من أدب الرسائل : رسالة إلى الأستاذ الخلوق ولاء ثروت أحد لاعبي منتخب مصر في فن الشطرنج..بقلم الناقد : رفيق فهمى واصل

بسم الله الذي لا تتم السابغات من الأقوال والأعمال والأفعال إلا به وحده لا شريك له والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا وقدوتنا ومرشدنا إلى الجنة أفضل الخلق والأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . ثانياً : الصفات الخلقية للأستاذ ولاء ثروت :
إذا أردت تعلم الأخلاق عمليا فعليك بمجالسة ( ولاء ثروت ) !!!
سكونه وهدوؤه النفسي يرغمك على احترامه !!!
إذا ما جلست تشاهده لاعباً تجد تسامحه في العفو عن أخطاء خصمه فيرد لخصمه القطعة التي خسرها خطأ بسبب زلة في نقل القطعة !!!
وإذا ما زل هو لم يطلب من خصمه إرجاع النقلة الخاطئة !!!
ولا يهمه خسارته للدور الملعوب بقدر ما يهمه كسب مودة صديق جديد !!!
أما إذا جلس مشاهدا فلا يطلب ولا يتنافس على ابتدار اللعب حتى يلح عليه الحضور بأن يلعب !!! وإذا ما جلس مشاهدا وكان التنافس مع من دونه في المستوى المهاري لهذا الفن الشطرنجي لا تراه يعلق أو يعقب أو يستدرك على النقلات الخاطئة أو الضعيفة !!!
ذا لأن النقلة في خلال المباراة الشطرنجية تنقسم إلى ثلاثة مستويات :
( best move ) . 2- النقلة الأقل أفضلية
3- النقلة الضعيفة : ( bad move ) !!!
وغالباً ما يكون السجال بين اللاعبين ما بين مستويات مختلفة وخاصة – إذا ما كانوا يلعبون اللعب السريع ( بلتز ) belatez .
ما تلحظه على الأستاذ ولاء ثروت – وهو يشاهد الأخطاء – لا يعلق ولا ينبس بكلمة على النقلات غير الموفقة !!! كيما لا يجرح أو يؤذي مشاعر اللاعب الأقل مستوى وكأنه دارس ومطبق لعلم النفس الاجتماعي فضلاً عن علم النفس الاصطناعي ( ما يعنى بدراسة الذكاء المكتسب من خلال الخبرات الحياتية ) !!!
كنت أحياناً أجلس بجواره كي أزدد خلقا من تأدبه !!! وكي أستفيد من طرائق لعبه – وهو يلعب – !!! كيما يرتفع مستواي الخلقي ( التسامح مع اللاعب الخصم عند التنافس ) قبل المهاري في فن هذه اللعبة الرائعة في تنشيط القدرات العقلية للذهن !!! أستطيع أن أقول :
إن ( ولاء ثروت ) كأنموذج للأخلاق قبلما يكون لاعباً مهاريا في فن الشطرنج يجب أن يدرس في المدارس والجامعات والمعاهد التعليمية ليس في وطننا مصر وحدها بل . في سائر الوطن العربي كشخصية سوية جمعت بين التوازنات الآتية :
( سعة اطلاعه على كم من الثقافة ) .
2- العملي : ( عدم الاعتماد على الآخرين ) . 3- الخلقي والأدبي .
4- الديني : ( ارتباطه بالله تعالى وحرصه على رضا الله تعالى قبل رضا المخلوقين ) !!! 5- وأخيراً وليس آخرا الإبداعي في فن الشطرنج لأبنائنا وشبابنا من طلاب المدارس والجامعات !!!!!
6- ليس هذا فحسب على الرجل بل . هو رجل مثقف محب للقراءة وللأدب والشعر !!! 7- فضلاً عن أنه متابع جيد لدراساتي النقدية والأدبية أكثر من المتخصصين أنفسهم الذين قلما يتابعون أعمالك الأدبية والنقدية !!!
8- وهو فوق ذلك لا يطرق بابا لمخلوق كيما يرفع من شأنه في الدنيا – مع حب الناس له – 9- إنه رجل بسيط يعتمد على ذاته في كسب ونيل رزقه لنفسه وأسرته !!! 10- ليس هذا فحسب بل . لم يكن كل ما ذكرته وليد صدفة بل . نابع من شدة ارتباطه بالله تعالى ومحافظته على الصلاة في وقتها ثم من تنشئته وتربيته الحسنة من قبل والديه – رحمهما الله تعالى – !!!!!
11- لم يجعل لعبة الشطرنج قوت رزقه كغيره من بعض اللاعبين !!! 12- بل . عمل محاسبا – بمجهوده دونما وساطة – بشركة مصر للطيران . أحببت في هذا اليوم الجميل ( يوم مولده ) أن أوفي الرجل بعض حقه علينا ليكون قدوة ونبراسا لأبنائنا وشبابنا من المصريين والعرب جميعاً من طلاب المدارس والجامعات والمعاهد التعليمية !!!
ثالثاً : المختتم :
دعاؤنا للأستاذ ولاء ثروت بالبركة في عمره وأوقاته وفي أهله وأسرته عشت سعيداً منشرح الصدر طائعا لربك ومولاك يا أعز الأصدقاء !!!
" وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين " .
كتب الرسالة وحررها : رفيق فهمي واصل
ناقد أدبي وكاتب صحفي بالقسم الثقافي
بجريدة الزمان المصري الغراء .
القاهرة في صباح الأحد الموافق 19/3/2023