التواضع يا أبى 00! قلت : بداية ماذا تعرف عن « العمدة » قال الابن : حسب معرفتي رجل يقوم بإدارة القرية من قبل الدولة 0 قلت : حسنا ولكن أضيف إلى ماقلت انه كان قديما يتم باختيار أهل القرية وبروح الحب والعطاء والخير لكل الناس باعتبار أن من يعتلى هذا المقام « حر» بضاعته نفع العباد 000 يتقدمهم فى كل المناسبات حلوها ومرها ، عطفه شامل الضعيف والمسكين و الفقير وصاحب الحاجة ، يطعم الطعام ويأوى الغريب ومن انقطعت به السبل حتى يصل لأهله, بمكان يسمى « المضيفة » 000!!!؟ واذكر يا بنى وأنا صغير سألت أبى عن تلك المضيفة والتى لازالت حتى الآن شامخة تحت مسمى « مضيفة آل سليم » فأكد لى ما أسلفت ولا انسى انه فى يوما ما سرق أحد الغرباء [حمار العمدة] بعد أن تمت ضيافته ، وتوجه حزينا لوالده لما وقع مطالبا بغلق المضيفة فالتقاه «الأب » الجد العمدة الشيخ شعبان سليم – رحمه الله تعالى- قائلا يا عبدالرحمن : تصدقنا بالحمار لسارقه يابنى لاتجعل للشيطان وأعوانه عليك سبيل فتمسك بالخير وافهم انك تفعله لوجه الله تعالى 0000! قال الابن: أفهم من هذا أن جدك كان ( عالما )000!؟ قلت : نعم وعرفت إنه كان [ يؤم المصلين ] بمسجد سيدى كوثر العنانى – رضى الله عنه – وأنه كان يعتلى [ منبر المسجد ]خطيبا وأنه كان [ حافظا للقرآن الكريم ] ومجودا وحسن الصوت 00! قال عنه الشيخ ابراهيم الجناينى – رحمه الله – قارئ القرآن الكريم المشهور بقرية بقطارس : [أنه كان حريص على ان يجلس مستمعا لجدك وهو يقرأ القرآن الكريم ، وكان صوته شبيها بصوت الشيخ الحصرى الآن وكان مهابا تجله الناس الصغار والكبار , ثم قال بإعجاب: لا انسى مشهد مأمور شرطة المركز وهو ينتظر جدك بعد أن ينتهى من ورده القرآنى مستمعا ومقدرا وبأدب قل ما تجده 0 ] قال الابن: وما تعليلك لهذا المشهد يا أبى ؟! قلت : اجتهدت أن أعرف هذا يابنى رغم أننى لم أحظ برؤية جدى000 وعرفت أنه كان «وليا لله » ومصاحبا لأحد العارفين الكبار فى زمانه وهو سيدى محمد عبدالرحيم النشابى الشاذلى – رضى الله عنه – صاحب المقام والمسجد الكائن حاليا [ بسيجر] طنطا ،. وكان يلازمه على الدوام وفهمت أن جدى كان [بيومى احمدى] مشربا طريقة وحقيقة 000! ويوم أن شرفت بتجديد المسجدو المقام .بالقرية طلبنى عم احمد النجار – رحمه الله – والمقيم ( بالوصفية) اجا ليقول لى : [ أن جده بتكليف من جدك العمدة آنذاك شيد نجارة مقام سيدى كوثر العنانى – رضى الله عنه – وحكى عن جدى ما أسعد قلبى ، وقد حرصت أن أضع تلك المقصورة كما كانت 00] وحكى لى عمى الكبير الدكتور (حامد شعبان سليم ) – رحمه الله تعالى- : [ انه ما بنى مسجد جدك الشيخ شعبان سليم فى ذات موضع البيت الكبير الذى يسكنه و أولاده إلا « برؤية» وتذكر حينها ما طالبه به وكان عمره يبلغ عشر سنوات وقد قدم له فنجان القهوة صباحا قائلا له : أن شآء الله تعالى ياحامد لما تكبر ابقى اعمل مسجد مكان هذا البيت 000!!؟ وفى الرؤية ذكرنى بهذا الطلب ، وقد بلغت. وقتها ما فوق السبعين من العمر و بعد تكرار وتثبت قمت بالمطلوب فالحمد لله على تمام مسجد الشيخ شعبان سليم -رحمه الله – هكذا حكى لى عمى الحبيب ، والذى كان آخر وصية لى منه قبل الانتقال الى رحمة الله: ياحامد أكمل ما بدأت فأنا عن قريب راحل وكان قد طعن فى السن وتجاوز التسعين من عمره 000! اتمنى ذلك ياعمى 000 قال الإبن: إذن الافتخار عن قدوة أخلاقية عظيمة قلت: نعم يابنى فاستوعب ما قلت فالعمدة على الحقيقة صاحب رسالة لذلك يابنى لما انتقل جدك فى إلاربعينيات نعاه ناظر المدرسة الابتدائية بقصيدة منها : ما كنت عمدة أحكام وسيطرة بل كنت عمدة أخلاق وإيمان واسعدنى بالأمس تجديد مقر [ السلاحليك] الذى يرجع تأسيسه لسنة 1898 م ،بمعرفة ابن العمدة الغالى الحاج / محمد محمد البيومى سليم فجزاه الله خيرا وبارك الله فيه وفى ذريته ووفق عمدتنا الغالى ابن العم الكبير الحاج سعد النبوى سليم على مواصلة الرسالة على ذات درب الآباء والأجداد فافتخر يابنى فأنت ابن عمدة0000!!؟