لقد جفت دموعك وانتحرت فيك الاحداق.. أي نذل يجهظك ونحن نعد لغد ثورة المشتاق.. لا تبتئس واهلك ثورة عَرب انت فيها محمول على الاعناق.. ألا تبا لمن اراد عزلك عن اهلك وعن تاريخ ملكت الدنيا به وما زالت تشهد له الآفاق.. نَمْ يا أبا الرافدين ولا تقلق فنومك على جنح البراق .. فدتك الملايين بدمها تغسل وجهك حتى يفاق.. ازكى قبائل العرب فيك لبت نداؤك عهدا وميثاق.. ألا تنظر لنا يا أبا النخيل كيف نصارع سارقوك من الانذال والاوغاد وعلى معصميك نشد الوثاق.. وزارَتْكَ السنين شوقا بعد طول الفراق.. ومدت يدها معرضة على جسد هشيم تحمله الاطباق.. دع الذي يقول ابتعدوا عنا عرب من اهل العراق.. فوالله قد خسأ من قال هذا علينا.. وكفر في تاريخ الاحساب والانساب والاعراق.. ولا اراد خير بنا غير اساطير النفاق.. سنبقى عرب على مر العصور نقاوم كل مَنْ ياتي بفتنة وشقاق .. انتظرونا سنحمل وطناً على الاكتاف رغم جروحه التي لاتطاق.. إملائي يا بثينة كأس الردى فقد بلغ السيل الزبى.. ولن تعجز ظهور الخيل منا ولا نخاف او نخشى من غزارة دمنا المراق.. يشهد التاريخ لنا والزمان نحن الذين أبكينا ملك الروم وضيقنا عليه الخناق.. وسقينا كسرى كأس الهزيمة مرَ المذاق.. ولعبنا في العشرين ثورة طردنا جنرال مود وجيشه بقيرنا الاسود الفلاق.. لا نريد بعد هذا عازف يعزف بأوتارنا أنغام تخريف ومشاق..