” نشأة فكرة الموارد البشرية “ لم تكن فكرة الموارد البشرية جديدة على الإنسان بل هي فكرةٌ مستمدةٌ منذ حضارات الإنسان الأولى ومنذ الفراعنة والروم والفرس والصين والعرب وغيرها ، مع اختلاف طرق ممارسة دور الإشراف وتلقائيته ومدى اختلاف حقوق العامل بين تلك الحضارات مابين العبودية وبين الأجر الضئيل، وتكليف الأيدي العاملة بأشقّ الأعمال. واستمر الحال إلى القرن الثامن عشر حيث ازدهرت الصناعات المتعددة وبدأ الإحتياج في تزايدٍ إلى تقنين مصطلحٍ جديدٍ يصون حقوق العمال والموظفين خاصة الذين يعملون بالمصانع المرهقة والخطيرة المملؤة بالغازات ، فانطلقت شرارات الوعي لدى النخبة العاملة إلى أن تطورت وبرزت بشكل نقاباتٍ عماليةٍ ترتكز على الدفاع عن حقوق العامل والتفاوض باسمهم ، إلى أن تدرجت و تبلورت بصورةٍ أكثر وضوحا في كلٍ من انجلترا وفرنسا وأمريكا فبدأت حركة وفكرة إدارة الأعمال بالبروز إلى حيز الواقع فبرزت الثورة الصناعية المناهضة لرجال الأعمال ومن حينها بدأت حركات التطور وظلّ الإحتياج إلى علم إدارة الموارد البشرية احتياجًا عالميًا لا يسغنى عنه ليواكب مرحلة انفجار الثورة الصناعية العالمية خاصةً بعد تعرض الكثير من العمال للإصابات، وفي طور هذا التطور المستمر لمفهموم إدارة الموارد البشرية تبلورت الصورة في أوج وضوحها في القرن الحالي فتبنت الكثير من الدول مسئولية حماية العامل باصدار تشريعاتٍ وقوانين لحماية حقوق العمال والموظفين منها : 1- التأمين على حياة العامل وتحديد الحد الأدنى له، والراتب التقاعدي. 2- إدخال علم إدارة الأعمال وعلم إدارة الموارد البشرية في الجامعات الغربية والمبادرة بتطبيقه إولا على المؤسسات الحكومية والجيش ثم على المؤسسات والمصانع والشركات وغيرها . 3- ساهم أطباء علم النفس في إدارة الموارد البشرية في الحدّ من أزمات العمال النفسية التي يتعرضون لها في المصانع بوضع دراساتٍ أسموها علم النفس الصناعي تراعى وتعالج فيه حاجياتهم ومشاكلهم النفسية . 4- بدأت المناهج والمقررات الجامعية لعلم إدارة الموراد البشرية بالإزدياد في عصرنا وتبين ضرورة تدريس هذا العلم في جامعات العالم نظرّا لأهميته في تطوير وازدهار الحركة الإقتصادية والصناعية حول العالم . 5- من أهمّ المبادئ الأولى التي قام عليها علم إدارة الموارد البشرية في بدء نشأته المحافظة على حقوق وسلامة العامل والموظف صحيًا ونفسيًا لكونه أهمّ موردٍ للعمل في منظومة الحياة البشرية . 6- مع تطور علم إدارة الموارد البشرية، وتنوع الصناعات وزيادة الطلبات على أنواع السلع الزراعية والصناعية ، ازدادت الحاجة لتطوير هذه الأيدي العاملة بجميع تدرجاتها الوظيفة بدءًا من العامل وحتى رئيس مجلس الإدارة ، ونظرًا لاختلاف المهام والأدوار الوظيفية وتباينها توسعت منافذ تعليم هذا العلم الواسع وتخصصاته ابتداءً من الدبلوم في إحدى تخصصاته كالتسويق مثلاً وانتهاءً بشمولية تعلم هذا العلم بالحصول على الماجستير في إدارة الأعمال ويشمل جميع مقرراته الواسعة الطيف ، ويختتم بالحصول على درجة الدكتوراة فيه والتي تؤهل صاحبها للحصول على أفضل المراكز العليا كالوزير ورئيس مجلس الإدارة والوظائف الإقتصادية والإدارية العليا. 7- ولم يغفل أهل الإختصاص في هذا العلم من توفير الدورات التخصصية وورش العمل التي تساعد المدراء ورؤساء الأقسام والموظفين في الإداء الأفضل وفي طرق معالجة أزمات ومشاكل العمل، لضمان أفضل النتائج في حلّ تلك الأزمات بأقلّ التكاليف المادية والمعنوية. *كاتبة المقال استشاري إدارة أعمال