كان حسان رجل أسمر، نشيط طويل القامة ، متزوج من ابنة عمه، تزوجها وهو في السادسة عشر من عمره ولدت له نائل ونرجس. حسان رجل طيب يحب اولاده وزوجته حباً جماً ، يكدح من الصباح الى المساء ، دون ملل ، هدفه الوحيد أن يوفر الى اولاده والى زوجته حياة كريمة،عاشت الاسرة في سعادة وهناء وراحة بال ، ومرت الايام والشهور وكبر نائل، وأصبح شاباً وسيماً ،وفي أحد الايام خرج نائل على عادته ذاهباً الى مدرسته وبينما هو يمشي،واذا بفتاة جميلة جداً لفتت نظره وقف دون أن يشعر، وابتسم للفتاة ، وابتسمت له ، ومرت في طريقها، وواصل هو سيره ، ولكنه ظل مشغول البال ،مفكراً بهذه الفتاة،وأخذ يسأل نفسه من تكون هذه البنت الجميلة التي سلبت قلبه وابنت من ؟ لايمتلك الشجاعة ليسأل عنها كونه خجولاً؛ في اليوم التالي ، خرج بنفس الوقت ،ووصل الى ذلك المكان ، لعله يلتقي بها خاب ظنه، اذ لم يشاهد الفتاة،وبقي في حيرة من أمره ، وسيطرعليه التفكير بها وانعكس ذلك على دراسته ،لاحظه المدرس في المدرسة ساهماً مفكراً مهموماً بادره المدرس بسؤاله :- -مابالك يا نائل؟ كنت طالباً ذكياً تقوم بتحضير دروسك والان اجدك قد تغيرت ، فانتبه نائل الى نفسه ؛؛ -لاشيء يا استاذ لاشيء ؛ حاول نائل ان يزيح عنه التفكيرفي تلك الفتاة المجهوله التي لم يعرف عنها اي شيء،نجح في المحاولة ،وكرس كل همه في الدراسة وتخرج من الصف السادس الاعدادي والتحق بكلية الحقوق،.ومرت السنين وتخرج من الكلية، وعين قاضي محكمة في مركز المحافظة .. أما اخته نرجس، فكانت اصغرمن نائل بسنتين ،واكملت هي الاخرى دراستها الجامعية وتخرجت من الكلية وعينت مدرّسة رياضيات في الناحية القريبة والتابعة للمحافظة التي تسكن فيها ، تستيقظ في الصباح الباكر يومياً ، وتصعد الى السيارة التي تذهب الى الناحية ، وتنزل في المنطقة المقابلة لمدرستها ، وبعد انتهاء الدوام الرسمي تعود الى سكنها في المحافظه.. في احد الايام صعد الى السيارة شاب وسيم في الخامسة والعشرين من عمره حيا الجميع بتحية الصباح،وابتسم بوجه نرجس، وابتسمت في وجهه وجلس بجوارها بادرها بالسؤال :- -هل تعرفين مدرسة الخنساء في الناحية ؟ -نعم ، انني مدرّسة ادرّس بها الرياضيات،لماذا تسأل ؟