قرار هام من التريبة والتعليم حول تظلمات الدفعة الثانية ل 30 ألف معلم    دول حوض النيل فى قلب مصر    احتياطيات النقد الأجنبي بالهند تسجل 693.62 مليار دولار    انطلاق «أحلام الأجيال».. مبادرة تجمع كبار السن والأطفال فاقدي الرعاية بالإسماعيلية| صور    وزير الخارجية: لابد من إيجاد أفق سياسي لتحقيق تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية    فيديو| سفير الهند: العلاقات المصرية الهندية شراكة تاريخية تمتد من عصر غاندي وسعد زغلول إلى السيسي ومودي    مطار العريش يستقبل طائرة كويتية تحمل مساعدات إنسانية لصالح الفلسطينيين بغزة    رياضة ½ الليل| كارثة شوبير.. الأهلي يرتقي للوصافة.. زيزو بطل الليلة.. الحرس يتخطى البنك.. وبداية تهديفية لصلاح    محمد صلاح يحطم أرقامًا قياسية جديدة في افتتاح البريميرليج    عبد البديع وأبوفندي يمثلان مصر في إدارة البطولة العربية لألعاب القوى للناشئين بتونس    بعد ساعات.. غلق كلي ب كوبري الجلاء في الاتجاهين لمدة 3 ساعات    تفاصيل ضبط راقصة بتهمة نشر مقاطع خادشة للحياء بالهرم    «الدخاخني» و «الجيزاوي» يتفقدان مستشفى بنها الجامعي للاطمئنان على الخدمة المقدمة للمرضى    بعد استغاثتها.. قرار مهم من الثقافة والمهن التمثيلية بشأن شكوى الفنانة نجوى فؤاد    تجاوزات وتحقيق واعتذار.. القصة الكاملة لأزمة بدرية طلبة | شاهد    «درويش»..متعة بصرية وإثارة    بمشاركة محافظ المنيا ونائب وزير الصحة.. اجتماع موسع لبحث تطوير المنظومة الطبية    تأثير كوب القهوة يختلف من شخص لآخر.. اعرف السبب    لأول مرة بمستشفى أشمون العام.. تركيب منظم دائم لضربات القلب    وزارة السياحة تتنازل عن ملاحقة مصمم فيديو المتحف الكبير    سعر الدولار الآن مقابل الجنيه والعملات الأخرى السبت 16 أغسطس 2025    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الفوز على فاركو برباعية    مدرب فاركو بعد الهزيمة من الأهلي: التغييرات الكبيرة في صفوف الفريق أثرت على الأداء    بتسجيل محمد صلاح.. ليفربول يحبط انتقاضة بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي    أول تعليق من ريبيرو بعد فوز الأهلي أمام فاركو بالدوري    ريبيرو: الأهلي حقق الفوز على فاركو بالأسلوب الخاص بنا    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 16 أغسطس 2025    موعد صرف مرتبات أغسطس 2025 بعد زيادة الحد الأدنى للأجور    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2205 فلكيا.. والإجازات الرسمية المتبقية في العام    تليفزيون اليوم السابع يستعرض أبرز ما يميز النسخة المطورة من تطبيق مصر قرآن كريم.. فيديو    انسحاب منخفض الهند.. حالة الطقس اليوم السبت: «أغسطس يُصالح مُحبى الشتاء»    وكيل صحة المنوفية يوضح حقيقة سقوط أسانسير مستشفى بركة السبع    تحرير 209 محاضر مخالفات مخابز وأسواق بالمنوفية    