نظرا لكون محافظة دمياط محافظة ذات طبيعة خاصة فإنها تستقبل شهر رمضان إستقبالا خاصا . لرمضان فى دمياط مذاق خاص ، نجد الحرفيين وأصحاب الورش يأقلمون أنفسهم مع فترات الصيام ، فيبدأون العمل بالورش بعد الظهيرة وحتى قبل موعد الإفطار بساعتين على الأقل ، ثم يغلقون الورش ويذهبون لمنازلهم للراحة ، وبعد الإفطار وصلاة التراويح يبدأون العمل حتى موعد السحور أو قبل الفجر بساعة ، ومنهم من يتناول السحور فى الورش ويستمر فى العمل حتى شروق الشمس . تجد كل الشوارع تنعم بالراحة والهدوء ساعات النهار ، فالصيام يجعلهم يؤدون الأعمال البسيطة قبل الفطور ويتركون الشاق لبعد التراويح . أما عن السيدات فلا يخلو منزل من صناعة الحلوى الدمياطى التى تمتاز بها السيدات ، فتجد من تصنع الكنافة ، ومن تصنع القطايف ، ومن تصنع معكرونة اللبن ، وخلافه من الحلوى الأخرى ، فتشعر بطعم الشهر الكريم فى كل منزل . أما الجانب الآخر من المجتمع من الموظفين يخرجون عقب الفطور لقضاء الوقت فى الحدائق والمتنزهات والمقاهى مع الأصدقاء . وعن إستقبالهم لشهر رمضان كانت لنا جولة فى سوق العطارين وسوق الحسبة وهما من أشهر أسواق بيع الياميش والبلح والفوانيس بالمحافظة للتعرف على مراسم إستقباله . دخلنا سوق العطارين وإلتقينا الحاج سمير الجمل تاجر عطارة والذى قال : بالنسبة لأصناف البلح الموجودة هذا العام فالأصناف أجود من العام الماضى والأسعار متقاربة تماما ، وتبدأ أسعار البلح من 7 جنيهات وحتى 25 جنيها للكيلو حسب جودة الصنف ، أما المكسرات فقد إزداد سعرها 10 % عن العام الماضى ، عكس التمور التى تشهد ثباتا فى الأسعار . كما تزايدت نسبة الإقبال هذا العام على الشراء مقارنة بالعام الماضى . وواصل زكريا عيد أحد تجار الجملة بالسوق قائلا : شهر رمضان شهر الخير والرزق والعبادة ، ولكن هذا العام له طبيعة خاصة بسبب الظروف التى تمر بها مصر وحالة الإنفلات الأمنى ودرجة الحرارة الشديدة هذا العام جعلتا المواطنين يقلعون عن التسوق مثل الأعوام الماضية . وقالت إحدى السيدات : الأسعار ثابتة مقارنة بالعام الماضى ، ولكن حالة الإنفلات الأمنى التى نعيشها هذه الأيام تجعلنا كسيدات نخشى على أنفسنا من الخروج من المنزل ، وأتمنى أن يحفظ الله مصر ويعين الرئيس مرسى على تحقيق الأمن ، وأطالبه بالتدخل لخفض الأسعار لأننا نعيش حالة إقتصادية سيئة . وقال عبد الرحمن رجب تاجر عطاره : كمية الياميش والبلح هذا العام أكثر وأكثر جودة وأقل سعرا مقارنة بالعام الماضى ، فمثلا كيلو المشمشية الذى كان ثمنه 52 جنيها العام الماضى أصبح ثمنه 32 جنيها هذا العام ، والخروب الذى كان ثمن الكيلو منه عشرون جنيها العام الماضى أصبح ثمنه 16 جنيها للقبرصى ، و 12 جنيها للتركى . وقمر الدين الذى كان يباع من 9 إلى 12 جنيها ، يباع هذا العام بأسعار تبدأ من 6 وحتى 8 جنيهات . وبالرغم من كل ذلك إلا أن الإقبال ضعيفا بسبب الظروف التى تتعرض لها مصر . وأكد هانى حرب تاجر بلح وتمور على أن الأسعار هذا العام ثابتة مقارنة بالعام الماضى بالنسبة للتمور ، ولكن حالة الركود التى تعانى منها الأسواق مجهولة الأسباب حتى الآن . وأضاف على حرات صاحب محل حلويات قائلا : كل عام كان المواطنون يتصلون بالمحل لحجز كميات الحلوى حتى لا يقفون فى الطوابير المحتشدة قبل الفطور ، ولكن هذا لم يحدث هذا العام بالرغم من ثبات الأسعار منذ ثلاث سنوات . وقال : أرى أن السبب حالة الإنفلات الأمنى والركود الإقتصادى التى نمر بها منذ الثورة وحتى الآن . وقال محمد الصواف صانع كنافة وقطايف : أقوم بصناعة عجين القطايف والكنافة طوال العام ، وليس فى شهر رمضان فقط ، وبالرغم من إجادة السيدة الدمياطية لصناعة الحلوى إلا أنهم بدأ يقبلون على شرائها جاهزة بسبب إرتفاع أسعار الزيت والسكر وأنبوبة البوتجاز والمكسرات ، فأصبحن يرين أن شراء الحلوى جاهزة أقل من تكلفتها بالمنزل . والإقبال هذا العام أضعف من الأعوام الماضية . أما عن سوق الفوانيس فكان الأكثر رواجا بين السلع الرمضانية فقال عادل اللاوندى صاحب محل بيع فوانيس : الإقبال على شراء الفوانيس هذا العام أكثر من العام الماضى ، وقد كانت لدى كمية كبيرة جدا من الفوانيس تم بيعها بالكامل . وتقابلنا مع جهاد مراد الذى أتى لشراء فانوس لإبنه أنس 4 سنوات والذى قال : بالرغم من الركود الذى نعانى منه إلا أن كل رب أسرة يحرص على شراء السلع الرمضانية ليدخل البهجة والسرور على قلب أسرته .