وصلت الأمور إلى حد المسخرة، عندما وافق مبارك، على مشروع قدمه إليه وزير الإسكان المسجون حاليا بعدة تهم وهو محمد إبراهيم سليمان بردم أجزاء من نهر النيل في المنطقة من أمام الكورنيش في حي بولاق أبو العلا بالقاهرة المواجهة لوكالة البلح حتى مجرى العيون المواجهة للمنيل على الضفة الأخرى وإنشاء طريق آخر مواز للكورنيش تسلكه السيارات القادمة من شمال القاهرة الى جنوبها دون أن تمر في الكورنيش الحالي، ويخف الزحام أمام فنادق هيلتون رمسيس وهيلتون النيل والكونتيننتال، والمريديان والفور سيزون، لأن أصحابها اشتكوا، وحدث ذلك من وراء ظهر رئيس الوزراء ووزير الري ومحافظ القاهرة وكل المسئولين، رغم ان المشروع لم يكن سيؤدي إلى تضييق عرض النهر فقط، إنما الى نهر في ضفة واطماء في الثانية، ورغم الفضيحة فقد وافقت الوزارة، بل وخرج وكيل وزارة للإسكان وقتها ليقول بالنص ان هذه اثار جانبية تشبه اثار السد العالي، لأنه أدى الى النهر بسبب قلة الطمي وسرعة جريان المياه وتمت معالجتها بتبطين الجوانب وأن المشروع مهم كالسد، ونتيجة لانكشاف الفضيحة تم التراجع عن المشروع، المهم ان نفس التشبيهات التي استخدمها وكيل الوزارة الاسبق يستخدمها الآن وزير الإسكان الحالي طارق وفيق، بأن لحظة اجتماع الوزراء لبحث المشروعات تشبه قرارين تاريخيين، وهما تأميم قناة السويس وحرب أكتوبر معا، أي أن الإخوان يسرقون أفكار مشروعات مبارك وبعضها فاشل، ليضعوا اسمهم عليها ويعتبرونها انجازا تاريخيا يتفوق على انجاز خالد الذكر بتأميم شركة قناة السويس وبناء السد العالي، منفردا، وعلى انجاز الرئيس الراحل أنور السادات بالعبور منفردا، لأن أهميته لا توازيها إلا حاصل جمع الانجازين معاً، بينما هم جمعوا بين عقدة السادات من جانب عبدالناصر ، وبين عقدة مبارك من انجاز السادات، بأن أسند إلى نفسه سبب الانتصار بحكاية الضربة الجوية الأولى، أي باختصار يحتاج الإخوان، أما إلى عيادة نفسية، أو البحث لهم عن مشروع قوي آخر، فماذا يكون يا ترى، يا هل ترى؟