محافظ الوادي الجديد يعتمد المرحلة الثانية للقبول بمدارس التعليم الفني    خطوات التظلم على قرار منع السفر وفق قانون الإجراءات الجنائية    محمد صلاح يسجل فى فوز ليفربول الصعب على بورنموث 4 - 2 بالدوري الإنجليزي    ليجي سي يغنى "ع الصامت" و"ثرثرة" فى مهرجان العلمين.. صور    بضمان محل إقامته.. إخلاء سبيل عبد الرحمن خالد مصمم فيديو المتحف المصري الكبير    إقبال على حفل وسط البلد بمهرجان القلعة للموسيقى والغناء (صور)    ضحى عاصى: صنع الله إبراهيم قدم صورة لفكرة الروائى المشتبك مع قضايا الوطن    غدًا على "إكسترا نيوز".. سامح عاشور في حوار خاص في "ستوديو إكسترا" حول مخطط "إسرائيل الكبرى"    وزير الأوقاف السابق: إذا سقطت مصر وقع الاستقرار.. وعلينا الدفاع عنها بأرواحنا (فيديو)    وزير الأوقاف يختتم زيارته لشمال سيناء بتكريم 23 شابا وفتاة من حفظة القرآن الكريم بقرية 6 أكتوبر بمركز رمانه (صور)    أسوشيتد برس: ترامب يستغل اجتماعه مع بوتين لجمع التبرعات    استشهاد 3 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال لخيام نازحين غربى غزة    أخبار 24 ساعة.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة "دور ثانى" غدا    "الطفولة والأمومة" يحبط زواج طفلتين بمحافظتي البحيرة وأسيوط    خطيب المسجد الحرام: الحر من آيات الله والاعتراض عليه اعتراض على قضاء الله وقدره    خطيب الأزهر يحذر من فرقة المسلمين: الشريعة أتت لتجعل المؤمنين أمة واحدة في مبادئها وعقيدتها وعباداتها    محافظ المنيا يفتتح مسجد العبور ويؤدي صلاة الجمعة بين الأهالي (صور)    محافظ الدقهلية يتفقد المخابز ويوجه بتكثيف حملات التفتيش (صور)    ارتفاع حصيلة القتلى بسبب الأمطار الغزيرة في كشمير الهندية إلى 50 شخصا    مؤسسة شطا تنظم قافلة صحية شاملة وتكشف على الآلاف في شربين (صور)    حكم من مات في يوم الجمعة أو ليلتها.. هل يعد من علامات حسن الخاتمة؟ الإفتاء تجيب    بطعم لا يقاوم.. حضري زبادو المانجو في البيت بمكون سحري (الطريقة والخطوات)    الكنيسة الكاثوليكية والروم الأرثوذكس تختتمان صوم العذراء    متى تنتهي موجة الحر في مصر؟.. الأرصاد الجوية تجيب    الدكتور عبد الحليم قنديل يكتب عن : المقاومة وراء الاعتراف بدولة فلسطين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



“الزمان المصرى ” تحاور سيدة القصة العربية الأديبة الدكتورة سناء الشّعلان حول أدبها للأطفال
نشر في الزمان المصري يوم 28 - 02 - 2020

*أدب الطّفل قضية وأولوية حيوية فالمستقبل مرهون بالطّفل العربيّ لاسيما في ضوء واقع مأزوم بالتّحديات والعقبات.
* المسؤول الأساسيّ عن هذا الحال المزري عن فشل أدب الطفل العربى انقطاع الكاتب العربيّ عن اتّصاله بلغته وتاريخه
* كيف يمكن للمبدع العربيّ أن يواكب التّقدم العلميّ وهو ابن بلدان لا تنتج الحضارة في الوقت الحاضر؟!
