في الماضي لم يكن النشر في الدوريات الأسبوعية أو اليومية سهلا .كان لابد من رحلة كفاح ونضال طويلة وممتدة في بداية الأمر كنت احرص علي المراسلة وفي نهاية المطاف يتم بتر نصف الموضوع أو أكثر وكان الواحد منا في غاية السعادة عندما يشتري الدورية الاسبوعية أو الجورنال اليومي فيجد كلماته وأسفلها أسم العبد الفقير . كنا مجموعة من الهواة لايعرف بعضنا بعضا همزه الوصل بينهم أنهم لايعرفون التعب أو النصب ولايجد اليأس طريقا إلي قلوبهم فهم حريصون علي الكتابة والابتكار . مرات عديدة قررت أن اقلع عن هذه العادة إلا أن بعض الكتاب كانوا يدفعوني إلي الأمام. لا أنسي أخي الأكبر السياسي والكاتب الكبير والمثقف الموسوعي وأستاذ الأجيال الكاتب العروبي عبد الغفار شكر .ومن كلماته التي لاأنساها أنت تكتب كويس في القضايا الإنسانية وتمتلك موهبة رصد الخلل فيما يكتبه الكبار . شهادة كنت أعتز بها . في كل الموضوعات تقريبا وفي كل المناسبات . من الأسماء التي مازلت أحتفظ بها الراحل عبد الرحمن بن لطفي وأعتقد انه كان صعيديا من خلال صورته التي نشرت له لمرات في جريده الشعب وفي أحيان كثيرة كان يكتب مقاله ويشير إلي نفسه بالداعية الإسلامي وأرجح الأقوال انه كان من هواه الدعاة . أما الأستاذ الراحل /عوض الفقي فهو من رجال التعليم هكذا أختار لنفسه هذا التوصيف وكان رصينا في كتاباته غزيرا فيما يكتب فقد كانت صفحات بريد القراء تعرفه جيدا فهو متابع جيد لمقالات كبار الكتاب وحريص علي التعليق علي مايكتبون سلبا أو إيجابا وكانت له رؤية وأسلوب متفرد في الكتابة لم التقية إلا أن التقيت اخي الشيخ / هاشم الفقي إمام وخطيب مسجد سيدي ابراهيم الدسوقي وحاليا مدير عام الدعوة بأوقاف الإسكندرية وحكي لي عنه الكثير والكثير وتمنيت أن اكتب عنه كتابا لو أتيحت لي المواد التي كتبها ففيها المزيد والمزيد للوقوف علي شخصيته النبيلة والخلوقة رحمه الله تعالي وقد علمت أنه توفي الي رحمه الله تعالي بعد رحلة عطاء مستقرة ومستمرة وعلاقات متشعبة مع كبار الكتاب ومنهم الراحل الأستاذ / أنيس منصور أبن الدقهلية قبل بلوغه الستين من العمر . كذا من الشخصيات التي تعارفت عليها من خلال الكتابة الراحل الأديب الدكتور / احمد خالد توفيق ابن الغربية فقد كانت همزه الوصل بيننا أن بريد القراء في الكثير من الجرائد اليومية أو الاسبوعية لايخلوا من كلمة لي أو له . كنت ابحث عما يكتب فقد كان صاحب حس أدبي ونبيل في كلماته وقد زاع صيته بعد ذلك ورحل وهو في الخمسين من عمره بعد رحله عطاء أدبي شهد له الجميع من اتفق معه ومن أختلف .رابع هذه الأسماء التي كانت ملئ السمع والبصر في بريد القراء في الزمن الماضي وأصبح كاتبا مرموقا هو الأستاذ / محمد عبد المقصود الموجي والذي كان يحرص علي تذييل كتاباته بقانوني بجامعه المتصورة هكذا كان يكتب وهو صاحب قلم حر ورأي تلمس من خلال كتاباته أنه دوما مهموم بالوطن حريص علي وحدته يستشرف دوما الأمل ويستنهض الهمم من خلال مايطرح وقد رحل عن دنيانا في النصف الأول من عام 2011وقد كتب عنه الكاتب والأديب بلال فضل بعد وفاته في المصري اليوم بعنوان ( رحيل رجل جميل ) ليس فى هذه الدنيا عدل، ولذلك لا تجد الصحف تنشر خبراً بعنوان (رحيل القارئ فلان)، بل تتحيز فى أنباء الرحيل للكُتاب فقط، أما القراء فعليهم أن يدفعوا ثمن الإعلان عن رحيلهم فى صفحات الوفيات، مع أن القارئ لا يقل أهمية للصحيفة عن الكاتب، إن لم يكن الأهم منه بمراحل فهو الذى يصرف على الصحيفة ويسهم فى الصرف على الكاتب ذات نفسه، فضلا عن أنه فى أحيان كثيرة يكون أقدر على الكتابة من الكاتب ذات نفسه أو هو يعتقد ذلك على الأقل، لكنها الدنيا التى إذا أقبلت باض الحمام على الوتد، وإذا أدبرت بال الحمار على الأسد. أما كاتبنا النبيل الأستاذ / يحي النجار وهو من محافظة دمياط فهو غزير العطاء يكثر من الكتابات الاسلامية مرات عديدة أقرأ له الكثير من المقالات في شتي فروع المعرفة فهو موسوعي متألق دوما دعواتي له بالصحة وموفور السعادة وراحة البال وللحديث بقيه .. *كاتب المقال