أنا شاب أقترب من سن الأربعين، توفيت زوجتى منذ عامين وتركت لى ولدين عمراهما ست وثمانى سنوات, ثم تزوجت بأخرى قالت لى إنها مستعدة لتربية ابنىّ، ولكنى وجدتها تغار منهما، وتحكى كل مشكلة لأهلها، وبعد تسعة أشهر أنجبت طفلا عمره الآن ثلاثة أشهر وكانت قبل الولادة قد غضبت عند أهلها وطالبتنى بقائمة منقولاتها بل ورفعت دعوى نفقة، واحتويت الموقف وكتبت لها قائمة منقولات جديدة بالرغم من اننى مؤسس شقة الزوجية بنسبة95%, وقد رجعت الى البيت، وعاهدتنى بألا تفعل ذلك مرة أخرى لكى تربى ابنها بين اخوته ووضعت ابننا وأصبحت لها الممرض طوال فترة النفاس, كما صرت طباخ البيت ففور عودتى من عملى استبدل ملابسى وأذهب الى المطبخ لكى أعد للأسرة الطعام فهى لا تجيد الطهو ولكنها للأمانة تساعد أولادى فى مذاكرة الدروس المدرسية، لكن الأمور لا تمضى على ما يرام فعندما تكون فى منزلي، تطلب منى ألا اتركها تحت أى ظرف، وتقول لى عاهدنى ألا تتركنى، وما أكثر كلمات الحب التى تقولها لي, ولكن عندما تذهب الى أهلها تتحول الى النقيض لأنها ضعيفة أمام والدها المستبد, وأحيانا تلمح إلى ميراث أولادى من أمهم! إننى لم أتزوج لنفسى فقط, وإلا لكنت قد تريثت وتزوجت ملكة جمال وبمواصفاتي، لكنى تزوجتها لأنها قالت لى سوف أعامل أولادك بما يرضى الله وسأعتبرهم أولادى الذين لم أنجبهم وصدقتها وليتنى لم أفعل, فالعقل يقول إنها كانت تمثيلية حتى أتزوجها لأنها محدودة الجمال وتسكن فى أطراف القاهرة ووضعهم المالى فوق الصفر بقليل.. هذه غلطتى لأنى جعلت منها «هانم» ونصيف فى الإسكندرية، ونشتى فى أسوان .. كل هذا حدث فى فترة زواجى القصيرة التى لم تستمر عاما واحدا قضت نصفه عند أهلها غضبانة، وعند عودتها فوجئت بقائمة مصاريف طالبنى بها والدها، منها البقشيش الذى دفعه للممرضات. إننى ارفض الابتزاز وأرفض هذه الزيجة الفاشلة وسوف ابحث عن بنت حلال غيرها؟ فهل ترانى على حق, وبماذا تنصحنيى؟. ولكاتب هذه الرسالة أقول : إن مسئولية اختيارك لها تقع عليك وحدك, ولا دخل للآخرين بها، ففى الظروف التى يلجأ الانسان فيها إلى من حوله لترشيح فتاة له لكى يرتبط بها, فإن الأمر لا يتعدى مجرد عرض عادي، وعليه أن يتحرى كل شيء عنها وأن يسأل عن أهلها, ويجلس معهم ويشرح لهم كل أوضاعه بالتفصيل, ويأخذ تعهدا منهم بأن تسير الأمور بينهما على النحو الذى ارتضياه، وبالتالى لافرق بين المعارف والغرباء مادامت المبادئ واحدة. والمؤسف حقا هو أن يكون والد الزوجة أو والدتها سبب المتاعب, لأن العاقل هو من ينشد السعادة لابنته لا من يحيل حياتها الى جحيم، وإنى أتعجب من عدد الرسائل التى يشكو كاتبوها من أن أهل الزوجة هم الذين يسعون إلى تدمير حياتها الزوجية, بينما هى راضية ولكنها لا تستطيع معارضتهم! وعلى كل حال فإننى أنصحك بالتريث فى الاقدام على زواج جديد، وعليك أن تجاهد مع والد زوجتك لإقناعه بسلامة موقفك, وأن تتحين الفرصة المناسبة لإصلاح ما بينكما من خلافات, ومادمت واثقا من أنها سوف تحاول استرضاءك، فاعطها الفرصة، وكلما كنت هادئا فى تفكيرك صرت أكثر قدرة على اتخاذ القرار السليم, أما عن ميراث زوجتك الراحلة فلا دخل لزوجتك الحالية, ولا ابنها بهذا الميراث فهو حق لأولادك من أمهم وعليك ألا تفرط فيه فهو أمانة فى عنقك وسوف تحاسب عليه، وفقك الله، وهو وحده المستعان.