امس 15 مايو يوم النكبة .عنف فاق القسوة ومجازر بصوت الصواريخ والقنابل و الرصاص تسقط الشهداء والمصابين من اهلنا في فلسطين وسط مشهد عربي فاشل لمواجهة ابادة الشعب الفلسطيني واجباره على النزوح بينما في الخليج تعقد الصفقات من اجل ماما امريكا ، وفي ظل زيارة ترامب لدول الخليج لم اجد اي اشارة لفلسطين من اي زعيم من هذه الدول ، على الاقل كنت اتمنى ربط هذه الاتفاقات التي تعدت 4 تريليون دولار للدول الثلاث السعودية _ قطر _الامارات ان تربط بشكل او باخر باعادة تعمير غزة اوبتقديم المساعدات الانسانية لاهل غزة ، ولم أجد من يهتم من اعلامنا ولا مفكرينا وكتابنا اصحاب الوطنية والمؤودة المسماة بالقومية العربية والحقيقة المؤلمة ان الدول العربية معذورة الان بعد ان ضيعت كل محاولات الوحدة والتضامن العربي الحقيقي ولم يعد الا جسد فان يجمع شتات هذه الدول بلا روح او حياة فباتت جامعة الدول العربية كالمخفر المهجور ولو اني اعتقد انه يجب الغاءها فلا فائدة مرجوة منها قي ظل قرارات لا تنفذ وكما وصفها اخيرا معالي امين الجامعة السيد احمد ابو الغيط معلقا عليها بقوله نبلها ونشرب ميتها (حنعمل ايه) في ظل هذا السخف العربي كان لا بد ان أذكر بايام القومية فربما هناك من يهتم او يريد المعرفة .. ففي مثل هذا اليوم أعلنت العصابات الصهيونية قيام دولة اسرائيل في 15 مايو عام 1948 بعد ان اعلنت بريطانيا انتهاء انتدابها على فلسطين الذي بدا عام 1920 طبقا لقرارات سان ريمو لتنفيذ وعد بلفور عام 1917 لاقامة وطن قومي لليهود في فلسطين فكان هذا الانتداب لتسهيل وتعجيل اقامة الكيان عن طريق تشجيع الهجرة اليهودية وتملك اليهود للاراضي العربية وبمباركة انجليزية من خلال الكتاب الابيض الثلاثة ومع ذلك بادرت الجيوش العربية رغم وقوعها في دائرة الاحتلال لانقاذ فلسطين من براثن اليهود فتحرك المصريون والسوريون والعراقيون والاردنيون نحو فلسطين في جيوش غير منظمة تفتقد للسلاح الحديث والقيادة الموحدة ورغم ذلك انتصرت الجيوش العربية وليس كما يشاع في بداية المعارك. ويروي لنا محمد حسنين هيكل في كتابه العروش والجيوش بيبانات عسكرية مُفصلة ومسلسلة عن تلك الحرب منذ بداياتها . فقد تقدم الجيش المصري على مشارف تل ابيب ووصل الجيش الاردني الي جبل المكبر وحقق العراقيون والسوريون تقدما ملموسا على ساحة المعركة وعندها تدخلت الدول الكبري لتفرض هدنة في رودوس بين العرب واسرائيل ويقبل العرب بكل سذاجة الهدنة فتتوالى المساعدات الاوروبية المادية والعسكرية على اليهود ويستأنف القتال مرة اخرة بعد الهدنة وتنهزم الجيوش العيربية وتضيع فلسطين .. هذه حقيقة حرب 48 التي خاضتها شعوب الدول العربية بلا حكوومات وطنية ودولها غير مستقلة استقلال كاملا وتحت وطاة الاستعمار ورغم الهزيمة يجب الا ننسي موقف هؤلاء الشرفاء فيكيفهم المحاولة التي جمعتهم على ارض فلسطين حاملين شعار الاخوة الحقيقية والتضامن العربي ويجب ان نعلم ان تلك الفترة هي اواخر فترات العاطفة الدينية والشعور القومي التي كانت تجمع بين كل العرب بكل طوائفهم وكم من اطياف وملل غير مسلمة شاركت في تلك الحرب والحروب التي بعدها والتي انهزمنا من خلالها في مصر وسوريا والاردن ونحن دولا مستقلة حتى اختتمت حرب اكتوبر ( تشرين ) تلك الملاحم ونجحت في كسر غرور الجيش الذي قيل عنه انه لا يقهر .. فتحية اجلال واكبار لكل الذين استشهدوا بالامس واليوم وشاركوا في حروب التحرير وفي الدفاع عن جزء عزيز وغالي من ارض العروبة فلسطين وستبقي القدس عربية رغم سيل الدماء ورغم انف الحاقدين….