” يوم الأم ” مناسبة اجتماعية لها مكانتها الخاصة لدى كل أم ….. فالجميع ينتظر هذا اليوم ليعبر لأمه عن مدي حبه لها .. وبدأت قصة ” يوم الأم ” حين ذهبت احدى السيدات الي مكتب الأستاذ ” مصطفي أمين ” وقصت عليه قصة كفاحها مع أبنائها ، التي قامت بتربيتهم وتعليمهم ، وتحملت كل الصعاب والألام من أجل الحفاظ عليهم بعد وفاة زوجها .. ثم لاقت منهم الاهمال والهجر والجفاء والنكران ، فلم يعد لأحد منهم أن يتذكرها أو يحنو عليها … فتأثر الأستاذ ” مصطفي أمين ” بهذه القصة ، ونشر في عموده اليومي بجريدة أخبار اليوم مقال بعنوان ” فكرة للاحتفال بعيد الأم ” نجحت الفكرة بعد عشرة سنوات من كتابة المقال ، وبالتحديد عام 1956، في يوم 21مارس تم الإحتفال رسميا ” بيوم الأم ” قصة أغنية ست الحبايب ست الحبايب يا حبيبه …… يا أغلى من روحي ودمي . يا حنينه وكلك طيبة ……. يارب يخليكى يا أمي . 61 عاما” علي إنتاجها ، وما زالت حتى يومنا الحالى هى الأغنية الأكثر تعبيرا” عن الحب لأمهاتنا عبر العقود . لحنها موسيقار الأجيال ” محمد عبد الوهاب “وكتب كلماتها العبقري ” حسين السيد ” ، وغنتها الجميلة ” فايزة أحمد “. تم كتابة الأغنية وتلحينها وإنتاجها في 24ساعة ، ولها قصة عجيبة ومؤثرة عاشت علي مدى 59 عاما” تقريبا ، وما زالت تسكن في قلوب كل الأمهات . ففي مساء يوم 20 مساء لعام 1958، ذهب الشاعر الغنائي الكبير ” حسين السيد ” لزيارة والدته ، وكانت تسكن في أحد الأحياء الشعبية في منزل بالطابق السادس ، وبعدما صعد السلم ووصل شقة والدته ، أكتشف أنه نسى شراء هدية ليقدمها لأمه في هذا اليوم ، وكان من الصعب عليه نزول السلم مرة أخري لشراء الهدية ، لشعوره بالتعب والإرهاق بسبب صعوده الطوابق الستة ، ففكر في هدية أخري عن الأعوام السابقة ، فجلس أمام الشقة يكتب كلمات يعبر فيها عن مدى حبه لأمه ، وعرفانا” بفضلها ، وطرق باب الشقة ، وقدمها لها هدية فى هذا اليوم . فبكت الأم وسألته _ هل هذه الكلمات لها وحدها أم سيقدمها أغنية من أغنياته ؟ فقال لها إنها لك ، ولو شئت في تقديمها كأغنية ، ستغنيها أجمل مطربة ويلحنها أعظم ملحن ، فأذنت له بتقديمها كأغنية لكل أم . وعلى الفور ، اتصل بالموسيقار ” محمد عبد الوهاب “وروى له القصة كاملة ، وقرأ عليه الكلمات ، وفي الحال وعده ” عبد الوهاب “بتلحينها .. وفي اليوم التالي 21 مارس للعام نفسه ، وفجأة : استمع الشاعر الكبير ” حسين السيد ” هو ووالدته إلي الأغنية تذاع في الإذاعة المصرية بصوت الجميلة والرقيقة ” فايزة أحمد “. وعلى الفور : قام حسين السيد بالإتصال بالموسيقار ” محمد عبد الوهاب ” ليسأله عن هذا الأمر العجيب ، فقال له أنه لحنها في 15 دقيقة ، ودعا في الحال صاحبة الصوت الرقيق الدافي ، المطربة ” فايزة أحمد ” للتدريب على اللحن ، والتى قامت بحفظ الأغنية في أقل من ساعة من الزمن . ومع صباح يوم 21 مارس كانت في الإذاعة المصرية تسجل أغنية ” ست الحبايب ” لتبث وتذاع في العاشرة مساء يوم 21 مارس لعام 1959لتكون إحدى وأبرز الأغنيات المرتبطة بالأم ،وتحتفظ بتربعها على هذا العرش طيلة 60 عاما” ، وتظل أهم أغاني عيد الأم على الإطلاق ، ويكتب لهذه الأغنية أن تظل راسخة في أذهان وذاكرة الجماهير العربية ، وترتبط إرتباط وثيقا بيوم الأم ، وتصبح أيقونة هذا اليوم من كل عام .