الباحثة العروضية الشهيرة د. أحلام الحسن واستحداثها العروضي الجديد بحر المنسرح المحدث .. بقلم/ د. فاروق حمزة رفاعي

الحمد للّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمّدٍ وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين
وبعد، فهذا البحث الذي بين أيدينا يمثل ثمرة ثانية من ثمار شاعرةٍ كبيرةٍ سبق وأن طرحت لنا بحر الحلم في بحثٍ سابقٍ لها ونظمت له قصائد عديدة على منواله حواها ديوانها الأخير أو بعد الذي كان، وهذا البحث الذي نحن بصدده يمثل نبضة شاعرٍ لبحرٍ جديدٍ يعطي صورةً مختلفةً لبحرٍ من أبحر الخليل وهو بحر المنسرح وميّزت الشاعرة الدكتورة أحلام الحسن بين البحرين(الوزنين) بحر المنسرح المحدث، وبحر المنسرح الخليلي، ولاشك أنه من حق كلّ شاعرٍ أن يطلق العنان لتفكيره؛ ليخرج لنا بنات أفكاره، وما أنتجته قريحته من أشعارٍ لتسير في خطاها على نمطٍ منظّم، وهو ما نطلق عليه نظم الشعر، ولا نختلف فيما بيننا أن الشاعر يخرج ما في خياله في صورة كلماتٍ تجمعها موسيقى محددة تتوافق مع ما يشعر به الشاعر أو حالته المزاجية.
وإذا نظرنا إلى بحر المنسرح نجد أنه لطالما صعب على كثيرٍ من الشعراء الكتابة على نسجه؛ لصعوبة تفعيلاته مجتمعة، ومن هنا قل النتاج الأدبي للشعراء على هذا الوزن العروضي، مقارنةً بغيره من الأبحر، وأرى أن الشاعرة قد أصابت بطرقها الأبواب باحثةً عن مخرجٍ أو مزلقٍ تجذب به الشعراء تجاه هذا البحر، برسمها صورةً جديدةً أو ثوبًا جديدًا آخرَ لهذا البحر هو الوزن الذي بين أيدينا في هذا البحث.
وأعتقد أن الوزن الذي جادت به الباحثة يجنّب الشاعر أو الناظم أمورًا تسهّل له الإسهاب الشعري؛ فقد تداركت التفعيلات الأساسية في البحر المنسرح الخليلي بتفعيلاتٍ أخرى أكثر دقّةً وسهولةً تساعد الشعراءَ في الكتابة على وزنه بل وإتقانه، وسرعة ضبطه، وتجنّبها للتّاء المتحرّكة فيه والتخلّص منها(مفعولاتُ)؛ والتي حالت دون النسج على منواله سنينَ عديدة، ووقفت دون شهرته مثل بقية البحور الخليلية.
بالإضافة إلى تخلّصها من لزوم الطّي في أضرب المنسرح الخليلي (مستعلن)، والعدول إلى تفعيلة أخرى هي (مفاعلتن) التي لا يدخلها الطّي.
هذا وبالله التوفيق
( تمّ بنجاحٍ تامٍ اجتياز بحر المنسرح المحدث من قِبل اللجان المختصة في علم العروض واللغة العربية والنقد واللسانيات ، والتي أشرفت على التحقيق والتدقيق بجامعة قناة السويس بجمهورية مصر العربية، وتمّ نشره بمجلة " الاستواء" المحكمة الدولية بالعدد 22 لسنة 2021، كما تمّ التوثيق بدار الكتب والوثائق بجمهورية مصر العربية، ونشره على قاعدة بيانات Scopus للبحوث العلمية والأكاديمية الدقيقة وحفظ حقوق الملكية الفكرية لمبتكرته أ.د.أحلام الحسن ، والذي تتألف تفعيلاته من الآتي:
مستفعلن فاعلن مفاعلتن
منسرحٌ فيهِ يُضربُ المثلُ
ملاحظة : تجمع بحر المنسرح وبحر المقتضب تفعيلة " مفعولاتُ " وعليه يبقى حقّ الملكية الفكرية للمبتكرة.)
*كاتب المقال
دكتوراه في النحو والصرف والعروض
معلم أول أ.مدرب معتمد لدى
الأكاديمية المهنية للمعلم