* المؤسّسات المعنية بثقافة الطّفل في الدّول العربيّة متعثّرة ومعظمها غارق في إرباكات الشلليّة والعصابات واحتكارات تجّار المناصب
* هناك حاجة وطنيّة حضاريّة لتغير سياسة المناهج العربيّة كافّة وتقديم إبداع عربيّ ضمن مناهج حضاريّة ترفع من كفاءة الطّفل وإبداعه
* بات الطّفل العربيّ يتّجه إلى أدب الآخر الذي يسمّم فكره بأفكار غريبة عنّا وعن حضارتنا وعن مجتمعنا وقيمنا وديننا
*بعض دور النشر المتخصصة تنطلق وتُدار من قبل سمسارة وتجّار من العيّار المتكالب على المادّة والرّبح السّريع
* الأوضاع السّياسيّة القلقة في المشهد العربيّ حطّمت الكثير من المنجزات الإبداعيّة العربيّة، لاسيما في مجال أدب الأطفال
* لابد من خطّة وطنيّة وقوميّة متكاملة للتغلب على سوء التوزيع وانعدام التّكامل العربيّ في مجال كتب ومطبوعات الأطفال
* حصة الطّفل في السّينما والمسرح هزيلة إلى درجة كارثية
* “أصدقاء ديمة ، وهي رواية تطرح إشكاليّات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة
* جائزة كتارا قد غدتْ مشروعاً عربيّاً روائيّاً عملاقاً لا يكرّم المبدعين فقط، بل هو يصنع الرّواية
* سعيدة بإطلاق روايتي صوتيّاً ضمن مشروع “مشوار ورواية”
أجرى الحوار معها في عمان: الأديب العراقيّ عباس داخل حسن
الأديبة الدكتورة سناء الشعلان ؛أديبة أردنية معاصرة شابة من جيل كتّاب الحداثة العرب، وهي من أصول فلسطينية،و تعود أصول أسرتها إلى قرية (بيت نتيف) التّابعة لقضاء الخليل ؛تحمل درجة الدكتوراه في الأدب الحديث، وتعمل أستاذة جامعية في التخّصص ذاته في الجامعة الأردنية في الأردن. تكتب الرواية والقصة القصيرة والمسرح والسيناريو وأدب الأطفال.
حاصلة على لقب واحدة من أنجح 60 امرأة عربيّة للعام 2008 ضمن الاستفتاء العربيّ الذي أجرته مجلة سيدتي الصّادرة باللّغة العربيّة واللّغة الإنجليزية، وحاصلة على نجمة السّلام للعام 2014 من منظمّة السّلام والصداقة الدولية في الدنمارك PEACE ANDFRIENDSHIP INTERNATIONAL ORGANIZATION “؛وحاصلة على جائزة كتارا للرواية العربية العام الماضى
وهي ناقدة وإعلامية ومراسلة صحفية لبعض المجلات العربية وناشطة في قضايا حقوق الإنسان والمرأة والطفولة والعدالة الاجتماعيّة، وهي عضو في كثير من المحافل الأدبية، وحاصلة على نحو60 جائزة دولية وعربية ومحلية في حقول الرواية والقصة القصيرة والمسرح وأدب الأطفال والبحث العلمي، كما لها الكثير من المسرحيات المنشورة والممثّلة والحاصلة على جوائز.
حاصلة على درع الأستاذ الجامعي المتميز في الجامعة الأردنية للعامين 2007 و2008 على التوالي كما حصلت مسبقاً على درع الطالب المتميّز أكاديميّاً وإبداعيّاً للعام 2005. ولها 52 مؤلفاً منشوراً بين كتاب نقدي متخصص ورواية ومجموعة قصصية وقصة أطفال إلى جانب المئات من الدراسات والمقالات والأبحاث المنشورة، فضلاً عن الكثير من الأعمدة الثابتة في كثير من الصحف والدوريات المحلية والعربية، كما لها مشاركات واسعة في مؤتمرات محلّية وعربيّة وعالميّة في قضايا الأدب والنقد والتراث وحقوق الإنسان والبيئة إلى جانب عضوية لجانها العلميّة والتحكيميّة والإعلاميّة.
وهي ممثّلة لعدد من المؤسسات والجهات الثقافيّة والحقوقيّة، وشريكةٌ في كثير من المشاريع العربية الثقافية. تُرجمت أعمالها إلى الكثير من اللغات، ونالت الكثير من التكريمات والدّروع والألقاب الفخريّة والتمثيلات الثقافيّة والمجتمعيّة والحقوقيّة.
لو أفردنا مئات الصفحات للحديث عنها فلن تكفى ؛فنحن أمام قيمة وقامة من الأديبات العرب ؛ولكن ما يهمنا هنا هو كتاباتها فى أدب ومسرح الطفل
فأدب ومسرح الأطفال عند الدكتورة سناء الشعلان وهج إبداعيّ آخر. أجوبة تختصر الواقع الحقيقيّ والمشكلة الحقيقيّة التي يعاني منها أدب الأطفال في الوطن العربيّ.
