عاشت بدرية منذُ طفولتها يتيمة ، فقيرة الحال ،تزوجت من شاكر العامل في مصنع قريب من بيتهم الصغير، وبالرغم من كبر سنه ، إلا انه رجل طيب ، اخلاقه ممتازة ، أمين مخلص في عمله ، يحبه رب العمل .. بعد سنة من زواجه ، رَزَقَهُ الله سبحانه وتعالى طفلاً اسماه نعيم ،فرحت بدرية و شاكربالمولود الجديد ، وعاهدت ربها بأنها ستبذل المستحيل وتجعل منه ولداً نافعاً، وسوف تربيه تربية عاليه وتوصله الى مقام رفيع بالرغم من ضعف حالة شاكر المالية .. توفي شاكر تاركا اليتيم نعبم وعمره خمس سنوات فكرت بدرية بالمعيشة واهتدت الى العمل كخادمة في البيوت ،حتى لاتحتاج الى أحد من البشر، وتستطيع أن توفر لها والى ولدها الوحيد مستلزمات الحياة للمعيشة سجلت ولدها نعيم في المدرسة الابتدائية بعدان اصبح عمره سبع سنوات تفوق على اقرانه في الدراسة ، واستمرت بدرية تخدم في البيوت تارةً وتارةً اخرى ، تبيع الباقلاء والحلويات للاطفال ؛بدرية سعيدة في حياتها رغم متاعبها ، ترى في ولدها المستقبل لتفوقه بالدراسة وهوينجح سنة بعد اخرى .. وفي احد الايام وهو جالس بجوار امه وهي تغسل ملابس الناس بأجور: -عندما اكبر واتزوج سوف تقوم زوجتي بخدمتك وأعوضك عن هذه المتاعب في المستقبل ان شاء الله .