وافق والد عزيزه على تزويج عزيزة من ابن عمها دون علمها،وعندعودة عزيزه من المدرسة،اعلمتها والدتها ان عمها جاء هذا اليوم وخطبها الى عزيز – يوافق أبي على الخطوبة ،دون علمي وموافقتي وكان من المفرض ان يؤجل الموافقة ليوم أو يومين ؛ – ولماذا يؤجل الموافقة ، هل تريدين أن يستشيرك مثلاً او يسأل عن إبن أخيه ؟ ام ماذا ؟ – يا أمي هذا الزواج يخصني بالدرجة الاولى ، وهو رباط مدى الحياة ، ولابد من موافقتي على الزواج من عزيز ولو كان بن عمي .. – إبن عمك لايحتاج السؤال عنه، فأنت تعرفينه وهو يعرفك ولايوجد افضل او احسن منه .. – ليس الموضوع معرفته، ولكن كيف يكون زواجي وأنا لم انهي دراستي لحد الان ،وهو لم ينهي دراسته ولازلنا في الاعدادية ؛ يعني نترك المدرسة والدراسة ؛ – طبعاً بن عمك اهم من الدراسة وما فائدة الدراسة؟ -يا أمي إن الدراسة يعني مستقبلي ، والشهادة ضمان للمستقبل ، واستمر النقاش طويلاً دون فائدة .. – ان قرار والدك نهائي ، ولارجعة فيه ،وقد تم تحديد موعد زواجكم بعد شهر من الان .. لاتسأل عن وضع عزيزة النفسي بعد اعلمتها والدتها بهذا القرارالنهائي والذي لارجعة فيه ؟ سيطر على عزيزة الحزن واليأس ، وتمنت الموت في تلك الساعة، لانها لم تحقق امنيتها،ولاتريد اكثر من الحصول على شهادة الدراسةالاعدادية ، حتى تتمكن في المستقبل الحصول على الوظيفة في حال فشل زواجها ، أو تعرضها الى محنة في المستقبل ،على كل حال تم زفاف عزيزة الى ابن عمها عزيز… ان عزيز في ريعان الشباب مرح وطيب ومتقدم في الدراسة ، لكنه معتمد على والده في كل شيء ، لايعرف اي عمل اومهنة ، سوى الدراسة ! ويوم اخبرته والدته بأن والده خطب له عزيزة أبنة عمه -يا أمي اني لم انهي دراستي لحد الان ، ولم يخطرفي بالي الزواج ؛ – ان والدك يتكفل بكل شيء ، ويريد ان يرى اولادك قبل أن يموت ؛ وافق عزيز على الزواج لانه لايستطيع الرفض ، وهو يعرف والده إذا قرر شيء ينفذه ولايقبل الاعتراض عليه أو المناقشة في قراراته؛ وعزيزلايعصي قرارات والده؛تم الزواج حسب رغبة الاباء دون رغبة عزيز اورضا من عزيزة ؛ مرت سنة كاملة على زواجهما وانهى عزيز الاعدادية؛وكانت رغبته ان يكمل دراسته إلا أن والده رفض وقال له أني انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر؛وامره ان يترك الدراسة ، ونفّذ أمروالده ، وتم تسليم مفاتيح المحل له، وامره ان يتعلم الحدادة مهنة والده واستمر بالتدرب على العمل لمدة سنتين ، واتقن المهنة بشكل ممتاز جداً.. اقعد المرض والدة عزيز،وطالت مدة مرضها سنوات عديدة واصبحت عاجزة تماماً عن اداء اعمال البيت مثل الطبخ وغيره من الاعمال ، وان عزيزة قليلة الخبرة بهذه الاعمال. فكر والد عزيز بالزواج من فتاة تقوم بواجبات البيت ، ومساعدة ام عزيزالمريضة؛ وجد فتاة عمرها عشرون سنة ، وكان عمره خمسين سنه ، أي( اصغر منه بثلاثين سنة) ذات بهاء وجمال وانوثة وحيوية ونشاط ؛ واصبحت عائلتهم متكونه الزوجة الجديدة و من والد عزيزوأم عزيزالمريضة ، ومن عزيز وزوجته عزيزة الجميلة .. عزيز وعزيزة والزوجة الجديدةاعمارهم متقاربه ؛ قالت الزوجة الجديدة ، بينها وبين نفسها ، يالها من ظروف تعسة ،كيف أتزوج وأنا الشابة الجميلة من رجل عمره اكبر من عمروالدي ؟ ونظرت الى عزيز الشاب النشيط الممتليء حيوية ،كان من المفروض ان تكون زوجة عزيز وليس زوجه والده واشتعلت نيرا الحقد والحسد على الجميع حقدت على ام عزيزالمريضة دون اي سبب ،لانها ضرتها، فقط وحقدت اكثر على عزيزة زوجة عزيز ، وخالجها شعور داخلي بأنها احق منها بعزيز، كما انها كرهت والد عزيز،الرجل الكبير، والذي تراه اكبر من والدها،كل افكارها شيطانية مبنية على الحقد والحسد والكراهية نعوذ بالله ؛واكثر من ابتلى بها المسكين عزيز، انها فتاة شريرة معدومة الضميراعلنت حربها ومكرها عليهم اجمعين.. بهذا الجو المشحون بالكراهية ، عاش عزيز مظلوماً من القدر (امرأة ابيه تضايقة كلما رأته لوحده) ؛؛ واصبح من الواجب عليه اعلام والده بالموضوع ولكن حبه واحترامه لابيه وخوفاً عليه من الصدمة منعه من ذلك..