وهكذا الدنيا يولد الانسان وينمو يصول ويجول يجتهد يخفق ويتقدم رحله طويله قد يتعثر فيها الإنسان وقد يشار اليه بالبنان المؤكد انها لاتسير علي وتيره واحده وفي الرحله تتقابل مع الكثيرين منهم من يتعلق بك تنصهران كأنه شقيقك أو اخيك الذي لم تلده أمك . الجينات واحده القلوب متقاربه بل مؤتلفة . منذ سبع سنوات تقريبا تعارفت علي الراحل الكريم الشهيد بعون الله المرحوم اخي وصديقي المستشار / محمد حامد الفقي فريد في تعامله مع الناس حريص علي توقير الكبير واحترام الصغير مثقف محب لعمله يميل دوما الي الرأفة والرحمه بعباد الله .في النيابه الاداريه بكفر الشيخ تعارفنا فهو أبن الاستاذ الدكتور / حامد الفقي من الفقهاء البحريه بسيدي سالم وتحديدا من أبو داود الفقي هي مسقط الرأس وبلد الأباء والأجداد . ولظروف العمل انتقل الي مدينه طنطا حيث يعمل والده استاذا في جامعه الازهر بكليه الشريعه والقانون ومن خلاله تعارفت علي الوالد والاخ الكريم الشهيد بأذن الله الاستاذ الدكتور / حامد عبده الفقي أصيل وأبن ناس منذ اللقاء الأول كأنه أعرفه منذ سنوات طوال فهو أحد اعلام الازهر الشريف ومعلوم للكافة وله مكانه عند تلاميذه الذين شملوة بالثناء كثيرا وفي كل المناسبات كنت أتباهي به وافتخر فهو أستاذ بدرجه انسان قالوا عنه انه نبيل وخلوق ومعروف بالحنو علي طلابه وهي صفات توجت مسيره عمله في الجامعه العريقة فقد عمل استاذا ثم وكيلا لكليه الشريعه والقانون ثم عميدا لكليه الدراسات العربيه بدمنهور حتي أحيل الي التقاعد منذ ثلاثه اعوام تقريبا وتفرغ للتدريس والاشراف علي رسائل الماجستير والدكتوراه وتوجيه النصائح لتلاميذة . لم تنقطع صلتي بهما من خلال التواصل الدائم والمستمر فلايكاد يمر اسبوع الا ونتكلم عبر وسائل التواصل الاجتماعي او بالهاتف مرات عديده كنت اشفع لطالب قصدني عند الاستاذ الذي كان يقدر شفاعتي . وكان دائم الابتسامه عندما كنت اتصل به . منذ ايام علمت انه نقل الي مستشفي كفر الزيات للعزل بعدما ظهرت عليه اعراض الفيروس اللعين ( كورونا) اتصلت علي الفور بأخي المستشار / محمد للأطمئنان وكانت المفاجأة انه رفيق لوالده في الحجز انقبض قلبي دعوت لهما بالشفاء الذي لايغادر سقما وكنت دائم التواصل بهما حتي اللحظات الاخيره لم أكن أتصور ان طائر الموت يحوم حولهما وأن الساعه قد أقتربت. صباح الأحد أرسل لي المستشار / محمد رساله عبر الواتس طالبا مني الدعاء للوالد . انقبض القلب واصيبت بقشعريرة طوال اليوم وانا افكر فيهما وأدعوا لهما بعد منتصف ليل الأثنين ترامي الي مسامعي الخبر المفجع والمؤلم ان الوالد رحل الي العالم الاخر والباقي ترك دنيانا الفانيه الي جنات عرضها السماوت والارض أعدت للمتقين فقد كان من الصالحين فعلا نحسبه كذلك ولانزكية علي الله ولحقه الأبن النبيل والبار المهذب المحب لكل البشر واسع الأفق بعدها بساعه تقريبا.. رحل الجسد وبقي كل منهما بسيرته وعطاءه وحب الناس لهما وهكذا تنتهي الرحله ولابد لها من انتهاء فالموت حق علينا جميعا وهو كأس لابد للجميع من الشرب منه .وانما يعجل بخيارنا وهكذا ذهب الأخيار شهداء بالفيروس اللعين الذي طار النبلاء .. أدعوا الله عز وجل لهما بالمغفره والرحمه وان يكونا في رفقه النبين و الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا اللهم امين .ولاحول ولاقوه الا بالله .. ا*كاتب المقال