القساوسة..يوجد أعداء هدفهم التفريق بيننا مستغلين الدين تحقيق : مروى شاهين جاءت أحداث ثورة تونس ثم أحداث ثورة مصر لتغطى على الحدث الأهم فى العام المنصرم ،مع بداية اشراقة جديدة لعام 2011 استيقظ المواطنون فى بر مصر المحروسة على حادث انفجار أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية ،وراح ضحيته ثمانية مواطنين أبرياء من المسلمين والمسيحيين ؛ومن فعل ذلك حاول ضرب الوحدة الوطنية فى مقتل ؛واستغلها مسيحى المهجر ،وخرج بابا الفاتيكان بتصريحات غير مسئولة ؛فما كان من الأزهر إلا الإعلان عن مقاطعة التعامل مع بابا الفاتيكان،ونحن من ناحيتنا نرصد للقارىء العزيز وللرأي العام العربي والعالمي من خلال هذا التحقيق أننا نسيج واحد فى بلد يضم المسلمين والمسيحيين ،وننصهر جميعا فى بوتقة حب هذا الوطن . "الزمان المصرى"التقت مع الطائفتين "المسلمون والمسيحيون"؛مواطنون ورجال دين ليدلو بدلوهم فى هذا الموضوع. فى البداية..يؤكد أبانو ماهر 21 عاما أن المسيحيين ليس عليهم خطر فى مصر ؛فنحن نتعايش مع المسلمين ونشاركهم أفراحهم وأتراحهم لأننا ولاد بلد واحدة،والخطر من الخارج ويهددنا جميعاً ،وأنا مستاء جداً من الحملة التى يقودها بعض الشباب على "الفيس بوك"لمقاطعة المسلمين ورد اعتبارهم. ويرى أكرم بطرس 19 عاماً يجب معاملة المصرى على أنه مصرى ،وليس صاحب ديانة ،وأقترح حذف الديانة من البطاقة أو الأوراق الرسمية لأننا كلنا مصريون ،ويكفى أن تكون مصرى لتحقيق الوحدة الوطنية التى بدأت تنهار فى مصر بسبب تدخل الراغبين فى التفرقة بيننا عن عمد ،فهم استخدموا الدين وأخذوه سبيلا ،وعلينا التكاتف كمصريين لقطع الطريق عليهم . وتؤكد ميرنا ميخائيل طالبة جامعية أن الوحدة الوطنية فى مصر ما زالت قوية ،ولا أحد يستطيع التفرقة بيننا لأننا أقوى منهم ،وما حدث من بعض الأقباط كان حدثاً عارضاً وحماس شباب ليس إلا . ويختلف أمير مينا عن سابقيه قائلا:نحن مستهدفون من فترة سواء من الخارج أو من بعض المصريين المسلمين ،والأمن المصرى ساكت وشايفنا مش واخدين حقنا .وانظروا إلى أحداث نجع حمادى وكنيسة القديسين وحادث القطار ؛كل هذا ولم يتحرك أحد ولم يتخذ أى إجراء قانونى لرد اعتبارنا ،ولكن الكل يتكلم على الفاضى ..إزاى بعد كل ده عايزين وحدة وطنية . ويتفق معه مرقص ميخائيل قائلا: كان زمان الوحدة الوطنية ..كنا كلنا بيت واحد ..وكان المسلم أخ لنا ..نأكل ونعمل سوياً؛أما الآن بعد استهداف مصر أصبحت مطمعاً ،ويحاولون التفرقة بين أبناء مصر "المسلمون والمسيحيون" بينما يرى السيد صبحى 32 عاماً على مصر تقوية الوحدة الوطنية بعد الضربة القوية التى أتت من الخارج عن طريق الإعلام والدولة ،وإعادة الثقة للأقباط وحمايتهم بعد زعزعة الوحدة الوطنية. وتؤكد رشا عبد السلام 32 عاماً أن الوحدة الوطنية قوية فى مصر ،وأعز أصدقائى فى العمل مسيحيين ،وتعتبر أختاً لى ،وإذا كانت هناك تفرقة ؛ فلن نسمح بها كمصريين وليس من ناحية الدين. من ناحيته يرى القمص بشوى أبانور أن الوحدة الوطنية موجودة بالفعل ؛فيوجد إخاء ومحبة ومودة بين الأقباط والمسلمين فى مصر ..