اشتدت وتيرة التركيز علي الملف النووي الإيراني بعد هدوء الملف السوري مؤقتا فما زال بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يعطي تصريحات نارية بعد وصول حسن روحاني للحكم وتصاعدت لهجته التحذيرية بعد بادرة تقارب بين طهرانوواشنطن إثر مكالمة تليفونية قصيرة بين أوباما وروحاني وكأن إسرائيل لا تريد لهذه المنطقة أن تهدأ أو يستقر لها حال لدرجة أن صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية كشفت ان نتنياهو يشعر بالفزع خوفا من التقارب الأمريكي الإيراني. وكان الأمريكان والإيرانيون قد اختصروا المسافات وبدأت فعلا خطوات التقارب الملموس فقد ذكرت أن نتنياهو أعطي أوامره بشن غارات جوية علي إيران بحسب ما قاله ياكوف ابين المحلل العسكري الإسرائيلي في معهد جيت ستون وذلك حتي يضع المجتمع الدولي أمام خيار التدخل عسكريا لتدمير برنامج ايران للاسلحة النووية وذلك بعد أن خفت الضغوط الأمريكية علي إيران وبالفعل قامت إسرائيل بإنشاء المنصات العسكرية لمهاجمة الطائرات المقاتلة إف16 وإف15 الإيرانية والصواريخ الباليستية المتوسطة المدي في حال تدخل حزب الله في وضع الاستعداد. ووفقا للصحيفة فقد أظهر استطلاع حديث للرأي أجري في إسرائيل أن84% من الإسرائيليين لا يعتقدون أن الجهود الدبلوماسية مع إيران سوف تكون مثمرة ووجد الاستطلاع نفسه أن66% من الإسرائيليين يدعمون هجوم منفرد علي إيران من قبل الجيش الإسرائيلي لكن الاستطلاع أظهر أن غالبية الإسرائيليين لاتزال تجد من الضروري أن أي قرار عسكري ينبغي أن يحصل أولا علي الضوء الأخضر من أمريكا. ومن جانبها رأت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية أن المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني ستكون له عواقب جيوسياسية كبيرة خاصة وأن تحسن العلاقات الإيرانيةالأمريكية يضر بالعلاقات بين واشنطن والسعودية إذ أن علاقات إيران مع السعودية كان لها تاريخ فريد من الصعود والهبوط حتي قبل الثورة الإسلامية عام1979 وذلك عندما شعر السعوديون بعدم الارتياح من محاولات الشاه لتعزيز قدرات الجيش الإيراني. وتعد إيران أيضا عدوا اقتصاديا لدول الخليج إذ أن إذابة العلاقات سيؤدي إلي زيادة إنتاج البترول في إيران, وهو ما يعني أن دول الخليج سوف تقابل خسارة كبيرة حيث تشير التقارير أن صادرات السعودية من البترول وصلت أخيرا إلي أعلي مستوي علي الإطلاق حيث قفزت إلي أكثر من10 مليون برميل يوميا أي أعلي معدل لها منذ الثورة الإيرانية وبالتالي فإن المصالحة الإيرانيةالأمريكية تقلل من قدرة السعودية في بيع احتياطياتها الهائلة من البترول في السوق العالمية. وقد رأت مجلة بوليسي ميك الأمريكية أن هناك حاجة ماسة لاستمرار المصالحة بين واشنطنوطهران وإنه حان الوقت لاجراء محادثات مباشرة مع إيران بعكس ما تراه إسرائيل فالدبلوماسية الأميركية مع إيران سوف تأتي ينتائج إيجابية حتي علي إسرائيل نفسها حيث أن القيادة السياسية في إيران سوف تقوم بمعالجة المخاوف الغربية بشأن البرنامج النووي من خلال الدبلوماسية وفي الوقت نفسه, فإنه ليس من الواضح أن إيران سوف تكون قادرة علي الاتفاق علي النتائج اللازمة للولايات المتحدة لتخفيف العقوبات في أحدث جولة من المحادثات ابتداء من يوم15 أكتوبر الجاري في جنيف فربما لا تكون مستعدة لقبول تخفيضات في برنامجها النووي إلي المستوي الذي يرضي المجتمع الدولي وبخاصة إسرائيل والولايات المتحدة ومع ذلك لا ينبغي التقليل من أهمية هذه المبادرات الدبلوماسية حتي لا يكون هناك صدي للاقتراحات بتوجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية وربما تنجح المساعي الأسبوع المقبل في إقناع إيران ببعض التنازلات في برنامجها النووي. رابط دائم :