وطني : سامحني ، فلن أستطيع أن أكتب فيك شعرا ، فلست بشاعر ،، ولا أستطيع أن أوفيك قدرك في قصة أو مقال ، فلست بكاتب كبير ولا أديب عظيم ،، وتعجز مصطلحات اللغة بين يدي في أن تكتب كلمة ترادف كلمة ” وطن ” .. لكنني سأحاول توصيل رسالتي بقدر استطاعتي واجتهادي …. لقد اقتلعتنا الغربة من تراب الوطن والقت بنا في متاهات بعيدة جعلتنا نحلم باحلام جديدة كنا في البداية نتطلع للعيش بحياة افضل واكرم وكنا نتطلع بنظرة من الامل ، ونطمع في تحقيق المزيد والمزيد من الطموحات والأحلام ولكن دوام الحال من المحال ، وسنة الله في أرضه ، فعلى شؤاطىء الغربة تحطمت هذه الذكريات ، وابتلينا بالأزمات ،، فتأججت في اعماقنا نيران الحنين والشوق الى الاهل والوطن وقرت في الانفس غصة وفي العين دمعة ،،ولعله خير ،، فلا يعرف قيمة الوطن الا من فقد الوطن ،، فعند الأزمات والشدائد من لنا بعد الله -سبحانه ، نحس به ونلجأ اليه الا الوطن الغالي …. وسأدخل في صلب الموضوع …… الجميع تابع علي مدار الأيام الماضية أخبار ومشاهد قاسية لمواطنين مصريين يعملون بالخارج في دول عربية وأجنبية،، وهم يناشدون المسؤولين بمصر بضرورة التدخل لإعادتهم إلي وطنهم وإنقاذهم من المعاناة التي يعيشونها في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها جميع دول العالم وجائحة كورونا التي عصفت بمستقبل وأرزاق فئات كبيرة من أبناء مصر العاملين بالخارج ،، وجعلتهم يعيشون في وضع وظروف غير مقبولة على الاطلاق لا علي إنسانيتهم ولا علي كرامة بلدهم، خاصة بعد تعالي صيحات الحاقدين على مصر ، وطفحت المجاري من أفواه الكارهين للمصريين ،، فقد وصل الحال ببعض أبناء مصر الأعزاء في دول عربية ألا يجدون طعام يومهم وأخرين ينامون في العراء أو بمراكز الإيواء… — بكل تأكيد كلنا نشاهد مجهودات المسئولين بمصرنا العزيزة ،، ونشيد ونفتخر بما تبذله مؤسسات الدولة من جهود جبارة في محاولة منها للتعامل مع جائحة كورونا بكل حنكة وذكاء وفن ادارة الأزمات ،، ولا ينكر ذلك الا كل جاحد حاقد ، او متأمر خائن ،، ونحن على يقين وثقة بأن الأمر محل اهتمام شديد من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن جهات الاختصاص ،، وعلى يقين بأن الحل قريب ان شاء الله .. وتابعنا إعلان الحكومة والذي صدر قبل أيام، عن استهدافها خلال الفترة القادمة – إعادة 3378 من المواطنين العالقين، بعدما اعتمدت تعريفًا ل “العالق” بأنه كل مصرى كان فى زيارة مؤقتة لإحدى هذه الدول، أو كان مسافرًا بغرض السياحة، أو فى رحلة علاج، أو فى مهمة عمل، أو نشاط تجارى، أو ثقافى، أو كان حاضرًا فى مؤتمر بالخارج، أو من الطلاب الذين أغُلقت المدن الجامعية الخاصة بهم، ولم يتمكنوا من العودة إلى مصر بسبب توقف حركة الطيران ،، ونجد أن معظم هذه الفئات المذكورة متواجدة في دولة الكويت الشقيقة ،، لوقوعهم في عمليات نصب مع تجار الاقامات والتأشيرات بالكويت التي تلقي اللوم على المصريين الان ، رغم أنهم ضحية لعمليات نصب ممنهجة ،،ويبلغ عددهم