بل هى على الحقيقة بالنسبة لى يابنى « تتلمذ بغية ترقى» 000! قال : أنت [ نائب رئيس هيئة ] وحسبما اعرف هى المنتهى الوظيفى فماذا بعد 0000! قلت : صدقنى يابنى الحبيب حين حصلت على هذه الدرجة عام 2012 حزنت 000! وتعجب من حولى اعتقادا منهم بأننى أريد كما قالوا ( أضيع عليهم حلاوة الترقى )00! حال أن الأمر دون ذلك البتة ، فقد شعرت لحظتها اننى اقتربت من [ نهاية العمر] والذى تأكد لى انه مضى سريعا ، وبات لقاء الله قريب ، والسؤال الذى شغلنى آنذاك ولازال هو ماذا أعددت للقاء الله والحساب بالذرة ؟؟! فقد اكرمت بما تحصلت عليه من « نعم» وبات لك« مقام» بين الناس وحيثية اجتماعية كما يقال 000!؟ والخشية كل الخشية أن تقع فى « غرور المنصب » وتمد الأمل ويزداد التعلق بما هو زائل 00! فكان ولازال هاجس « الحذر » من طول الأمل أو الهوى ، والتعلق بالدنيا وزخارفها ، ينادى يا حامد لاتنسى « واجب الوقت» 000! ففهمت آنذاك وحتى الآن اجتهاد الترقى الاخلاقى لاينقطع000! باعتبار الأمر جد والمراد عظيم 000! يابنى الترقى المنشود يكون فى تمام تحصيل مكارم الأخلاق، وهذا يحتاج بدئب وهمة الى تحقيق التقوى والعمل بكل عزيمة على تحصيل المعالى فى [ القول] و [ العمل ] بصحبة من يعين على ذلك ومداومة مذاكرة الحق ، وديمومة المعرفة ، والفهم بأن المقام رسالة بنكهة إصلاح 00! ولهذا يابنى 00 ترى الحرص على صحبة الاستاذ الفاضل العارف بالله تعالى الولى الوارث المحمدى الخبير المربى حبيب قلبى : { سيدى إبراهيم البحراوى – رضى الله عنه-} اجلس بين يديه ناظرا ومستمعا 000 اجتهد فى أن اتعرف على ما اتخلص به من عقبات الترقى الاخلاقى 000! قال الإبن [ محمد عمر] كم أتمنى أن آخذ صورة مع شيخى فأنا أحبه 000! ولما كان الحديث [بالمندرة] بلسان التربية، كان وقع الكلمات مسموع بطرب خاص يعرفه من تعلق قلبه بالشيخ 000! تعلق مريد بمربى000! وكان الدرس عن [ سلامة الصدر ] وكيف يبلغ بصاحبه إلى أن يكون من { أهل الجنة } وهو دون عمل كثير من صلاة أو صوم ، حتى أن عبدالله بن عمر -رضى الله عنه – والذى ذهب ليعرف من خلال النزول ضيفا على هذا الرجل الذى أشار إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) من أنه من أهل الجنة 00! فحل لديه ثلاث ليال فلم يجد من الرجل كثير صلاة أو صيام ، بل رأى أنه دون ما يقوم به 0000! فتوجه إليه بالسؤال بعد أن كشف له حقيقة النزول عليه 000! وعرفه ببشرى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) له ، وعن رغبته فى معرفة سبب تلك البشرى التى نالها 00؟؟؟! فقال الرجل : كما رأيت ، سوى أننى انام وليس فى صدرى كره أو بغض أو حقد لأحد ، بل انام [ سليم الصدر]000! إنها رتبة استقامة من حقق الإيمان ، وراقب الله تعالى قائلا لنفسه ما قاله سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : – (( إذا أصبحت فلاتحدث نفسك بالمساء ، وإذا أمسيت فلاتحدث نفسك بالصباح ، فإنك لاتدرى ما أسمك غدا )) إن من يحيا سليم الصدر « غني بالله تعالى» فكل التمنى أن ينال رضا الله تعالى فيما اقامه الله عليه ، ودثاره فى هذا القناعة والرضى بما يكفيه وما زاد لا يراه إلا فى أبوابه بغية أن يرتقى به مع مولاه – جل وعلا- 000! ولعل عمر بن العزيز – رضى الله عنه – والذى كان فى يوما ما أميرا على المدينةالمنورة ،يعيش الرغد والرفاهية فى ظل الخلافة الأموية، فلما آلت إليه تلك الخلافة ، أدرك الحقيقة فتجرد من الدنيا مشمرا ساعديه لتحقيق العدل بين الناس ، فاقامه فى «ذاته» اولا ثم« بيت الإمارة» ثانيا ، ثم انطلق دون هوادة فى إرساء « العدل » بين الناس وتولية الأخيار المصلحين فى ربوع تلك الخلافة دئبا لاينام ، فتحقق ما سعى له فى مدة سنتين وبضع شهور مدة خلافته ، فنال عن استحقاق وبجدارة وسام [ تمام مكارم الأخلاق]0000! ليضحى ( خامس) الخلفاء الراشدين ، بعمل واخلاص وتجرد ، نحن جميعا فى حاجة إليها 000! نعم يابنى 000 أن مداومة مذاكرة الحق وصحبة الاستاذ الخبير معين ترقى حقيقى فافهم 000! واعرف أن « سلامة الصدر » باب تفرغ للانطلاق نحو تحصيل معالى الأخلاق ومن ثم الفوز بالجنة000 فابشر يابنى00 وأحرص أن تكون سليم الصدر 000!؟