وقد اعلن مساء الاربعاء المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن بداية عملية واسعة يديرها رئيس الأركان من تل أبيب "تلقينا الضوء الأخضر لتنفيذ عملية برية في قطاع غزة وأكد الوزير الليكودي "داني دانون" ان اسماعيل هنية ضمن قائمة الأسماء المطلوب تصفيتها في العملية على قطاع غزة و من جانبها اعلنت فصائل المقاومة حالة الاستنفار في صفوفها للرد على العدوان الاسرائيلي على غزة واغتيالها للقائد احمد الجعبري وقال مصدر في المقاومة:سنشعل اسرائيل الليلة وكل الاهداف في اسرائيل مباحة وأكدت حماس ان الاحتلال سيعيش أياما من جهنم بدءا من هذه الليلة وكانت مصر قررت سحب سفيرها لدى إسرائيل عاطف سالم واستدعاء سفير إسرائيل لديها للاحتجاج على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ودعا الرئيس مرسي إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الموقف في غزة كما طالب ممثل الأممالمتحدة بالدعوة لاجتماع عاجل في مجلس الأمن. وقال المتحدث باسم رئيس الجمهورية المصرية الدكتور ياسر علي في بيان صادر عن الرئاسة إن الرئيس مرسي قرر توجيه مجهود مصر في الأممالمتحدة وذلك من خلال الدعوة لعقد جلسة طارئة لمناقشة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقتل الأبرياء من الفلسطينيين. فقد تم سحب السفير المصري من اسرائيل احتجاجا عن غزة اسرائيل لغزة لتسليمه رسالة احتجاج على قتل الأبرياء في غزة. وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن مصر طلبت من إسرائيل وقف العملية العسكرية في غزة إلا أن الأخيرة رفضت. ودانت مصر الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وطالبت بوقفها محذرة من انعكاساتها على أمن المنطقة. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن وزير الخارجية المصرية محمد كامل عمرو قوله "مصر تدين بكل شدة ووضوح ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من هجوم وعمليات لقتل المدنيين واغتيالات".ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الأربعاء التصعيد الإسرائيلي في القطاع داعياً لاجتماع عاجل للجامعة العربية.من جانبه اجرى الرئيس محمود عباس اتصالاته الدولية والعربية لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة فالكلام عن غزوة اليوم قد يكون كلاما مزعجا للبعض مثل إزعاج غزة لإسرائيل خاصة وأنه سيأتي لصالح النظام المصري السابق الذي كافح بكل قوته السياسية حتى لا يتم مخطط اسرائيل لإلحاق قطاع غزة بمصر كلنا يتذكر عملية الرصاص المصبوب أو الحرب على غزة 27 ديسمبر 2008 إلى 8 يناير 2009، تلك الحرب التي أوضحت وحشية الجيش الإسرائيلي ودمويته، فنعرف أن كل حرب لا بد أن يكون لها هدف فقد كان هدف تلك الحرب هو الحاق غزة بمصر أو على أقل تقدير أن تتحمل مصر مسؤولية قطاع غزة، فلم يكن القصد هو تخفيض عدد سكان غزة وزيادة معاناتهم وحسب وأصبح العالم وقت ذاك يتطلع لمعبر رفح المصري المغلق أمام سكان غزة إلا في حالات وأوقات محدده ومن الضروري أيضا أن نتذكر أن فتح المعبر يرتبط بالاتفاقية التي وقعتها مصر مع الدول الأوربية عام 2005 التي تتضمن وجود مراقبين أوروبيين على حدودها مع اسرائيل بما في ذلك معبر رفح وهذا ما احترمته مصر وعملت به في ذلك الوقت، إلا أن وحشية الحرب جعلتها تسمح بدخول الجرحى الفلسطينيين من المعبر وعلاجهم بمستشفيات مصر والدول العربية التي بادرت في ذلك الوقت ومنها المملكة، كما سمحت بقوافل المساعدات الى غزة عن طريق معبر رفح، إلا أن ذلك لم يشفع لها أمام الشارع العربي واتهمها بالتواطؤ مع العدو الصهيوني، والحقيقة إنها لم تكن كذلك ولكنها كانت ضد تنفيذ سياسة الحاق غزة بأرضها، السياسة المصرية كانت تريد أن