وطَرْقُهَ مازال على مسماري.. فالغد القادم ظل مرعبا يكاد لايخشى انتظاري.. صبرا على الضيم أن حلت روافده وبانت على الاعناق مسلة الاقدارِ.. تلك مراسيم أخلت بأهلها ،وراحت تهدم ما تبقى من ذكريات أسواري.. حبيبتي عرفتِ السارق والمسروق فهل وجدتِ على الخرائط اسم لبلادي.. أو قرأتِ عندما دارت بنا الايام تكتب هنا شر لنا وهناك تقطع أوصالِ.. من ذا الذي أحبته ألف إمرأة ،وظل مثلي على الجبين يرسم الاعذارِ.. فسليمان لم يقل لبلقيس هذه القصور مشيدة عليك ان تختارِ.. وعدتك أن لا أغير الهوى إذ لم يمرْ طيفك من جواري.. وأقسمت أن احذف في مخيلتي كل من حال بينك وبين اشعاري.. وددت تقبيل الحروف التي تحمل اسمك ،وقليل من خفايا أسراري.. لقد طال الفراق يا فاتنتي وأبعدت عني الأسفارِ.. لقد سأمت الانتظار وملتني سجايا الروح وملت مني افكاري.. إشتقت نصالح بآيات خصت ما يقال أن الخصام سيد الاشرارِ.. عذلت اهل الخمر في سكرهم ، والخمر في شفاهك يسكرني ويعلن اخباري.. كأني جنيت جريمة اذ رسمت على الشفاه قبلاتي.. فوداعا للتي تروي اليّ حكايات حب امي لأبي وسلالة اجدادي.. تعالي فاتنتي فقد ولى زمان تحسب جميلة العصر فيه غنيمة وتباع للتجارِ.. أني اقبل بين عينيك تحية كبرياء ووقارِ… ليبقى الحب فيك نعمة اهداها الينا الخالق الباري…