أنَّ الدعوة للانعتاق من الصاق ذات الشاعر ، والناقد نفسيهما من التأثر بشكل جنوني مطلق بالكتّاب وأصحاب النظريات الادبية والنقدية الغربية، لا تعني عدم الاطلاع والاستفادة من الثقافة الانسانية ، بل بالعكس ، الاستفادة ، والإضافة ، والابداع والتجديد ، كمقومات سليمة وسلمية للشخصية العربية، والانتاج الادبي العربي ، و المثير للدهشة في كثير من القراءات والدراسات النقدية لبعض العرب ، الضخّ اللامعقول لأسماء النقاد الغربيين ومصطلحاتهم ، وكل حسب لغته ، فمنهم من تحلو له الانكليزية لأنه يتقنها ، ومنهم من يكتب بالفرنسية لأنه يتقنها، أو ربما البعض ينقل بلا دراية بتلك اللغات لمجرد أنها تحلو له ، من أجل اضفاء الشرعية البلاغية ، والرصانة الكتابية حسب ظنه لما يكتب ؛ كي يقال أن فلاناً ضليع بتلك اللغة ..! دعواتي مع البعض متكررة دائماً أن يكون لنا أسلوبنا الخاص فيما نكتب، ولا نضع أنفسنا في الزاوية الحرجة ، ثم نبحث عن بعض الهواء كي نتنفس ، يكفي الاشارة ، والتلميح ، والتوضيح لأية مدرسة نقدية أو منظّرها ، وليس الاغراق التام بشكل يذيب شخصية الباحث العربي وتذوب معه مواهبه وابداعاته . اضافة الى تبسيط كتاباتنا من أجل الوصول للجميع ، وليس لمجموعة بعينها يمكن أن نسمّيها النخبة، سواء كانت ثقافة عامة ، او شعراً ، وهذا أيضاً وجدناه في الخامسة جوعاً ، حين ابتعد الشاعر عن الاغراق الوصفي الخانق داخلاً مرسمه الفني ، منتجاً لوحات الجمال والحب ، والألم وصور المأساة، التي هي أساس البناء الدرامي السردي في هذا الديوان. وأكرر القول أن كثيراً من كتابات النخبة ، وغيرهم على صفحات الفيسبوك – باعتباره الأوسع انتشاراً الآن – وغيره من المواقع، لا تجد حتى بعض التعليقات إن لم نقل الإجابات، فقط على عدد أصابع اليد هناك من يضيف ، أو يسأل ، أو يدلي برأيه لا غير، وأكثرهم من المتابعين العامّين، مع ثلة قليلة جداً من المتخصصين ، ومنهم من يلقي كلمته ويرحل سواء كانت مادحة، أو جارحة . #_من_كتابنا_انتفاضة_الشعر_الحقيقية