بدليل موقف المسلمين بعد تفجير الإسكندرية ؛فقدموا واجب العزاء فى الكنيسة ،وامتلأت الكنيسة بالشيوخ والمواطنين المسلمين ،ولا يوجد عداء بيننا ،فالعداء والثرثرة يأتيان من الخارج ،والمراد منهما الفتنة الطائفية بين الأديان ؛فحادث الإسكندرية لا يخرج عن تنظيم القاعدة أو الموساد الإسرائيلي ،والغرض منه التفرقة بيننا كمصريين ،وما حدث من مظاهرات لنا هو حماس شباب زائد ،والرئيس مبارك قال فى خطابه "لن أسمح للإرهاب يؤذى أبناءنا فى مصر "كما أكد أنه لن يسمح بالتدخل الأمريكي فى شئوننا الداخلية ، والبابا شنودة رفض مقابلة أحد مسيحى المهجر لمناقشته فى حماية أقباط مصر ،ولكن الحق المهدور للمسيحيين هو وقف بناء الكنائس . ويؤكد فانوس معود فانوس رئس مجلس الكنيسة على قوة الوحدة الوطنية فى مصر ،ووجود مظاهر الحب والود بين الأقباط والمسلمين ،ومشاركتهم لنا فى الأعياد والمناسبات ،ففى احتفالنا بالعيد كانت نساء مسلمات منقبات داخل الكنيسة يقدمن واجب التهنئة لأخواتهن الأقباط ؛فنحن جميعا مصر ،ولكن يوجد أعداء هدفهم التفريق بيننا ويستغلون الدين فى ذلك ،ولكن لن يستطيعوا زعزعة استقرارنا لأننا بيت واحد ووطن واحد وعائلة واحدة هى "العائلة المصرية". ويشير كاهن كنيسة العذراء بالمحلة الكبرى إلى إمكانية حماية مصر لأبنائها الأقباط مستغلة فى ذلك ما حدث مؤخرا من حالة التآخي الواضحة والتى ظهرت فى اللافتات التى تندد بالإرهاب وزيارة المحافظين للكنيسة للتهنئة بالعيد. ويؤكد الشيخ محمود صالح مدير إدارة الأوقاف بسمنود على وجود وحدة وطنية قوية فى مصر ،ولكن يحاول الآخرون إظهار التفكك بيننا ،وعن نفسي شاركت إخواننا الأقباط فى عيدهم وقدمت لهم التهانى فى الكنيسة. ويضيف الشخ أحمد عبد الفتاح إمام أول بإدارة الأوقاف بسمنود المسيحيون إخوة لنا ،ولكن الوحدة الوطنية مستهدفة من قِبَل اليهود لاحتلال مصر. ويرى الشيخ أنس المهدى أن مصر لم تفرق فى يوم من الأيام بين قبطى ومسلم ؛فنحن سواسية فى العدالة حتى فى القانون والتعليم والصحة ..نحن مصريون..ولسنا مسلمون وأقباط. ويشير الشيخ محمد العريان موجه عام دعوة إسلامية إلى أن الوحدة الوطنية واجب وطني شرعي على الجميع ،ويجب المساواة بين الجميع حيث من محاسن الدين الإسلامى الإخاء ..فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من أذى ذماً فقد آذانى ،ومن أحب ذمياً فقد أحبنى "فالوحدة الوطنية مبدأ من مبادىء الإسلام والخروج عنها خروج عن طاعة الله عز وجل . ويقول الشيخ محمد عبد الفتاح إمام وخطيب مسجد الشعراوى بالمحلة الكبرى الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالحفاظ على أهل الذمة ،وهؤلاء يعيشون معنا فى وطن واحد وعليهم ما علينا ،والخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه أوصانا بهم خيرا .بأن لهم ما لنا وعليهم ما علينا ،والرسول عليه الصلاة والسلام عقد معاهدة مع أهل نجران وأوصى المسلمون بألا يهدموا سقفا من سقوفهم ولا يضايقوا كاهنا من كهانهم ولا ذميا منهم ،وأوصانا أن نحس بهم ؛فهؤلاء يأكلون ويشربون معنا ،وعلى المسلمين الشعور بهم والحفاظ عليهم ،لأن دينهم من أديان الله ،وعلينا التصدى للإرهاب ..ونتحلى بالحكمة والحنكة .كما قال الله تعالى :"لكم دينكم ولى دين"