يا إبنت الحي الغريب فعشقيني.. ِنحن من زلال الماء ومن صىلالة الطينِ.. إني بكيت على اطلال مدينة كانت بزهو تُحيني.. أراك عن بعد وقد لبستي الخمار وأطلقتي العنان للساقين تغريني.. ألا ياغرابية الاصل اقتربي فحبك دستور وان قلَت شرائع ديني.. لقد مضت سنين العمر نازحة .. من الشمالِ والغرب والجنوب والشرق جهات حل الجوع فيها تناديني.. تستغيث واه موطناه أي حب بعد هذا فيك يحمني.. آه يا غرابية لوتسأليني.. مازالت أيادي القوم مغلولة وكاهن ياخذ الاموال وبالخوف يسليني.. اني عشقتكي فعشقيني.. لا تخبري ماما وبابا بعشقي .. حين القاك وتلقيني.. لقد دَبَ الياس في صدري وذاك غراب البين يرثيني.. تعلمت كيف أغني ! وكيف انظمُ شعرا يحاكيني.. مازالت الايام تشكو عريها من جيل يقضي بجيلٍ وجيل يقاضيني.. وددت ان يكتب التاريخ بعيون الصدق لا بالتحريف يغنيني.. سليني يا ابنت الحي الغريب او لا تساليني.. فأنا تعودت على الخداع من ذاك الذي يروي اليك كذبا ومازال يرويني.. اني احببتك قهرا وجوعا وضيما بين الضفاف والنهرينِ.. فتعلمي كيف تحكم البلدان بساسة اعتقادي ويقيني.. وان شئتي ان تعلني كذبي فانت حرة بما تكذبيني.. قولي اي شيء يخزيك ويثنيك ان لا تصارحيني.. لقد احببتك يا ابنت دجله ،ورسمت بين عينيك لوحة عشقي وحنيني.. اني احفظ عهدك .. واحفظ ميلاد حب صار فيه تكويني.. لقد بدأت ساعة التقرير فهل لك ان تحريريني..؟ ياظلمة الليل.. يا سطوة المجد.. يا سارية الاعلام.. بين الشام وبيروت هل لبغداد ان تعانق مصر وفيها تأتيني..؟ لقد بلغ السيل الزبى .. وهانت على الابرار اسماء بها الاوغاد تسميني… ياليت الذي حولي صحت ايامهم ياليتها تصحيني.. تعالي يا سيدة الحب والجمالٍ،لقد حل العناق فعانقيني..