لانه كبير وصاحب مكانة مرموقة، فهو يعرف حقيقة من يناديه وأنه بالفعل " مستشار" فلماذا يناديه " استاذ" ؟؟؟ قال لى : انت حساس اوى! أبدا فقط لفتتنى المناداة ووقع فى روعى انه " تحقير " للمنادى عليه ؛ دار الحوار انه يتعلق بالألقاب مستشار ، استاذ ، معالى الوزير ، صاحب المعالى ، فخامة الرئيس ، المهندس الدكتور ، اللواء أركان حرب، اللواء ، سيادة الفريق مهندس الوزير ، أصبحت الألقاب " حكاية كبيرة" وأعتقد انه كلما زادت التفاهة وترعرعت السفاسف، وفسدت الضمائر ، وخربت الاخلاق ، كانت الألقاب سيما الكاذبة وبريقها، انها تدغدغ النفوس الضعيفة التى تعنى بالانا وتعيش المظهر وتدور حول مصالحها الذاتية دون رسالة او خلق كريم او مبدأ ، حتى إذا لم يكن اللقب مسموعا لمن يحياه تألم وشعر بالاهانة ! قال صاحبى : ماذا ستفعل لو كان النداء لك ! ضحكت قائلا : منذ امد بعيد اجتهد مذاكرة فى " الرسالة" ، ابحث عن المضمون والهدف، ولى مقولة دائما اسمعها لنفسى بصوت مسموع لها: {فقط حتى باب النيابة } واقول لها ارجوكى ! فإذا قال لى احدهم جهلا او نفاقا ؛ يا استاذ او ياحاج لا انظر ما قال وافتش عما يريد منى فيما بعد استاذ مثلا؛ واحيانا كثيرة التمس العذر للمنادى! او الفته إلى واجب المقام بأدب وقوة ان كان منافقا جاهلا بعلاماتهما وكنت قديما اغتم حتى نجحت بتوفيق الله من النجاة من هذا المطب، حتى حينما أكون بين الأهل بالقرية احياناً بالجلباب متشبها ومعتزا بالجذور، ينادونني ياسعادة المستشار ؛ فلا أعجب إذا ادرك انه " الحب " والعجب ان القليل من ينادي دون مقام اللقب !! !? فالمحب لسانه طيب ولايرى إلا طيب؛ اما الجاهل او المنافق فيحمل عذره، فهو مريض ! اما من يغرقون الغير بالألقاب الرنانة مثل الباشا والبيه و00وو الخ فهم اما أهل صدق ويعرفون قدر الرجال ويحسنون تقديرهم بما يستحقون ؛ وإما ينافقون من ينادونهم بأصباغ االالقاب دون استحقاق باعتبار انها تصنع السحر فى النفوس الضعيفة او التافهة ؛ عموما ياصاح او كما قال لى احد خبراء العلاقات العامة ينطقون بما يلقى استحسانا عند المنادى عليه حتى لو كان زورا لمأرب قرب او مصلحة!!!? لقد تدربت وتعلمت على يد خبير كل يوم يكشف لى خبايا النفس وخطرها إذا لم تؤخذ بالشدة الواجبة حتى تتخلص من كبريائها وسائر أمراضها، باعتبارها تنزع إلى العلو والغرور وهى مهلكة ان لم تأخذ على " يديها " بشدة وبمعرفة خبير بدسائسها التى لم ولن تتوقف ؛ فالانتباه واجب ) والحذر ضرورة، فلا ينجوا احد من مكائد النفس إلا من مكنه الله منها وأخضعها ذليلةً منكسرة، على باب الكريم المتعال؛ فلا يستطيع الإنسان النجاة من وساوس الشيطان والنفس والدنيا والهوى إلا بالله ؛ وصحبة الصالحين ؛ فكلما زاد الإيمان وقوى معون التقوى خشع القلب وتزكى العقل وتهذبت الجوارح وعندها فقط يكون الإنسان عبد لله لايرى إلا الله فيما يقوم به او ينادى عليه