و لها الكثير من الإسهامات في أدب الطّفل العربيّ؛ فقد صدر لها كلّ من: “زرياب: معلّم الناس والمروءة:، و” هارون الرّشيد: الخليفة العابد المجاهد”، و”الخليل بن أحمد الفراهيديّ: أبو العروض والنّحو العربيّ”، “الليث بن سعد: الإمام المتصدّق”، و”العزِّ بن عبد السّلام: سلطان العلماء وبائع الملوك”، و”عباس بن فرناس: حكيم الأندلس”، و”زرياب: معلّم الناس والمروءة”، و”صاحب القلب الذهبي”، و”زينب تحبّ شعرها”، ورواية “بيت ديمة”، وعدد كبير من المسرحيّات والقصص المنشورة في المجلات المتخصّصة.
وللدكتورة سناء الشعلان إسهامات جليلة في مسرح الطّفل والمسرح التّعليميّ وللحديث عن تجربتها الغنية بهذا المجال كان ل”الزمان المصرى “ الشرف فى إجراء حوار معها ويجريه الأديب العراقى الكبير عباس داخل حسن وإلى الحوار:-
أثناء مجاورتي الثّقافيّة لها في عمان، وهو الحلقة الأولى من سلسلة حلقات معها تسلّط الضّوء على تجربة حفرت اسمها عميقاً في المشهد الإبداعيّ والأدبيّ بحروف ماسيّة، وتوّجت بألقاب لا تُعدّ ولا تُحصى، منها: سيدة القصّة العربيّة، سيدة أدب العشق وشمس شموس الأدب العربيّ وأميرته.
وللوقوف على إسهامات الأديبة المبدعة الدكتورة سناء الشعلان في مجال أدب ومسرح الطّفل كان لنا هذا اللّقاء لتسليط الضّوء على أدب الأطفال واليافعين لما يشكّله من أهميّة استثنائيّة في بناء المجتمع؛ لأنّ الطّفل هو حجر الأساس لمستقبل أيّ أمّة تريد النّهوض وبناء مجتمع تنويريّ وثقافيّ يعتمد على تنشيط الخيال العلميّ والإبداعيّ والقيميّ.
س1 – كيف ترين أهميّة أدب الأطفال؟
أدب الأطفال قضية أولويات حيوية، فالمستقبل مرهون بالطّفل العربيّ لاسيما في ضوء واقع مأزوم بالتحديات والعقبات، وأمتنا تتعرّض لتحدّيات مصيريّة، وعلينا أن نحسن إعداد رهان المستقبل، وهو رهان الإنسان، ثم أنّ الطّفل العربيّ له خصوصيّته شأنه شأن أيّ طفل في العالم، ومن الواجب أخذ هذه الخصوصيّة بعين الاعتبار عندما نكون في معرض تقديم أدب له.
س2: ما هي أسباب فشل أدب الطّفل العربيّ في استلهام الموروث الثرّ للحكايات ذات المعاني العميقة التي وردت في التّراث العربيّ الضّخم على سبيل المثال “كليلة ودمنة” وتناول شخصيات مكررة من قبل كتاب آخرين في أقطار الوطن العربيّ؟
أعتقد أنّ انقطاع الكاتب العربيّ عن اتّصاله بلغته وتاريخه، وتصدّي الكثير من خاملي الموهبة أو معدوميها للكتابة في حقل أدب الأطفال هو المسؤول الأساسيّ عن هذا الحال المزري.
س3: ما هي أسباب عدم مواكبة أدب الطّفل في الوطن العربيّ للتّقنيات الحديثة وابتكار شخصيات كارتونيّة مختلفة تستنبط البيئة والثّقافة العربيّة؟
كيف يمكن للمبدع العربيّ أن يواكب التّقدم العلميّ وهو ابن بلدان لا تنتج الحضارة في الوقت الحاضر؟! من ينتج الحضارة هو من يكتب عنها، ونحن الآن على ذمة التّاريخ لم نقم بثورة معرفيّة تعيدنا إلى مكان الصّدارة في الحضارة، وتحوّلنا من منتجي الحضارة، بدل واقع حالنا بوصفنا مستهلكين للمنتج الحضاريّ بأشكاله جميعها.
