مساء الخير، يسعدني أن أرحب بالكثير من أصدقائنا المصريين والأمريكيين هنا اليوم ، وكذلك السادة أعضاء السلك الدبلوماسي المرموقين. نتشرف بحضوركم ونحن نحتفل باستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية. هذه المناسبة هامة بالنسبة للأميركيين، ونحن نستحضر كلمات وثيقة إعلان استقلالنا التي كتبت قبل 236 عاما: نؤمن بأن هذه الحقائق بديهية، وهي أن البشر خلقوا متساوين، وأن خالقهم حباهم بحقوق معينة لا يمكن نكرانها و التصرف بها، وأن من بينها الحق في الحياة والحرية، والسعي في سبيل نشدان السعادة، و أنه لضمان هذه الحقوق، تنشأ الحكومات بين الناس مستمدة سلطاتها العادلة من موافقة المحكومين؛ هذه الكلمات تحمل معاني خاصة بالنسبة لنا هذا العام في مصر، حيث انتقلتم إلى الأمام في طريقكم إلى الديمقراطية. الأميركيون فخورون بإنجازاتنا الديمقراطية ولكننا نفهم أيضا مدى صعوبة بناء أمة ديمقراطية. بالإضافة إلى الانتخابات المنتظمة لاختيار قادة جدد، فإن الأميركيين يعتمدون على حماية الحقوق والممارسات الديمقراطية في حياتنا اليومية، فضلا عن مؤسسات قوية، وإجراءات مرنة و منظمات فعالة تنتمي للمجتمع المدني. كما نعتمد أيضا على قطاع خاص قوي لخلق النمو الاقتصادي لتحقيق توقعاتنا للمستقبل. مثل كل الديمقراطيات، ما زلنا نواصل جاهدين النضال من أجل تحقيق التوازن الصحيح بين الحريات المدنية والأمن، وبين دور الحكومة ودور القطاع الخاص، وبين الإنفاق على الاحتياجات الحالية للسكان أو الاستثمار في المستقبل. لقد كانت قضايا الأعراق والهجرة من بين القضايا الأكثر إثارة للجدل في تاريخ بلدنا. كما أن مثل دور الدين في الحياة العامة مصدرا دائما للجدل. إن الأمريكيين هم أول من يعترف بأننا ارتكبنا أخطاء في مسارنا، ولكننا نستلهم الطمأنينة من يقيننا بأنه في نوفمبر القادم سوف نقوم مرة أخرى بالمشاركة في الانتخابات الوطنية لاختياررئيسنا ومؤسستنا التشريعية الكونجرس. يعتبر 4 يوليو مناسبة للأمريكيين كي يؤكدوا ثقتهم في قدرتنا على حل هذه القضايا بطريقة ديمقراطية، من خلال قادتنا المنتخبين وسلطتنا التشريعية، ومحاكمنا. وحيث أنكم تمضون قدما في بناء الديموقراطية في مصر، هذا البلد الكبير والتاريخي في قلب العالم العربي، اعلموا أن الأمريكيين يؤيدونكم. لقد شجعت انتخابات هذا العام الناس في الولاياتالمتحدة وحول العالم. وأنا كشاهدة مسجلة خلال انتخاباتكم، رأيت الخطوات الكبيرة التي خطتها مصرإلى الأمام العام الماضي حيث اصطف الشباب والشيوخ والنساء والرجال في الطوابير لكي يدلوا بصوتهم. في الأشهر المقبلة، سوف تضع مصر دستورا يحدد توزيع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية الموافق عليها، ويفصل حقوق المواطنين. إن عودة برلمان منتخب ديمقراطيا، وذلك بعد عملية يقررها المصريون، سيكون خطوة مهمة إلى الأمام. وعندما تكونوا جاهزين، ستجدون الأمريكيين مستعدين لنشمر عن سواعدنا من أجل العمل للمساعدة في إعادة بناء الاقتصاد المصري، لأننا نعلم جميعا أن نجاح التجربة الديمقراطية مرهون بقدرتنا على إعادة المصريين إلى الإنتاج مرة أخرى، ونمو الاقتصاد. في أوقات الأزمات الوطنية، أوالحرب، نفخر كأمريكيين بقدرتنا على التوحد من اجل أهداف مشتركة مهمة حتى عندما يكون لدينا خلافات سياسية عميقة. والمصريون أيضا، قد ثابروا معا من أجل عبور مرحلة صعبة ويحتاجون للبدء في العمل معا من أجل مستقبل مصر. ولكي ترسخوا ديمقراطيتكم وتشجعوا المستثمرين والسياح على العودة، فمصر تحتاج إلى مشاركة كل مواطنيها - نساء ورجالا . فالبلد التي تريد أن تأخذ مكانها الصحيح في الاقتصاد العالمي لا تستطيع أن تعوق نصف سكانها أو أن تميز ضد مجموعات من مواطنيها. في ذكرى استقلال أميركا، نبسط أيدينا لأصدقائنا هنا في مصر من أجل الشراكة في العمل الذي ينتظرنا. إن دعم التحول الديمقراطي في مصر هو واجبنا وفقا لتاريخنا الديمقراطي. كما أن رؤية مصر تنهض و تزدهر مرة أخرى شرف لنا. شكرا لوجودكم معنا هذا المساء.