أكثر من 2700 رائدة ريفية في وزارة الشؤون الاجتماعية يستغيثون بالرئيس السيسي. فهن يعملن بمكافأة 350 جنيها شهريا، يتم تجميعها لتصرف كل ستة أشهر، وقد يصل الأمر لعام كامل بدون جنيه واحد. ورغم الاحتياج لكل جنيه في هذا الزمن، إلا أن المشكلة ليست في المكافأة الهزيلة فقط، وحسب شكواهن ؛وإنما في عدم تثبيتنا، رغم مرور أكثر من عشرين عاما على قيام الرائدة الريفية بدور كبير في توعية النساء اجتماعيا وصحيا، بل سياسيا في أعماق الريف المصري داخل القرى والنجوع، متحملات الصعاب والمشاق، من أجل الوطن، ومن أجل خدمة فئة فقيرة في المجتمع، تنتظر معاش تكافل وكرامة أو أي إعانة أو مساعدة من وزارة التضامن. وتواصل الشكوى من احدى المستغيثات .. ترجو من أحد نواب الشعب أن يتبنى قضيتهن العادلة: نحن نختلف عن رائدة وزارة الصحة، وربما نقوم بمجهود أكبر مما تقوم به، ومع ذلك فهي معينة ولها تأمين صحي واجتماعي، وكل ما يحفظ حقوقها، أما نحن فلا شيء على الإطلاق سوى المكافأة الضئيلة التي لا تكفي حتى ثمن الانتقال. مصدر في الوزارة، لم ينكر المشكلة، ولكنه صدمني بقوله «الرائدة الريفية في الأساس تعمل معنا متطوعة، وما تحصل عليه نوع من المكافأة على مجهودها!» انتابتني ضحكة ساخرة، وأنا أسأله 350 جنيها يا رجل تعتبرها مكافأة لمن تقوم بإجراء العشرات من البحوث الاجتماعية والاقتصادية داخل نطاق إدارتها شهريا، للوقوف على أحوال الناس، والتأكد من استحقاقهم للمساعدات والإعانات والمكافآت الشهرية؟».