س4: ما هو دور المؤسّسات المعنية بثقافة الطّفل في الدّول العربيّة؟
تلكم المؤسّسات في الغالب متعثّرة،ولا يقوم بالدّور المؤمل لها إلاّ القليل منها،ومعظمها غارق في إرباكات الشلليّة والعصابات واحتكارات تجّار المناصب،أو تعاني من نقص الميزانيات.والنتيجة النّهائيّة المحزنة هي التّقصير في عملها،وفيما تقدّمه من خدمه لأدب الطّفل.
س5: ما هو دور المناهج التّعليميّة والتربوية الجافة في نشوء تخلف القراءة عند الطّفل والتجهيل بأهمية الثقافة بسبب عدم اعتماد المختصين في هذا المجال ورسم خطط إستراتيجية مرافقة للمناهج ؟
جميعها مسؤولة عن التّقصير، وهناك حاجة وطنيّة حضاريّة لأجل تغير سياسة المناهج العربيّة كافّة لتقديم إبداع عربيّ ضمن مناهج حضاريّة ترفع من كفاءة الطّفل وإبداعه، وتحرّضه على التفكير،لا مجرد مناهج مثقلة بالملل والحفظ والاستلاب.
س6: هل غدا الطّفل العربيّ أسير أدب الآخر؟ وما السّبيل للخروج به من هذا الأسر؟
في ظلّ غياب أدب الأطفال الجاذب للطّفل العربيّ، بات الطّفل العربيّ يتّجه إلى أدب الآخر الذي يسمّم فكره بأفكار غريبة عنّا وعن حضارتنا وعن مجتمعنا وقيمنا وديننا، بل إنّه يقدّم له النّموذج الهابط ليكون بطله وقدوته في الحياة. ولا سبيل للخروج بأبنائنا من هذا الأسر المأساويّ الذي يهدّد مستقبلنا سوى بتقديم ترسانة أدبيّة عربيّة بديلة قادرة على أن تسرق الطّفل العربيّ نحو منظومتها، وذلك لا يكون إلاّ بتقديم أدب عريق ناضج مقنع.
س7: ما مدى تقصير دور النّشر المتخصصة في توظيف التّقنيات على صعيد التّصميم والطباعة ودعم الرّسامين وتطوير المنتج الإبداعيّ الخاصّ بالأطفال من خلال الأقراص المدمجة والمواقع الإلكترونيّة؟
تقصيرها كبير وواضح الأثر السّيء؛ وذلك سببه أنّ معظم هذه الدّور هي تنطلق وتُدار من قبل سمسارة وتجّار من العيّار المتكالب على المادّة والرّبح السّريع، لا من قبل مفكرين أو مثقفين أو مبدعين .وهؤلاء يسعون في الغالب إلى الرّبح الكبير بأيّ شكل من الأشكال دون أن ينطلقوا من هدف تربويّ أخلاقيّ وطنيّ.
س8: ما سبب تراجع المجلاّت المتّخصصة بأدب الطّفل؟ فمنذ عقود كانت هناك تجارب رائدة تراجعت لسبب أو لأخر في العراق مثلاً. ولكن هذه المجلاّت انحسرتْ، وكثيراً منها توقّف عن الصّدور.
أعتقد أنّ الأوضاع السّياسيّة القلقة في المشهد العربيّ قد حطّمت الكثير من المنجزات الإبداعيّة العربيّة، لاسيما في مجال أدب الأطفال؛ ولذلك لابدّ من تدخل حكوميّ وطنيّ داعم بشكل حقيقيّ وكامل لأجل أن تقف هذه المؤسّسات على أرجلها من جديد.
