تحتفل سلطنة عمان في الثامن عشر من نوفمبر الجاري بالذكرى 48 للعيد الوطني المجيد , اليوم الخالد في ذاكرة المواطن العماني ، لما يمثله من أهمية في تغيير مجري الحياة في سلطنة عمان ، منذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية ،بقيادة مؤسس عمان الحديثة السلطان قابوس بن سعيد , لتولد عمان الحديثة , ففي خلال سنوات قليلة، تمكنت عمان من احتلال مكانتها بين الأمم كداعم للحوار والسلام والاستقرار ونبذ العنف والحروب، من خلال انتهاج سياسة النأي بالنفس عن الحروب والخلافات التي تعصف بالمنطقة وعدم التدخل في شؤون الآخرين ,والاهتمام بالإنسان وبناء مؤسسات الدولة، والمشاركة في العمل والعمران وعدم الاتكال على الغير , وواجهت سلطنة عمان العديد من التحديات والصعوبات في مطلع نهضتها , لكنها تمكنت من احتوائها والخروج بالبلاد الى بر الأمان، بفضل شعبها الواعي وتحت قيادة حكيمة تمتلك فن الادارة بكل ما تحتويه، ليبدأ تاريخ سلطنة عمان الحديث بتحقيق الأمنيات ، وتشهد يوما بعد يوم بنهضة حديثة ، لينعم الشعب العماني بالإزدهار والتقدم والرخاء ، وبهذه المناسبة العظيمة يجدد أبناء الشعب العماني الأبي في هذا اليوم المجيد من كل عام العهد والولاء للسلطان قابوس بن سعيد – مقرونة بأصدق وأسمى مشاعر الحب والتقدير والعرفان والوفاء لسلطان عمان . والمتابع للمنطقة العربية ، يجدها تعيش فوق بركان ساخن ، فلا حديث الا عن الفقر والتشرد، وارتفاع الأسعار والبطالة والفساد، والمشكلات والأزمات، وارهاب ومهاترات سياسية بين الدول العربية نفسها، وسط غليان ومخاوف من المستقبل _ لكن وكالعادة تأتي سلطنة عمان بعيدة عن تلك المهاترات والأزمات الطاحنة، ليفرح شعبها بالاحتفالات بالمناسبات الوطنية ، في وقت حرم الفرح على معظم بلدان المنطقة، ويكون الاحتفال بالعيد الوطني المجيد هو حديث الشارع العماني . ونحن كمقيمين على أرض هذا البلد الكريم ، عهدنا العيش فيها علي الحب والاحترام ، وارتوينا بها من الأمن والسلام والذي يتعايش معه الجميع علي ارض هذا البلد الطيب من شماله لجنوبه، ومن شرقه الي غربه، والذى لم نعهد فيه سوي التسامح ،واحترام القوانين ، وعدم ايذاء الأخرين بأي وسيلة , فالأمن والأمان من ميزات سلطنة عمان , ونعمة عظيمة من نعم الله _ سبحانه _ لهذا البلد المعطاء , تحت قيادة حكيمة , وشعب واعى ومتطلع لمستقبل أفضل ، فأهل عمان أهل المحبة والاحترام، أهل التآلف والتسامح والإكرام، كأنهم يرددون دائما من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا فليس منا ، فقد قرأت وأمنت بعلم اليقين أن بعد المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في المدينةالمنورة صار الصحابة_ رضوان الله عليهم_ كالإخوة الأشقاء,,,,,,, ولكننى والله رأيت بعين اليقين مثل تلك الأخوة والمحبة في السلطنة، لا يحتقر شخص شخصاً أخر بسبب النسب والقبيلة وغيرها من الأسباب التى تفرق ولا تجمع , تهدم ولا تبني ، ولهذا لم تشهد السلطنة أي نزاعات قبلية، مذهبية، طائفية منذ تولى السلطان قابوس مقاليد حكم البلاد ، فالمواطن لا يتطاول حتى على الوافد بسبب أنه مواطن عماني وله حق أن يتطاول على الوافد _ والوافد لا يخاف ولا يهتز جسده بسبب أنه أجنبي أو غير عماني، بل كلهم يأخذون ويؤدون حقوقهم للآخر، وكلهم يقفون في طابور واحد، ويحترمون بعضهم بعضا ، تحت سيادة قانون واحد يلتزم به الجميع بلا استثناء ، لا يفرقون بين العربي والأعجمي ، بل يحبون كل إنسان ويريدون الخير لكافة الناس جميعا ، وهم يعرفون بأخلاقهم الرفيعة ومعاملاتهم الطيبة ، يعطون كل ذي حق حقه، سواء يكون عربيا أو أعجمياً، وأي زائر لا يرجع إلى بلاده إلا ويتأثر بأخلاق أهل عمان , بل يفتخر كل مقيم على أرض عمان بإنسانها الطيب المستقر الهاديء والمتزن، ولذلك من الصعب ان ترى اشكالا بين الناس فيها، او تسمع كلاما خارج التهذيب البشري ، فعمان اذن مرآة للصفاء الانساني في اروع صوره، غرست فيها النهضة المباركة كل الحقائق الموضوعية التي يعيشها انسانها، وهي على تطور وتطوير دائم . هكذا كانت التربية العمانية التى تربت على حب الوطن , والمحافظة عليه, وحب الأخرين تحت قيادة حكيمة استطاعت بفن الإدارة بما تحتويه من إخلاص وحكمة وحنكة وصرامة وذكاء أن تصنع وطنا وشعبا كتب اسمه من جديد في سجلات التاريخ بحروف من ذهب وفي نهاية مقالي : يسرني أن أتقدم بأسمى آيات التهنئة والتبريكات بمناسبة العيد الوطني الثامن والأربعين المجيد إلى سلطنة عمان -قائدا وشعبا ومقيما – أعاده الله – سبحانه – علينا وعلى أهل عمان بالخير الدائم والرخاء والأمان، متضرعا إلى الله -عز وجل – أن يديم على الجميع الصحة والسعادة، وأن يسدد على طريق الخير خطاكم وأن يحفظ عمان على مر الزمان.