فكركثيراً في كيفية الخلاص منهاولحساسية الموضوعلم يجد غيرالصبرعلى تصرفاتها مع اخذ الحيطة والحذر منها ، ولحين مجيء الوقت المناسب للتخلص منها،اخذت تضغط على والدته المريضةوعلى زوجته عزيزه،وتطاولت حتى على والده مستغلة حب الرجل لهاوالهيام بجمالها الاخاذ ، ولم تحترم احد في البيت ؛؛في احد الايام دخل عزيزالبيت ، وجد زوجة ابيه تنهال على زوجته بالضرب المصحوب بالكلام الجارح، حاول تخليص زوجته منها ،واذا بها تنهال عليه بالشتائم والتهديد بأنها سوف تعلم اباه بكل الذي فعله معها ؛؛ – وماذا فعلت بك ؟ التفتت الى عزيزة وقالت لها : -أن زوجك يحبني ! وكم مرة أراد مني أن أبادله الحب وارفض لانني امرأة شريفة ! وثانياً اني بمقام والدته كوني زوجة ابيه ؛ هل يرضيك ذلك ياعزيزة،لا احب ان اذكر مافعله معي ؛؛ صدّقت عزيزة قولها دون تردد، ودون ان تعرف ماذا تقصد هذه الشريرة ؟ التفتت عزيزة الى زوجها وقالت لن اعيش معك ابداً ولن اصبر على ذلك ، وعليك ان تطلقني اليوم وإلا سوف اخبرعمي بذلك ، حاول اقناعها وافهامها بانها امرأة كاذبة ،إلا انها اصرت على طلب الطلاق وافق عزيز مكرهاً على طلبها خوفاً من ان تخبر اباه بهذه الاتهامات الباطله التي وجهت اليه من زوجة ابيه الفاجرة ؟ وخوفاً عليه من الصدمة التي قد تؤدي به الى الموت؛خرجت عزيزة من البيت الى اهلها ، غاضبة مطلقة ،دون أن تذكر لهم الاسباب ؛ وسيطرت هذه الشريرة على البيت ؟ ولم يبقى إلا والدته المريضة ؛عاش عزيز معذباً لايعلم ماذا يفعل ؟ في احد الايام دخل على والدته كالمعتاد للاطمئنان على صحتها وجدها في حالة صحية سيئة ؛نقلها فوراً الى المستشفى ،وبعد اجراء الفحص عليها ، اتضح ان ام عزيز شربت كمية كبيرة من الدواء، مما أدى الى ضعف قلبها ،وسأل الطبب عزيز من اعطاها الدواء بهذه الكمية المميتة ؟ قال له : لاأدري ! وعرف ان زوجة ابيه هي التي اعطتها الدواء لكي تتخلص منها هي الاخرى،وتدهورت حالتهاالصحية على اثر ذلك وانتقلت الى رحمة الله … ازداد تعلق والد عزيز بزوجته عند فقدان والدة عزيز ،وهو لايعلم باي شيء عن تصرفات زوجته الجديدة وماذا حدث في البيت؛عزيز ترك البيت وسكن في المحل ،ويتناول طعامه من السوق ؛ إلا أن زوجة ابيه لم تتركه ، وأخذت تلاحقه وتذهب الى المحل بلا خجل وعندما يشاهدها عزيز مقبلة على المحل يترك العمل ولايعود إلا بعد مغادرتها ؛بعد مدة من هذه المعاناة والعذاب والصبر؛تعرض والده لمرض مفاجيء، لم يمهله طويلاً على اثره انتقل الى رحمة الله ..وفي نفس اليوم الذي توفي والده دخل على هذه الزوجة الخائنة والشريرة، طردها من البيت ركلاً وضرباً وخنقاًوكادت تموت بين يديه ؛وقال لها لن اسمح لك بالبقاء في هذا البيت الطاهر يوماً واحداً ، وسوف ارسل لك حصتك من الميراث ..توسلت به ، وقالت له : انها تحبه ، فقال لها : يافاسقة انت سبب طلاق زوجتي وابنت عمي ، وانتِ سبب وفاة والدتي ، ووالدي، انت عديمة الاخلاق والضمير ، كيف تفكرين بذلك وانت زوجة ابي وبمقام امي ؟اذهبي ياعدوة الله الى الجحيم ، وإلا سوف اقتلك ؛وعندما تيقنت بانه مصمم على قتلهافي حال بقاءها في البيت ، خرجت بالغزي والعار ..وعندما علمت عزيزة بظروف زوجها ومعاناته وعرفت الحقيقة ،جاءت لزوجها تطلب العفو منه واعتذرت كثيراً، قِبل اعتذارها وعادت الي بيتها ، معززة مكرمة وعاشت عزيزة وعزيز بسعادة وهناء وصفاء بعد ان دفعا الثمن غالياً..