س9: هل هناك خطّة للتغلب عن سوء التوزيع وانعدام التّكامل العربيّ في مجال كتب ومطبوعات الأطفال؟
خطّة بهذا الشّكل يجب أن تكون خطّة وطنيّة وقوميّة متكاملة، وحتى الآن لم نسمع عن خطّة بهذا الشّكل. كلّ ما نسمعه في هذا الشّأن هو محض وعود تذهب أدراج الرّيح.
س10: هل أنتِ راضية عن حصة الطّفل في السّينما والمسرح من مجمل الإنتاج الثّقافيّ والفنيّ في المشهد العربيّ؟
بالتأكيد أنا لست راضية عن ذلك؛ فهي حصّة قليلة وهزيلة إلى درجة كارثيّة تعكس مدى تقصيرنا في إعداد النّاشئة العربيّ.
س11 : ما هي آخر إسهامات سناء الشعلان للنّاشئة العربيّة؟ وما موضوع هذا العمل الإبداعيّ الجديد؟
هو رواية للفتيان بعنوان “أصدقاء ديمة”، وهي رواية تطرح إشكاليّات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة، وتضع خطة مفترضة لدمجهم في المجتمع بكلّ عادلة. وهي تطرح فكرة انتصار الإرادة والمحبّة والعمل والعلم والقدوة الحسنة على الإعاقة والعجز والحزن واليأس؛ فهي رواية البطولة المطلقة لأطفال جميعهم يعانون من الإعاقات المختلفة. وهم يقرّرون أن يعيشوا السّعادة والحياة بتفاصيلها جميعاً على الرّغم ممّا يعانون منه من تجاهل المجتمع لهم، وإصراره الظّالم على تهميشهم في ظلّ رفضه لهم ولوجودهم المختلف عن وجود معظم أفراده ممّن لا يعانون من إعاقات.
فهذه الرّواية تسعى إلى تقديم تجربة أخلاقيّة نفسيّة اجتماعيّة جماليّة للأطفال حول انتصار ذوي الإعاقات على إعاقاتهم، وهي تبرز هذه التّجربة تحت وضعها تحت مجهر الدّراسة والتّعامل معها ومع تفاصيل حياتها ومعاشها وظروف التّعامل معها.
وأبطال هذه الرّواية، وعلى رأسهم (ديمة)، يدرسون معاً في مدرسة (بيت ديمة). والدّكتور(عبد الجبّار السّاري) وزوجته (عفاف) والمعلّمة (نعيمة) هم من يقودون الأطفال في درب التّعلّم، والخروج من العزلة، واكتشاف مهاراتهم وقدراتهم، ويدفعونهم إلى التّفاؤل والعمل وحبّ الحياة، إلى أن ينتصروا على إعاقاتهم، وأن يعيشوا الحياة بكلّ سعادة ومحبّة، وأن يقدّموا العون لمن يحتاجه، وأن ينخرطوا في مجتمعاتهم رافضين إقصاءهم وتهميشهم.
فهذه الرّواية تعلّم الطّفل من فئة ذوي الإعاقات أن يكون شجاعاً قويّاً متحدّياً، كما تعطي درساً أخلاقيّاً وإنسانيّاً للمجتمع كلّه ليعترف بأبنائه من ذوي الإعاقات، وأن يوليهم اهتمامه وافراً، وأن يعطيهم حقوقهم موفرة.
وقد استعارت الرّواية بعضاً من استشرافات الخيال العلميّ والفنتازيا لتقدّم استدعاءات لنماذج من العباقرة والمبدعين والموهوبين والأبطال عبر التّاريخ الإنسانيّ كلّه لتوظيف إرادتهم ونضالهم في تكوين حافز لأطفال الرّواية من ذوي الإعاقات كي يستخلصوا منهم دروساً في العمل والمحبّة والإصرار على الحياة.
