علقت صحيفة "هآرتس" على ما اعتبرته قرب تلاشي الخصومة بين إيران والسعودية، بالقول إن إسرائيل أصبحت وحيدة على ما يبدو في ظل الانهيار المستمر للتحالف النظري بين تل أبيب من جهة والسعودية ودول عربية أخرى ضد طهران، والذي بدأ مع الإطاحة برئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان وتعيين الجنرال يوسف الإدريسي بدلًا منه. التقارب الذي تكلل حتى الآن بدعوة وزير الخارجية سعود الفيصل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، عبر عن نفسه على حد وصف التقرير الإسرائيلي – بشكل عملي من خلال التعاون بين السعودية وإيران في مسألة تشكيل حكومة لبنانية بعد أشهر من الخلافات الداخلية. كذلك تراجع الحديث الإعلامي داخل إيران عن قمع الشيعة في البحرين، كما تم إغلاق قنوات تلفزة في مدينة قم – يمتلكها رجال دين شيعة متطرفين، اعتادوا الهجوم بشدة على السُنة والسعودية- وذلك بناءً على طلب سن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بحسب "هآرتس". وأشارت الصحيفة إلى أنَّ التقارب بين السعودية وإيران والذي من المتوقع أن يصل حد تطبيع العلاقات من شأنه أن يخلف انعكاسات بعيدة المدى على توزان القوى بالمنطقة، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وضع الولاياتالمتحدة كحليف تقليدي للرياض وكمن تسعى للتوصل لمصالحة سياسية مع طهران. كان مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قد تحدث عن تحسن العلاقات بين واشنطنوإيران في شهر فبراير الماضي خلال حديثه للصحفيين على هامش المحادثات النووية قائلاً: "عندما تكون لدي مشكلات يجب حلها مع الإيرانيين فإني أعرف مع من يجب على الاتصال. رجالنا يستخدمون البريد الإلكتروني مع نظرائهم في إيران وذلك لتجاوز العقبات". وقبل شهور قليلة لم يكن أحد يتوقع أن تصل العلاقات بين واشنطنوطهران إلى حد تبادل الرسائل الإلكترونية بين مسؤولي البلدين. لكن بعد إجراء جولة جديدة من المحادثات النووية الأسبوع الماضي والتي وصفها وزير الخارجية الإيراني ب" الجيدة والتفصيلية" فإن الحديث في واشنطن لم يعد يدور عن إمكانية التوقيع على اتفاق نهائي بشأن برنامج طهران النووي، بل عن موعد هذا الاتفاق. وتسعى واشنطن- بحسب" هآرتس"- لأن تشهد جولة المحادثات الثلاثية التي ستجري في يوليو المقبل التوصل إلى مسودة نهائية للاتفاق. لن يتمخض هذا الاتفاق فقط عن رفع معظم العقوبات إن لم تكن كلها عن إيران، بل بدء تطبيع للعلاقات بين الدول الغربيةوإيران. وهو ما يرى البعض أنه سوف يقوض وضع روسيا والصين، بعد أن ظلا على مدى 35 عاما أصدقاء طهران الأكثر قوة. كذلك فإن السعودية التي تتوقع هذا المستقبل، لا تريد أن تبقى منعزلة في الجبهة المعادية لإيران والتي بدأت تتلاشى، على حد وصف التقرير الإسرائيلي. ووصلت الصحيفة إلى استنتاج مفاده أنه "خلال هذه العملية سوف تبقى إسرائيل وحدها تقريبا في موقفها الرافض للاتفاق مع إيران. ال "تحالف" النظري الذي سوقه نتنياهو، والذي يقضي بتمسك السعودية ودول عربية أخرى بمواقف إسرائيل آخذ في الانهيار. صحيح أنه بإمكان إسرائيل أن تسجل لصالحها جهود الاصطفاف الدولية لفرض عقوبات ثقيلة على إيران كذلك التهديد بعمل عسكري أتى على ما يبدو أكله. لكن بهذا انتهى دور إسرائيل