اود ان اطرح ((قضية السمع)) لما يقال !? سيما وقد بات الفضاء مليئا بالكثير من المشاهد ، بين صورة او كلمة والتلقى لها يختلف من شخص لآخر حسب أولوياته وأخلاقه ?! ولكن ما الحال إذا جاء التعبير من الحق ؟! حتما الأمر له مذاق خاص ، يختلف من شخص لآخر فكل يسمع حسب مقامه !! ولسيدى بن عجيبة – رضى الله عنه – فى هذه القضية قول يستحق الإنتباه اليه بسمع القلب ! اذ يقول: [ إذا وقع التعبير من جانب الحق فكل واحد من المستمعين يسمع ما يليق بمقامه ويقويه فيه . فأهل الباطل يسمعون ما يليق بباطلهم ويمدهم فيه ، وأهل الحق يسمعون ما يليق بحقهم ويرقيهم، فأهل الإيمان يسمعون ما يقوى إيمانهم ويزيدهم يقينا ، وأهل الوصول يسمعون ما يليق بمقامهم ويرقيهم فيه ، وهكذا ، وتأمل قضية الثلاثة الذين سمعوا قائلا يقول: ( ياسعترا برى ) فسمع احدهم : اسع ترى برى وسمع الآخر : الساعة ترى برى وسمع الثالث: ما أوسع برى فالأول: طالب للوصول ، فقال له :اسع ترى برى والثانى : سائر مستشرف على الوصول، فقال له : الساعة ترى برى والثالث: واصل قد اتسع عليه ميدان النعم فقال له :ما أوسع برى. ثم يقول سيدى ابن عجيبة : وكل من قدم على الاولياء فانما يسمع حسب ما عنده ؛ فمن قدم عليهم بالميزان لايسمع إلا ما يبعده ، ومن قدم بالتصديق والتعظيم لايسمع ولايرى إلا ما يقرّبه من الكمالات والانوار.] فتأدب وانت فى الحضرة لتسمع ما يقرّبك إلى الله وتتلقى بما يليق بمقامك؛ لان الموطن موطن تجليات؛ فما احلى الإنس بالصالحين والجلوس بين أيديهم ، وما اطرب السمع حين يتكلم الولى الوارث العارف بالله فعالج قلبك وتأدب وأعتقد وعندها ستسمع بما يليق بمقامك كهؤلاء الثلاثة حين سمعوا ياسعترا برى !?