تضع إسرائيل أمام مسؤوليتها القانونية والإنسانية كقوة احتلال ورفضت تقسيم الشعب الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وترى إن فلسطين جميعها أرض محتلة، وليس أمامها ما تقدم للمحتل الإسرائيلي إلا ما جاء بالمبادرة العربية "حدود 67" كأرض تقام عليها دولة فلسطين وعاصمتها القدس، فما غير ذلك فقد كان مرفوضا تماما. تسبب أسطول المساعدات المتجه إلى غزة في 2010 في وفاة ثمانية مواطنين أتراك وأمريكي عندما داهمت القوات الاسرائيلية من قبل. و لم يكن تراجع العلاقات الإسرائيلية التركية كارثيا بالنسبة لإسرائيل لكنه لم يكن نبأ عظيم بالنسبة للبلد ايضا. يبدي القادة الاتراك اهتماما في السياسة الفلسطينية، و قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انه يعتزم السفر إلى غزة. على الرغم من ذلك, علاقة إسرائيل مع مصر فريدة من نوعها، ، و تتضمن بعض الأحكام أهمية خاصة. ليس هناك مؤشر على أن مصر تدرس رفع الحظر عن قطاع غزة، لكن فعل ذلك سيوجه على الارجح ضربة هائلة للعلاقات الإسرائيلية المصرية. إذا كان الرئيس المصري محمد مرسي يبحث عن وسيلة لتصعيد انتقاما ضد إسرائيل لضرباتها على غزة، قد يكون هذا طريقا واحدا يمكن أن يختاره للقيام بذلك. و يكاد يكون أسوأ سيناريو هو حياد مصر عن اتفاقية كامب ديفيد، والتي بموجبها حافظت علي السلام مع إسرائيل على مدى ثلاثة عقود. و لكن هذا يبدو من غير المحتمل خاصة بالنظر إلى أن الرئيس أوباما قد دعا مرارا وتكرارا بأن ذلك "خط أحمر". تعتمد مصر بشكل كبير على المساعدات المالية الأمريكية وخاصة الآن مع تعثر اقتصادها. من الصعب أن نتصور ان تتكبد أي حكومة مصرية تلك التكاليف الباهظة لصالح سكان غزة. قد تأكد لإسرائيل ومن هم خلفها أننا مازلنا أعرابا بعيدين عن أن نكون عربا، ليس لأن العرب يخشون أمريكا، وإنما تطبع لأن تشكل كل دولة امة بنفسها غير معنية بغيرها؟ أمة مصرية، وأمة جزائرية، وأمة خليجية على خليج لم نحافظ حتى على هويته، وهل تنسى لنا الأجيال يوم دخلت أثيوبيا الدولة البائسة وليس أمريكا جمهورية الصومال واحتلتها وشردت شعبها ولم يتحرك حاكم عربي ولا خرجت تظاهرة واحدة في قطر عربي تحتج وتقول هذه ارض عربية، ودولة عضو في الجامعة العربية؟ ولم اسمع إلا بنخوة جمع الأموال ونتمنى أن يكون بعضا منها وليس كلها وصل فعلا إلى الصومال التي تخلى عنها أهلها العرب. لماذا نعتب على الحكام إذا كانت الشعوب ذاتها متخاذلة؟ وهل ننتظر الرؤساء يتظاهرون لنخرج خلفهم؟ وإذا لم نحتج لغزةولفلسطين ولدماء المجاهدين، فمتى ولمن نتظاهر وتحتج أخشى ما أخشاه أن نقف على أعتاب البيت الأبيض والبرلمان الأوربي ومجلس الأمن باكين نستجدي وقف القتال كما اعتدنا؟ أو ننتظر الجامعة العربية والحكومات تشجب وتستنكر لأننا لا نستطيع اللعب بالأوراق التي نمتلكها وبين أيدينا وما أكثرها. وقد نكتفي يوم الجمعة بعد الصلاة بالتجمهر دقائق أمام المساجد لنهتف الله اكبر وننصرف فرحين بأننا سجلنا موفقا أليس من الواجب أن نقف مع إخواننا في غزة ونتظاهر ونقذف سفارات البلدان التي تقف خلف إسرائيل وتزودها بالسلاح والمساعدات بالبيض المسلوق والطماطم الطازجة، ولا أقول بالحجارة لكي لا نصبح إرهابيين إذا كسرنا زجاجة نافذة سفارة، ويقال عنا غير حضاريين. وكأني اسمع من يهمس هنا وهناك شامتا، أين مصر وأين الإسلاميين؟ وكأن مصر والإسلاميين اليوم وحدهم المعنيين بفلسطين، وقد جاءوا من عالم أخر يا سادتي قضية فلسطين ليست إخوانية ولا مصرية وليست ملكا لحماس، وإنما قضية عربية إسلاميه ومأساة إنسانيه وعيب أن يتظاهر الناس في باكستان وأفغانستان وكشمير، والعرب نيام تخمة، ** كاتب المقال دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية