الدراسة في كلية الترجمة تستغرق ثلاث سنوات للحصول على درجة الليسانس ثم عامين للحصول على درجة الماجستير ويتدرب الطلبة على الترجمة باللغة العربية أهم العقبات التي يمكن أن تواجه الطالب هي رسوم الجامعة التي تبلغ 1000 فرنك سويسري سنوياً تُدفع على قسطين بالإضافة إلى تكاليف الإقامة الميزة الكبرى لهذه الكلية هي هيئة التدريس التي تتألف بأكملها من مترجمين محترفين يعملون في منظمات دولية مما يثري المعرفة العملية للطالب ويؤهله للعمل أتمنى شراكات بين كلية الترجمة بجامعة جنيف وكليات الترجمة المشهورة في الوطن العربي من قبيل كلية الألسن في مصر جنيف – فتحية هاني في مدينة جنيف التي تمتد جذورها في التاريخ لما يربو على 450 عاماً كانت وتظل جامعة جنيف صرح المعرفة ومنارة العلم في سويسرا وأوروبا، تخرج منها أجيال من الطلاب الذين بنوا الحضارة في سويسرا وأوروبا. استوقفنا أمر، وهو وجود عدد من الطلبة العرب، وبالتحدث معهم عرفنا أن الجامعة تضم كلية ترجمة للغة العربية. بوابة "الزمان المصرى" أرادت مقابلة أحد الأساتذة، فبحثنا وفتشنا وكنا دائماً نسمع من الطلبة اسماً يتكرر. حرصنا على أن يكون هذا اللقاء مع هذه الشخصية التي لها باع طويل في مجال الترجمة والمجال الأكاديمي، وبالتالي لم نبحث طويلاً إذ كانت هناك شخصية تفرض نفسها. وكان لنا لقاء مع الأديب والأكاديمي الأستاذ علاء درويش رئيس قسم الترجمة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وتنقل الأستاذ علاء درويش بين منظمات الأممالمتحدة المختلفة من نيويورك إلى باريس وفيينا وروما وخبر الترجمة وآلياتها، فضلاً عن أن له باعاً أيضاً في التدريس الأكاديمي بحكم عمله كأستاذ في كلية الترجمة بجامعة جنيف. وللأستاذ علاء درويش مؤلفات قيّمة تُدرّس في الجامعة، وله رؤى في مسألة الترجمة وتطوير تدريسها في الجامعات. بداية، هل لك أن تعطينا نبذة عن نشأة كلية الترجمة بجامعة جنيف؟ تأسست مدرسة الترجمة الفورية في جامعة جنيف في عام 1941، ثم تحولت إلى مدرسة الترجمة الشفوية والتحريرية في عام 1972، ثم إلى كلية الترجمة الفورية والتحريرية في عام 2011. وتضم الكلية أقسام ترجمة باللغات المختلفة مثل الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والعربية والإيطالية. وهذه الكلية من أفضل كليات الترجمة على مستوى العالم، وتمتاز بالجانب العملي في التدريس ذلك أن جميع المدرسين في الكلية يعملون مترجمين بالفعل أو رؤساء أقسام في منظمات الأممالمتحدة الموجودة في جنيف، مما يُكسب الطلبة خبرة عملية ممتازة تؤهلهم لاجتياز مسابقات الأممالمتحدة والعمل فيها. كما أن وجود الكلية في مدينة جنيف يتيح للطلبة فرصة ثمينة للحصول على فترات تدريب في مختلف منظمات الأممالمتحدة، مما يصقل قدراتهم في مجال الترجمة. ما هي الشهادة الجامعية التي يحصل عليها الطالب عند تخرجه؟ الدراسة في كلية الترجمة، شأنها شأن الدراسة في جميع الكليات والجامعات الأوروبية، تستغرق ثلاث سنوات للحصول على درجة الليسانس ثم عامين للحصول على درجة الماجستير. ويتدرب الطلبة على الترجمة باللغة الأم، وهي اللغة العربية، إضافة إلى الإنجليزية والفرنسية وبذلك يتخرج الطالب وهو يجيد ثلاث لغات مما يعطيه ميزة نسبية، خاصة في مسابقات الأممالمتحدة. وكيف يمكن الالتحاق بالكلية؟ يلتحق الطلبة عادة في الكلية بعد الحصول على شهادة الثانوية العامة وتقديم طلب التحاق في شهر مارس/أبريل ثم خوض اختبار في أغسطس/سبتمبر في الترجمة من الإنجليزية والفرنسية إلى العربية لتقييم مستوى الطالب. ويجوز أيضاً للطلبة الالتحاق بالجامعة في الصف الثاني أو الثالث أو حتى درجة الماجستير بعد تقديم ملف للجامعة يفيد بأنه قد درس في بلده عدداً من السنوات الجامعية. ما هي العقبات التي يمكن أن تواجه الطلبة أثناء فترة الدراسة؟ العقبات التي يمكن أن تواجه الطالب هي أساساً رسوم الجامعة التي تبلغ 1000 فرنك سويسري سنوياً تُدفع على قسطين بالإضافة إلى تكاليف الإقامة، وتوفر الجامعة بالاتفاق مع السلطات السويسرية عدداً من تأشيرات الدخول إلى سويسرا للطلبة الوافدين من الخارج للدراسة في سويسرا. وما هي الميزة التي تتمتع بها هذه الكلية؟ أرى أن الميزة الكبرى لهذه الكلية هي هيئة التدريس التي تتألف بأكملها من مترجمين محترفين يعملون في منظمات دولية مثل الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية مما يثري المعرفة العملية للطالب ويؤهله للعمل. إن الجانب العملي يغلب على الجانب النظري في الترجمة، ولذا فإن الترجمة من الدراسات العملية التي لابد من ممارستها والتدرب عليها تحت إشراف مترجمين متمرسين، ووجود هذه الكلية في جنيف يتيح الفرصة للطلبة للاحتكاك والتدرب واكتساب الخبرة. وليس من باب المصادفة أن عدداً كبيراً من الذين ينجحون في مسابقات الأممالمتحدة والذين يعينون في الأممالمتحدة هم من خريجي كلية الترجمة بجامعة جنيف. وأود أن أدعو الطلاب المحتملين إلى النظر في إحصائيات الناجحين في مسابقات الأممالمتحدة للترجمة لملاحظة أن عدداً كبيراً من الناجحين قد تخرجوا في كلية الترجمة بجامعة جنيف. كما أن وجود هذه الكلية في جنيف، أي في وسط أوروبا بالقرب من باريس ولندن وفرانكفورت وفيينا وميلانو ييسر على الطالب التنقل بين تلك المدن والعمل والإقامة في أي من بلدان الاتحاد الأوروبي، ويفتح أمام الطالب آفاقاً كثيرة ومتنوعة. كيف يمكن تحقيق التواصل بين البلدان العربية والكلية؟ بدأت العمل أستاذاً في كلية الترجمة بجامعة جنيف في عام 2006، ولاحظت منذ البداية ضعف عدد الطلبة في قسم الترجمة العربية. وهذا يرجع إلى عدم المعرفة في البلدان العربية بهذه الكلية وقلة عدد أبناء الجالية العربية في سويسرا المؤهلين للالتحاق بها. على أني أرى أن زيادة عدد الطلبة سيعزز مكانة الكلية وشهرتها. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الإجراءات التالية: إقامة شراكات بين كلية الترجمة بجامعة جنيف وكليات الترجمة المشهورة في الوطن العربي من قبيل كلية الألسن في مصر؛ الإعلان عن اختبارات القبول بكلية الترجمة بجنيف في الجامعات العربية والصحف العربية واسعة الانتشار؛ إقامة برامج لتبادل الطلبة لمدة فصل دراسي أو عام دراسي بين كلية الترجمة بجنيف وكليات الترجمة الموجودة في العالم العربي، على غرار برنامج إراسميس بين الجامعات الأوروبية؛ تبادل المدرسين بين الجامعات وتوفير دورات دراسية صيفية بالاشتراك بين الجامعات. هذه ليست إلا أمثلة وهناك تدابير أخرى يمكن اتخاذها بالطبع.