كتب : حافظ الشاعر حدثت وزارة التربية والتعليم، ممثلة في مركز تطوير المناهج، تاريخ الكتب الدراسية المقرر تدريسها خلال العام الدراسي المقبل، خاصة في الثانوية العامة، وذلك بعدما توقفت غالبية الكتب عند حرب أكتوبر المجيدة. كانت أبرز التعديلات التي أجرتها الوزارة على كتب الدراسات الاجتماعية والتاريخ في عدد من صفوف المراحل التعليمية، تحديث تاريخ مصر المعاصر، وإضافة ثورتي 25 يناير و30 يونيو. ووفقا لمصدر مسئول ب"التربية والتعليم"، فإن الوزارة بحثت عن مؤلف كتاب تاريخ الثانوية العامة، الذي قام بتأليفه في في السبعينات، وتم الاتصال به، وحضر إلى الوزارة لمقابلة الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم، لمناقشة تطوير الكتاب وإضافة المستجدات التي طرأت على الساحة السياسية في مصر عقب تنحي مبارك. وافق المؤلف- الذي يبلغ من العمر نحو 82 عاما- على تحديث الكتاب مجانا، وأضاف به فصلا كاملا منذ حرب أكتوبر وحتى انتخاب المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا للجمهورية عقب عزل محمد مرسي. وتحدث الكتاب عن فترة حكم جماعة الإخوان المسلمون، وكيف غضب المصريون وثاروا خلال هذه الفترة، بسبب الاستبداد، وما تلا ذلك من إصدار مرسي لإعلان دستوري أثار غضب غالبية المصريين، من رموز سياسية وإعلامية، ورجال القضاء حتى المواطن البسيط نفسه. ثم تلا ذلك الغضب انقسام الشارع المصري، وتحديد يوم 30 يونيه لإسقاط نظام الإخوان، ونزلت الجماهير بالملاييين مطالبة برحيل "مرسي" عن الحكم، في ثورة شعبية ساندتها القوات المسلحة، إلى أن تلا الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بيان عزل مرسي من الحكم وتسليم السلطة إلى الرئيس عدلي منصور، لينتهي حكم الإخوان نهائيا. ثم ذكر الكتاب خارطة الطريق واستحقاقاتها التي بدأت بدستور جديد للبلاد، بعد تعطيل العمل بدستور الإخوان المسلمون، وأن الدستور الذي تم التصويت عليه في عهد الرئيس عدلي منصور شارك فيه الملايين من المصريين بإرادة خالصة ودون تدخل من أحد. وبعد الدستور، تم الإعداد- وفقا للكتاب- لانتخابات رئاسية نزيهة وتحت إشراف قضائي كامل، وانتهت بفوز المشير عبدالفتاح السيسي بمنصب رئيس الجمهورية. وفي حين لم يذكر كتاب التاريخ بالثانوية العامة، الكثير من التفاصيل الخاصة بثورتي الخامس والعشرين من يناير، والثلاثين من يونيه، فإن الوزارة وضعت باقي التفاصيل في كتاب التربية الوطنية، وخصصت فصلا كاملا للثورتين، وأحداثهما المتتالية، وأسباب قيام الثورتين بالتفاصيل الكاملة. وركزت الوزارة، على أن جماعة الإخوان المسلمون، لم تقدم حلولا جذرية لاحتواء غضب الشارع المصري على مدار العام الذي حكموا خلاله البلاد. وذكرت أن الجماعة كانت تثير غضب الشارع يوما تلو الآخر، من خلال عنادها واستباداها بالرأي وعدم الاعتراف بغضب الشارع في أي من المسائل، فضلا عن دخولهم في صدامات عدة مع أطياف الشعب المصري من قضاء وأحزاب وإعلام وخلافه، فضلا عن تدني الأوضاع الاقتصادية.