هل علينا شهر رمضان الكريم ببركاته ونفحاته العطرة، ونحمد الله على أداء الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، فصيامه فرض عين على كل مسلم مستطيع، ونسأل الله أن يقدرنا على قيام لياليه ويمتعنا بتلاوة القرآن، إنه "منحة إلهية" وموسم العتق والغفران والصدقات والإحسان، تفتح فيه أبواب الجنات وترفع الدرجات وتغفر السيئات فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، أمرنا رب العزة بصيامه: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون". لقد اختص الله تعالى صيام رمضان بامتيازات وخصائص دون العبادات الأخرى وقال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به"، لأن الصوم عبادة لله وحده فلا يتقرب بها البشر لبشر، ثوابه مختلف، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف في كل العبادات إلا الصوم، فقد تعهد الله بتقدير ومضاعفة حسناته بلا حدود، وبشرنا الصادق محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: "من صام نهاره وقام ليله إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم، فعظموه رحمكم الله بالنية الصالحة والاجتهاد في حفظ صيامه وقيامه"، وقال: "للصائم فرحتان: فرحة عند فطرة، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". ولكن مع استعدادات أكثر من مليار ونصف مسلم بأنحاء العالم وملايين المصريين لاستقبال شهر الصوم، فؤجئنا بأحد الإعلاميين، الذى يتحرى دائما الخوض فى القضايا المثيرة للجدل، ينكر فائدة الصيام بقوله "إنه لم ير أى حكمة فى صيام شهر رمضان، وإنه بحث كثيرًا في حكمة صيام الشهر، واستمع لعشرات الحجج التي يقولها آلاف الوعاظ من حكمة الصيام، منها الشعور بالفقير وأن فيه فوائد صحية، مدعيا أن العلم نسف كل هذا، وأدركنا أن الصيام متعب للصحة، وكاشف لفروق اجتماعية وطبقية هائلة، ولم ير في صيام رمضان حكمة إلا أنه قرار سيادى من الله عز وجل، افعل وصم، فنفعل ونصوم دون أن ندرك حكمة الصيام!!. حقاً إن لم تستح فأفعل ما شئت، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة"، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة". ما يثير استغرابى هو التجاهل التام من جانب المؤسسات الدينية والإعلامية الرسمية لهذا التطاول المتواصل من بعض "مدعي التنوير" دون رودود حاسمة، تضع النقاط على الحروف، فلعل المانع خير. [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ;