ليؤكد لنا انه (ايام معدودات) ؛ وأنه شهر مخصوص لعبادة ذات وزن ؛ فأبى أمامه الباهلي قال : قلت : يا رسول الله مرنى بعمل ، قال : (( عليك بالصوم فإنه لاعدل له )) انها عبادة عظيمة ؛ وأيامها كلها نفحات وبركات ؛ وكأن الشهر الذى يمضى سريعا يقول لنا : معذرة يا عباد الله فأنتم مقصرين فى التعرض لتلك النفحات والبركات وانشغلتم بالدنيا ومفاتنها واخذتم العبادة إلى عادات من مطعم ومشرب ومسلسلات ولغو ولهو بما لا ينفع ؛ وابتعدتم عن رسالة الله لكم فى هذا الشهر والذى افرده بالخصوصية فى الحسنات والثواب ؛ قال سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : – (( يقول الله تعالى : كل حسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، إلا الصوم فإنه لى وأنا اجزى به )) كأنك أيها الشهر تقول لنا : ياعباد الله انصلحوا بحق مع الله وعندها ساكون بينكم بالبركات والنفحات وابلغكم الى اعلى الدرجات ؛ ………… أما أنتم الذين تفتقدون لذة الشهر فهذا حرمان على حرمان بسبب معاصيكم وابتعادكم عن باب الله ؛ أما الذين يعيشون مع الله فى كل لحظة ويرقبونه فى كل وقت ؛ فالنفحات متجلية ؛ والقدر موجود لأنهم لايغفلون عن القيام بحق العبودية لله فى كل وقت ؛ فمهلا أيها الشهر؛ فسنراجع أنفسنا ؛ ونلتزم باب الطاعة ؛ وسناكد ذلك بالسعى فى أداء الخيرات والنفع لعباد الله ؛ سنفرح بمزيد الصدقات ؛ سنود الأهل لتأكيد صلة الأرحام باب السعادة؛ سنبحث عن الفقراء والمساكين ونوسع عليهم ؛ سنجتهد لإدخال السرور على الناس ؛ سنصل من قطعنا ونعفو عمن أساء لنا ؛ لأننا نريد نقاء القلب ؛ نعم نبتغى القلب السليم ؛ الذى يحل فيه النور ؛ فينشرح وينفسح ؛ وعندها سنراك أيها الشهر بيننا ساريا طول العام ؛ فمهلا يا شهر رمضان فإنا نخشى ألا نكون معك فى العام القادم ؛ فقد عدنا بتوبة نصوح . 1/6/2019