزين عن الحركة ، فمن أين يأكل هذا الرجل ويشرب ويحصل على العلاج في هذا الزمن الغريب الذي لا يرحم المريض العاجز المحتاج ؟!!.