ما بين «الدالي» 2007، و«درويش» 2025، نجح الفنان عمرو يوسف فى بناء مسيرة متدرجة وذكية اعتمدت على التخطيط الهادئ واختيار الأدوار بعناية، قد تضعه فى مكانة استثنائية بين نجوم الوطن العربي. وفى فيلمه «درويش» يعود بنا لأجواء الأربعينيات، حيث تتشابك رائحة الماضى من خلال مبانيه وشوارعه مع صدى عربات التروماى أبو سنجة وعربات الحنطور والسيارات الكلاسيكية، ليأخذنا الفيلم فى رحلة تمزج بين الأكشن والكوميديا والتشويق. تنطلق أحداث الفيلم الذى أخرجه وليد الحلفاوى وتأليف وسام صبري، من خلال شخصية «درويش» عمرو يوسف، اللص البارع الذى يعمل بذكاء مع عصابته التى تضم شريكته «زبيدة» دينا الشربيني، و«عدلي» مصطفى غريب، بالإضافة إلى «رشدي» أحمد عبد الوهاب، لينطلق الرباعى فى عملية سرقة ناجحة لمهراجا هندي، لكن نجاح السرقة لم يمنع من تعرض «درويش» للخيانة وسرقة الجوهرة منه وملاحقته من جانب الشرطة بعد أن يجد «درويش» نفسه متهماً بقتل مسئول بريطانى بارز، ليصدر عليه حكمٌ بالإعدام، فى جريمة قتل لم يرتكبها، ويجد نفسه رمزاً للنضال ومقاومة الاحتلال، ومضطرًا للانخراط فى حركة مقاومة، ومع تصاعد الأحداث، يتحول من رجل يسعى للنجاة إلى بطل شعبى. جاء الفيلم متماسكا فى بنيته الدرامية بفضل نجاح السيناريو فى تحقيق التوازن بين عدة خطوط بداية من المطاردات البوليسية وحبكة الجريمة،ووصولا إلى التحول الإنسانى للشخصية الرئيسية، وذلك فى إطار إيقاع سريع ومتشابك جعلت المشاهد فى حالة ترقب للأحداث وغلف كل ذلك بحس كوميدى خفف من حدة التوتر. نجح عمرو يوسف فى تقديم شخصية مركبة تجمع مزيجا من التناقضات، وقدمت دينا الشربينى دورًا متزنًا يضيف حيوية للشق العاطفي، أما الأدوار الأخرى لتارا عماد، مصطفى غريب، محمد شاهين، خالد كمال، إسلام حافظ فتمنح القصة نكهة إضافية، خاصة فى المشاهد التى تعتمد على الكوميديا الجماعية. وتمكن فريق العمل بالإمكانيات العالية رغم محليتها، فلم يتم الاستعانة بأى خبرات أجنبية، مما يمنح العمل روحًا خاصة، بهذا يضع «درويش» نفسه كعمل قادر على جذب الجمهور الباحث عن المتعة البصرية والإثارة.