س12 : بعد أن فازتْ روايتك “أصدقاء ديمة” بجائزة كتارا لرواية الفتيان للعام 2018، قمتِ بتوقيعها في حفل مشترك في الحي الثّقافيّ في الدّوحة. ماذا تقولين عن هذه التّجربة؟
إنّ جائزة كتارا قد غدتْ مشروعاً عربيّاً روائيّاً عملاقاً لا يكرّم المبدعين فقط، بل هو يصنع الرّواية من باب أنّها منتج إبداعيّ يحتاج إلى التّصنيع والتّقديم والتّرويج والتّسويق، وهي تتحمّل نفقات كبيرة لأجل خدمة جماليّة هذا الفنّ، ودعمها نحو القمّة الإبداعيّة في مشهد عربيّ يزخم بالتّجارب الإبداعيّة المميّزة التي تحتاج إلى دعم واهتمام مؤسسيّ ذكي.
س13 : ماذا تقولين عن فوز روايتكِ “أصدقاء ديمة” بجائزة كتارا لرواية الفتيان للعام 2018؟
لا يستطيع أيّ مبدع أن ينكر أنّ صناعة الرواية أصبح مركزها جائزة كتارا للرواية العربية، وأنّ المرور من هذه الجائزة يشبه الولادة الحقيقية للمبدع العربيّ؛ فكلّ الذين انطلقوا أو مروا من هنا أخذوا دفعات حقيقية في المشهد الثّقافيّ، سواء من حيث البعد المعنوي أم الإبداعيّ؛ فالفرص التي تمنحها جائزة كتارا للفائز من خلال النّشر والتّرجمة والتّوزيع والتّسويق، لا تتاح لأيّ أديب آخر، لافتة إلى أنّ كتارا قد قدّمت صورة مشرقة ومشرفة من خلال إضفاء الحياديّة على العمل الإبداعيّ.
س14 : هل ترين في إطلاق روايتكِ “أصدقاء ديمة” في التّطبيق الإلكترونيّ “مشوار ورواية” خطوة جديدة في دعم منجزك الأدبيّ للأطفال؟
يأتي إطلاق روايتي “أصدقاء ديمة” بشكل صوتيّ ضمن مشروع أطلقه الحي الثّقافيّ كتارا تحت اسم “مشوار ورواية”، وهو عبارة عن تطبيق على الجوال واللوحات الإلكترونية بنظامي (أندرويد وآبل)، ويتيح الاستماع إلى الروايات العربية غير المنشورة الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية في دوراتها الثلاث، بعد أن تم تحويلها من روايات مكتوبة إلى روايات صوتية، بخصائص تكنولوجية وإلكترونية عالية.
ومن مميزات التطبيق سهولة الاستخدام، حيث يمكن استخدامه على جميع الأجهزة واللوحات الإلكترونية، كما يُمكن هذا التطبيق المستخدم من معرفة عدد الكلمات المسموعة لكل كتاب إلى جانب معرفة المسافة التي قطعها عند الاستماع (بالكيلومتر وبعدد الخطوات)، ويتيح أيضا معرفة عدد السعرات الحرارية التي تم حرقها خلال المشوار. ويحتوي كل كتاب في هذا التطبيق، على ملخص عن الرواية والسيرة الذاتية للكاتب إلى جانب الملف الصوتي للرواية.
وتهدف هذه المبادرة إلى الربط بين الرواية والرياضة، باعتبار أن قطر أول من دعا إلى تخصيص يوم رياضي للدولة من كل عام، بهدف تشجيع الجميع على ممارسة الرياضة. وتأتي هذه المبادرة لتعزز سلسلة المشاريع والمبادرات التي أطلقتها جائزة كتارا للرواية العربية في الدورات الثلاث السابقة.
وأنا شخصيّاً سعيدة بإطلاق روايتي صوتيّاً ضمن مشروع “مشوار ورواية”، وأرى في هذا البرنامج خطوة رائدة في تقديم المنجز الرّوائيّ العربيّ بأحدث الأشكال التي تواكب روح العصر والتّطوّر. وأدعو من يحبّون قلمي لا سيما من الفتيان والفتيات إلى أن يسمعوا الرّواية عبر التّطبيق الالكترونيّ الذي يمكن إنزاله على أجهزة الاتّصال الذّكية، وعلى الحواسيب بأنواعها جميعاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.