حوالي 6700 مواطن في مراكز إيواء، وينتظرون الترحيل لمخالفة شروط الإقامة. نعلم أن مصرنا الحبيبة لم تفرط في أبناءها لا في الداخل ولا الخارج ، ولن ترضى لهم الذل ولا الاهانة ،، وفي الوقت نفسه نشفق على الدولة فيما تبذله من مجهودات لان الوضع استثنائي والمحنة شديدة ومفاجئة ،، ونرى الدولة تبذل قصار جهدها وتعمل على قدم وساق من أجل الخروج من هذه الأزمة بكل تداعياتها وأبعادها في محاولة منها لحماية أبناء هذا الوطن الغالي … فكيف تكون خطط الحكومة في اعادة تلك الملايين ، خاصة لو استمرت الأزمة لشهور الصيف وهو موعد الاجازة الصيفية لمعظم العاملين بالخارج وخاصة المعلمين والمعلمات وأسرهم ؟!! هل وقتها تستطيع الدولة استيعاب كل هذه الملايين في وقت واحد ؟!! ولذلك نناشد نحن أبناء مصر بالخارج جميع المسئولين بالدولة بدراسة الأمر ، وايجاد الحلول على قدر امكانيات الدولة ، فلا نريد أن نثقل عليها ،، ومصر تستطيع باذن الله الخروج من أي أزمة ، لانها عريقة وعظيمة .. ونطرح بعض الحلول وعلى الجهات المختصة دراستها .. أولا : تكليف السفارات والقنصليات المصرية باستقبال بيانات الحالات ذات الأولوية القصوي ، ومن ثم فحصها وتحديد العاجل منها للبدء في تنفيذ خطة إجلاء منظمة علي عدة مراحل، وبحيث يتم استقبال العائدين مباشرة، بعد الكشف عليهم بالمطارات ،، ومن تثبت الفحوصات اصابته او الشك فيه يتم حجزه فورا وتحويله الى المستشفيات ،، ومن تثبت عدم اصابته يذهب الى الحجر الصحي … ثانيا : فتح وتجهيز ( المدارس .. الجامعات .. المدن الجامعية والطلابية … المساجد … الكنائس …. النوادي والملاعب ومراكز الشباب …. السكنات والفنادق لأصحاب الخير والتطوع ) وتجهيزها بأغراض بسيطة وغير مكلفة ،، واعتبارها أماكن مخصصة للعزل ولمدة 14 يومًا، ومن يريد أماكن غير المحددة من المقتدرين ، عليهم بالذهاب الى الفنادق وبسعر التكلفة لمن يتحمل دفعها … وأخيرا… كلنا نعلم أن الأزمة التي خلقها انتشار “فيروس كورونا” كبيرة فعلًا، وأن التحديات التي تواجه مصرنا الحبيبة صعبة للغاية ، إلا أننا على يقين بأن مصر تستطيع ،، فقط نحتاج الى بذل كل الجهود الممكنة ومن الجميع في إطار الأولويات التي يحتاج إليها المواطن المصري، ومن بينها هذا المطلب الهام جدًا، والذي ننتظر من الحكومة وجهات الاختصاص الاستجابة السريعة له ليس فقط للأسباب الإنسانية التي تكشفها بوضوح الاستغاثات التي نشاهدها في كل مكان ،، وخاصة بعض الدول العربية التي تضغط على المصريين لديها ،، واستغلت الأزمة في مهاترات للتقليل من شأن مصر ،، واستغلها أيضا أعداء الوطن والمتربصين به في محاولة خسيسة لاظهار الدولة المصرية بانها عاجزة … في النهاية … أزمة كورونا ستمر ان شاء الله ، وأبناء مصر بالخارج متفهمون للأمر – مؤمنون بالله ،وواثقون في دولتهم ورئيسهم وحكومتهم واخوانهم في الداخل ،، ونسأل المولي القدير لوطننا، وأمتنا، والإنسانية أجمع رفع البلاء والوباء … حفظ الله مصر وقائدها وشعبها ومؤسساتها من كل سوء ومكروه .