سيدتي: لا تعرفنيي وأعرفك من كتاباتك ومن كلام بعض الصديقات اللاتي قمت بمساعدتهن قبل ذلك.. واليوم أكتب لك لأول مرة والذي شجعني هو أنك لن تعرفيني.. ولن يعرفني غيرك. عمري 22 عاماً أنهيت دراستي هذا العام والدي متوفي ولدي أربع من الأخوات تزوجت واحدة والآخريات أصغر مني.. وصغرانا في الثانوية العامة هذا العام. مستوانا المادي مرتفع فقد ترك لنا أبونا الكثير من المال والحمد لله ووالدتي تعمل في الإشراف علي محلاته بكل فروعها ولا ينقصنا شيء إلا أمي!! لا تعجبي فأمي حرمتنا منها دون قصد أو بقصد لم يعد يهمنا.. الذي يهمنا أنها ترتكب ما جعل أهل حبيبي يرفضون أن يتقدموا لها لخطبتي وطلبوا منه أن يصرف النظر.. لماذا؟ لأن أمي متزوجة بعد أبي ثلاث مرات.. نعم سيدتي ثلاث مرات فهي تعشق الرجال.. تزوجت الأول وكان صديقاً للمرحوم والدي ولم تكمل معه العام وقالت إنه طامع فيها وفي مالنا.. وبعد ذلك تزوجت برجل كان يعمل عندنا في أحد الفروع ولم تكمل معه ستة أشهر وطلقت منه لنفس السبب.. وأخيراً الثالث وقالت إنه غني ولن يكون طامعاً فينا وها هي ذي مشاكلهما تملأ البيت فهو لا يريدها تعمل ولا تتكلم مع الرجال في التجارة ولا تسهر في تقفيل حسابات ويقول لها اعتمدي علي البنات وهي ترفض وتقول له هن بنات صغيرات ومطمع ولا يجوز أن تفعل هذا وتفكر في الطلاق للمرة الثالثة وكلما تكلمنا معها قالت أنا حرة وهذه حياتي. سيدتي لقد أحببت زميلي وأحبني وأهله كانوا سعداء بتخرجه ووافقوا علي أن يخطبوا له ولكنهم رفضوا بمجرد أن عرفوا أمي وقالوا له مؤكد مثل هذه السيدة لن تنجب بنات صالحات وغضب حبيبي وذهب لدي عمه الذي قال له نفس الكلام وعرض عليه أن يخطب له ابنة عمته وهي ذات تربية عالية وقريبته وجميلة.. فترك حبيبي بيت عمه وجلس لدي أصدقائه وهو حزين وقد عرض علي أن نتزوج ونتركهم ونبحث عن عمل ونعيش بعيداً عن أمي وأهله ولا أعرف ماذا أفعل لقد دمرتنا أمي بتصرفاتها التي تشبه تصرفات الرجال.. أرجوك ساعديني وأوجدي لي الحل بسرعة.. فلقد ذبحتنا أمي.. حتي زوج شقيقتي يعيرها بأمها وتسمع السخرية من أهله ولكنها محتملة لأجل ابنها وماذا ستفعل فهي قدرنا. ** عزيزتي: ما تتكلمين عنه مؤلم بحق خاصة حين تكون الأم مصدر الحنان والدفء والرعاية بعد وفاة الأب بهذا التخبط والعشوائية.. ولكنها عشوائية حلال غير مذنبة فيها.. هي تتزوج علي سنة الله ورسوله.. التخبط في اختياراتها التي تدفعها للطلاق السريع.. ولهذا هوني عليك فغالباً تلك المرأة تبحث عن نموذج يشابه أباك ولا تجده فتنفر منهم وتلك مشكلة تعانيها المرأة حالة حبها للزوج الأول تظل تبحث عنه فيمن يمرون بباب قلبها.. والدتك بالفعل تزوجت وطلقت ولن ينفعك الندم والحسرة فهذا واقع يجب أن تعيشينه.. وتتعاملي معه ولا تكرريه في حياتك.. بمعني ألا تتصرفي التصرف الذي قد يجعلك مطلقة وأنت شابة.. ولكي أوضح لك سأشرح لك بهدوء.. للزواج تبعات منها الشقة أولاً والعفش ثانياً ومتطلبات الحياة من دفع فواتير الكهرباء والماء والأكل واللبس والدواء.. ولن نذكر الفسح والخروج.. هل أنتما قادران علي هذا بمفردكما؟! لا.. ومن هذا الباب ستدخل المشاكل التي ستفسد الحب.. فالرجل قوام بما أنفق وقد وضحها الله جلية.. قد تساعد الزوجة وتنفق ولكنها لا تقيم البيت ولهذا وضحها الله بأن قوامة الرجل بما أنفق.. وأخشي أن تعيريه في لحظة بمساعدتك وعملك والرجل الحر لا يقبل هذا يا ابنتي فينفر منك ويتركك.. المشاكل التي ستواجهونها كثيرة.. الأفضل منها مواجهة الأهل والصبر عليهم مازلت صغيرة وهو أيضاً فيبدو لي أنكما في نفس العمر هذا ما فهمته من رسالتك.. إذاً الصبر القليل اعملي ويعمل هو ودخرا وأثناء ذلك يحاول هو اقناع أهله بأنه لا تزر وازرة وزر أخري وأن الأم ليست سيئة السمعة ولكنها سيئة الحظ.. وأنكن بنات محترمات ويذكر لهم أنك رفضت الزواج منه دون علم أسرته فهذا يعلي اسهمك في عيونهم.. يا ابنتي العجلة من الشيطان وهذا ما أوقع والدتك في عثراتها التي تعانين أنت منها الآن. كوني قوية وتحدثي لأمك واشرحي لها كيف أن تهورها أضر بك وقد يضر أخواتك إن لم تتوقف عن الاستهتار فرغم مشروعية ما تفعله إلا أن الأعراف ترفض هذا العبث.. عليها أن تتأني حتي لا تخسركن وبالنسبة لأختك عليها أن تتناقش مع زوجها أن يساعدها في العمل في محلاتكم لأن زوج الأم متضرر.. لعله بهذا يلمس أن أمكن ليست عاشقة رجال كما قلت أنت ابنتها وإنما هي سيدة لا تجيد الاختيار ولا تريد أن تبقي بلا رجل وهذا حقها فهي لا تعاني الوحدة بوجودكن في حياتها وعملها ولكنها تعاني الفراغ العاطفي الذي تركه الأب.. أكرر هذا حقها بشرط أن تكون عاقلة في الاختيار حتي لا يساء فهمها أكثر من ذلك. ** همسات الصديقة/ م. ك دكرنس أهلاً بك عزيزتي يوم الأحد 5 مساء ولك تحياتي