رجح خبراء ومختصون في الشأن السياسي، أن تضطر لتغيير موقفها من التهدئة مععلى إثر اغتيال أبرز قادتها العسكريين والسياسيين، خاصة المسؤولين عن هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من وجهة النظر الإسرائيلية. واغتال الجيش الإسرائيلي عددا كبيرا من القادة البارزين في الحركة، آخرهم القائد العام الحالي للجناح المسلح لحركة حماس، وشقيق الرئيس السابق للحركة يحيى السنوار، إلى جانب 10 من كبار القادة العسكريين. وحسب التقارير العبرية، فإن "الجيش الإسرائيلي يركز في الوقت الحالي في جهوده على ملاحقة عز الدين الحداد قائد لواء غزة، والمرشح الأبرز لقيادة الجناح المسلح للحركة، وذلك من أجل ضمان تحقيق الأهداف المتعلقة بالقضاء على حركة حماس". وقال المختص في الشأن السياسي، رائد نعيرات، إن "الحركة مضطرة لتقديم تنازلات لإسرائيل والوسطاء من أجل المضي قدما بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل "، مبينا أن الاغتيالات الأخيرة غيرت موقف حركة حماس بشكل جوهري. وأوضح نعيرات، ل"إرم نيوز"، أن "الاغتيالات التي نُفذت بصفوف الحركة تسببت بضعف كبير لدى قيادتها السياسية والعسكرية"، مشيرا إلى أن إسرائيل نجحت في تحييد القيادات التي تتخذ مواقف متشددة من أي اتفاق للتهدئة وأضاف نعيرات، أن"حركة حماس تدرك سعي إسرائيل للقضاء على قيادتها السياسية والعسكرية، وأن التهديدات باغتيال من تبقى منهم جدية وليست للاستهلاك الإعلامي"، مؤكدا أن الحركة ستطالب بضمانات لمنع استهداف قيادتها في أي اتفاق مرتقب. وأشار إلى أن "إسرائيل تدرك أن اغتيال القادة هو الضغط العسكري والسياسي الأمثل على حركة حماس، خاصة وأنها لن تتمكن من ترميم نفسها أو إيجاد بدائل عن القيادات التي تم تصفيتها، بعد أن طالت الاغتيالات الصفين الأول والثاني بالحركة". وقال الخبير في الشأن السياسي، سهيل كيوان، إن "حركة حماس ستكون مضطرة نتيجة للضغوط المتواصلة عليها للقبول باتفاق للتهدئة مع إسرائيل بأقل الخسائر الممكنة"، متابعا أن "القيادة العسكرية لحركة حماس غيرت بشكل كبير موقفها من الاتفاق مع حكومة بنيامين نتنياهو". وأوضح كيوان، ل"إرم نيوز"، أن "حركة حماس لا يمكن أن تستمر في رفض تقديم التنازلات لإسرائيل، في ظل نجاح الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بالوصول لقياداتها"، لافتًا إلى أن ذلك يمثل إشارة لنجاح تلك المؤسسات في اختراق الحركة. وأردف كيوان، أن "حركة حماس تعاني من فشل منظومتها الأمنية، وعدم قدرتها على حماية قيادتها، علاوة على أنها فقدت جزءا كبيرا من قدراتها العسكرية، الأمر الذي سيدفعها للقبول بأي اتفاق مع إسرائيل"، مشددًا على أن الحركة تبحث عن اتفاق سياسي. واستكمل، "بتقديري نحن قريبون من اتفاق للتهدئة بين إسرائيل وحركة حماس تقدم فيه الأخيرة تنازلات غير معلنة، وتضمن خلاله الحفاظ على حياة من تبقى من قياداتها العسكريين والسياسيين"، مستدركًا "في حال فشل الجهود الحالية فإن إسرائيل ستزيد من وتيرة عمليات اغتيال قيادات الحركة بالداخل والخارج".